بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، أن الزيارات المستمرة إلى تركيا أسفرت عن نتائج إيجابية منها دخول مذكّرة التفاهم التي وقعت عام 2009 حيز التنفيذ، ومن أهم بنودها إعطاء حصة عادلة للعراق من المياه، وهذا جهد لم يتحقق منذ 40 عاماّ.
وقـال، في تصريح صحافي خلال مشاركته في مؤتمر المياه في القاهرة، إنه «على غـرار التفاهمات مع تركيا، نتمنى أن نتفاهم قريباً مع الجارة الصديقة إيران، لكون العراق المتضرر الأكبر من التغيرات المناخية الأخيرة».
وأضاف، أن «الوزارة عبر الخارجية والرئاسات الثلاث طالبت بتقديم شكوى رسمية في المحكمة الدولية على إيران لأجل أن تستجيب وتطلق حصة العراق من المياه».
كذلك، حدد الحمداني، خمسة عوامل تحافظ على الموارد المائية.
وذكرت الوزارة في بيان صحافي أمس، أن الحمداني «ترأس وفد العراق المشارك بفعاليات أسبوع القاهرة للمياه 2021 في نسخته الرابعة بعنوان (المياه والسكان والتغيرات العالمية: التحديات والفرص) الذي يعقد في العاصمة المصرية/ القاهرة» مبينة أن «ذلك يعد مـن أهم الاحداث الدولية التي تم تسجيلها ضمن المسار التمهيدي لانعقاد مؤتمر المياه العالمي في السنغال/ داكار 2022». وأوضح الحمداني، وفقاً للبيان، أن «العراق حريص على الانضمام والمشاركة في كافة الاتفاقيات الدولية ذات الشأن في موضوع المياه العابرة للحدود والمياه المشتركة لما لها من أهمية في المحافظة على حقوق الدول المتشاطئة وضمان الأمن المائي والغذائي والذي يمكن العراق من تحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وأكد أن «تحسين التشريعات المتعلقة بالمياه وتطوير الإدارة المائية من خلال التحول الى أنظمة الري الحديثة للمياه وزيادة الوعي وتطوير الخبرات الوطنية في هذا المجال، بالإضافة الى ترشيد الاستهلاك يسهم ايجابا في المحافظة على الموارد المائية على المستوى الوطني ويضمن امكانية تحقيق مبدأ الإدارة المتكاملة للمياه».
وثمن الوزير اثناء مشاركته في الجلسة عالية المستوى (التعاون في المياه الدولية في ضوء التغيرات المناخية والتحكم بالمصادر المائية) «جهود جمهورية مصر العربية في إنجاح هذا الحدث الهام بهذه المشاركة الواسعة».
وسبق للسفير التركي في العراق، رضا غوناي، أن طمّأن بأن بلاده لن تحتكر المياه على العراق ولكن ينبغي أن يستخدمها بصورة أمثل، مقترحاً إنشاء المزيد من السدود لحماية البلاد من السيول والفيضانات، وتوفير المياه في مواسم الجفاف.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ نينوى نجم الجبوري، خلال زيارته لمدينة الموصل، أول أمس، إن «تركيا تهتم بنينوى جداً وتسعى لأن تكون بأفضل صورها» موضحاً أن «سبب هذا الاهتمام هو جراء ما تعرضت له هذه المدينة من دمار وخراب بسبب داعش».
وأشار إلى أن «الموصل تحتاج الى الاستثمار والمستثمرين، وهنالك العديد من المستثمرين الذين يمكنهم الاستثمار هنا» مردفا بالقول: «نحن هنا اليوم لنتباحث في المواضيع التجارية والاستثمارية، وهناك مختصون في هذا المجال جاءوا معي».
أما فيما يخص موضوع المياه، قال غوناي، إن «هناك تواصلاً كبيراً بين وزير الموارد المائية العراقي والحكومة التركية» منوهاً إلى أن «مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها عام 2014 قد بدأ العمل بها وتم تفعيلها خلال الأشهر الماضية».
وأكد السفير التركي أن «هناك جفافاً في المنطقة برمتها وليس في العراق فقط، والاحتباس الحراري ايضاً موجود».
وتابع: «الحل الأمثل لمواجهة الجفاف هو تحديث منظومات الري، ويجب الاستفادة من المياه المتوفرة في الزراعة، وينبغي إنشاء المزيد من السدود للحماية من السيول في مواسم الأمطار وتوفر المياه في مواسم الجفاف».
واختتم حديثه بالقول: «تركيا على تعاون كبير في هذا المجال مع العراق» موضحاً أن «تركيا لن تحرم العراق من نعمة رب العالمين ولن تحتكر المياه على العراقيين، انما تريد ان تستخدم المياه بصورة أمثل».