تتجه الأنظار من اليوم الى لاهاي حيث سيبدأ فصل بارز جديد ومفصلي من فصول الجلسات التي تعقدها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري بما يعني ان هذا الحدث القضائي اللبناني – الدولي سيكون من شأنه اختراق الازمة السياسية والحكومية الداخلية، خصوصاً أن أي جديد لم يبرز على صعيد تجاوز التعقيدات التي تترك عملية تأليف الحكومة عالقة الى امد غير قصير. فتبدأ غرفة الدرجة الاولى اليوم بعقد جلسات المرافعات الشفوية الختامية في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وفور اختتام جلسات المرافعات الختامية، تؤكد مصادر معنيّة لـ"المستقبل"، تبدأ مداولات في الغرفة للبت بالتبرئة أو بالإدانة ضدّ أيّ من المتّهمين، تمهيداً للشروع بصياغة الحكم وإصداره في جلسة علنية، فور جهوزه، يرجّح أن تكون العام المقبل.
ويحضر أوّل جزء من جلسة بداية المرافعات النهائية للأطراف الثلاثة، وكلاء الادعاء والمتضررون من ذوي الضحايا ووكلاء الدفاع، قبل ظهر اليوم الرئيس سعد الحريري باعتباره من ذوي الضحايا، كما سيحضر زوجة واولاد الشهيد طلال ناصر، وزوجة الشهيد زياد طراف وتباعاً يحضر باقي ذوي المتضررين ومن بينهم السيدة غنى غلاييني وآخرون ويمثل المحامي محمّد مطر عائلة الرئيس الحريري والمحامية ندى عبد الساتر المعينة من المحكمة عائلتي أبو رجيلي وشعيا.
وتكمن أهمية هذه المرحلة من المراحل التي قطعتها المحكمة الدولية منذ إنشائها في العام 2007، بالتوطئة لإصدار القرار النهائي بعدما استمعت إلى عدد من الشهود بلغ 703 شهود، وعرضت "3128" قرينة وأدلة من كلا طرفي الادعاء والدفاع والذي ينتظر ان يصدر في الشهور الأولى من السنة المقبلة على أبعد تقدير.
وصرحت الناطقة باسم المحكمة وجد رمضان لـ"النهار" بأن الجلسات ستتضمن مرافعات شفوية ختامية لكل من فريقي المدعي العام لدى المحكمة ومحامي الدفاع عن المتهمين، والممثلين القانونيين للمتضررين، في حضور متضررين في قاعة المحكمة. وتتمحور هذه المرافعات على تقديم كل من الأفرقاء ملخصاً عن الادلة التي كان قدمها خلال أربعة أعوام من المحاكمة الى قضاة غرفة الدرجة الاولى، وهي ملاحظات شفوية يدلي بها أمام الغرفة كل من الادعاء والدفاع عند اختتام المحاكمة، ويقدم كل فريق بموجبها تقويمه للادلة والشهادات المقدمة خلال المحاكمة والاسباب التي تبرر النطق بالحكم لمصلحته". وأوضحت ان الأفرقاء لن يدلوا بعناصر جديدة في القضية لان كل الادلة قدمت في القرار الاتهامي ثم خلال المحاكمة التي افسحت في المجال للفريق الثاني للطعن في هذه الادلة أو من خلال الاستجواب المضاد فيها، وبعد مناقشتها. وقد قبلت الغرفة أدلة كل فترة المحاكمة. وانطلاقا من ذلك فإن المرافعات الشفوية ستكون ملخصاً عن المذكرات الخطية التي قدمت ولن تشتمل على جديد لانه لن يكون في وسع أي فريق الطعن بها.
وتحظى جلسة اليوم باهتمام سياسي واعلامي كبير، وإلى جانب الرئيس الحريري سيحضر الوزيران مروان حمادة وغطاس خوري والنائب السابق باسم السبع وتتولى العديد من المحطات ومندوبي الصحف تغطيتها بشكل مباشر، وسيدلي الرئيس الحريري بعد انتهاء الجزء الأوّل من الجلسة ببيان يُحدّد فيه موقفه.