مذبحة خوجالي الآذربيجانية.. مأساة وقعت في ليلة

مجتمع 14:42 28.02.2019
تعرض الآذربيجانيون لسياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي مارسها الانفصاليون الأرمن بشكل متتابع، وطردوا من أوطانهم التاريخية وأراضيهم الأصلية وأصبحوا لاجئين ومشردين، وذلك منذ أكثر من مائتي سنة.. تم سفك دماء آلاف من الآذربيجانيين الأبرياء والقضاء على كثير من الأجيال بالكامل نتيجة أعمال إرهابية دموية ارتكبتها فصائل أرمنية قومية إرهابية مدعومة من قبل دول كثيرة في مختلف الفترات ما بين سني 1905-1907 و 1918-1920 و 1948-1953م. 
في نهاية الأمر، في الوقت الذي كان الاتحاد السوفييتي على وشك الانهيار، أي، في سنة 1988م أظهر المتعصبون القوميون الأرمن عادتهم الهمجية مرة أخرى ونتيجة السياسة المتحيزة المؤيدة لأعمال الانفصاليين هذه والتي يمارسها زعماء الإمبراطورية السوفيتية الآيلة للسقوط تم تهجير أكثر من 250 ألفاً من الآذربيجانيين من أرمينيا ابتداء من سنة 1988 حتى سنة 1989م.. وبذلك بدأ الأرمن تحقيق سياستهم التي خططوا لها منذ فترة طويلة والتي لا تتوافق مع أي من المبادئ والقيم و القوانين الدولية.
 
دلت السياسة المتميزة بمنتهى التعصب القومي والتي مارستها أرمينيا في أواخر القرن العشرين على أنهم يحاولون ترهيب شعبنا والوصول إلى أحلامهم التي تنبع من حقدهم وعدائهم للترك وأعمالهم الإرهابية الهمجية القائمة على العدوان تجاه الآذربيجانيين وسياستهم للإبادة الجماعية بحقهم.
 
في هذا السياق شنت فصائل السطو والسلب الوافدة من أرمينيا عمليات عسكرية واسعة النطاق في إقليم (دغليك كاراباغ) وبعض الأراضي الحدودية بدعم من وحدات عسكرية روسية واحتلت جزءً واسعاً من أراضي جمهورية آذربيجان مستغلة وجود أزمة الحكم في آذربيجان.. وتجاوز عدد اللاجئين والمشردين في آذربيجان مليون لاجئ ومشرد، وفقدت آذربيجان 20 % من أراضيها نتيجة احتلال إقليم (داغليك كاراباغ) والمناطق السبع المتاخمة من قبل أرمينيا. 
أما الأضرار الاقتصادية التي تم إلحاقها بجمهورية آذربيجان خلال هذه الحرب فكانت عشرات المليارات من الدولارات، وأسفر الاحتلال الأرمني عن تدمير ونهب وسلب ما يقرب عدده من 7000 مؤسسة صناعية وزراعية، و616 مدرسة ثانوية، و242 روضة أطفال، وحوالي 500 أثر تاريخي ومتحف، و695 مستشفى ومستوصفاً ومؤسسة صحية، و724 منطقة سكنية منها مدن وقرى. 
وحصدت هذه الحرب الدموية أرواح ما يقرب من 20 ألف مواطن آذربيجاني، وخلفت أكثر من خمسين ألفاً من المعوقين والمصابين التي تقوم آذربيجان على رعايتهم.
 
غير أنه كان أدهى من هذه الحرب غير المتكافئة وما جلبته من القتل والظلم والتخلف الاقتصادي، ما ارتكبته فصائل الأرمن المسلحة بحق الآذربيجانيين في مدينة (خوجالي) من مجزرة وقتل جماعي، فقد أباد الأرمن سكان هذه المدينة لمجرد كونهم ترك الأصل.. تأتي هذه المجزرة المرتكبة ببشاعة وإجرام لا نظير لهما على مستوى الإنسانية. 
تمثل مجزرة (خوجالي) التي تعد من أكثر الأحداث دمويةً في العالم واقعية تاريخية تكشف عن طبيعة التعصب القومي عند الأرمن في القرن العشرين، من خلال كلام الزعيم الوطني حيدر علييف عن ذكرياته المتعلقة بهذه المجزرة فيقول: "مجزرة (خوجالي) التي تم ارتكابها في حق الشعب الآذربيجاني كله هي عمل همجي ينفرد بملادة غير معقولة وأساليب التعذيب الجسدي غير الإنسانية عبر تاريخ البشرية".
 
ففي ليلة 26 من فبراير سنة 1992م شنت فصائل الأرمن المسلحة بمشاركة جنود الفوج الـ 366 للاتحاد السوفييتي المرابط في مدينة (خانكندي) هجوماً عسكرياً على مدينة (خوجالي)، وكان موقع المدينة الجغرافي مدعاة لهجوم الأرمن العسكري، حيث تقع مدينة (خوجالي) على بعد 10 كيلومترات شمال شرق مدينة (خان كاندي)، على سلسلة جبال (كاراباغ) وعلى مفترق طرق تصل بين (أغدام) و(شوشا)، و(أسكاران) و(خان كاندي).. وكان مطار (خوجالي) وحيداً في إقليم (كاراباغ الجبلية).
 
قبل شن الهجوم العسكري، في 25 من فبراير مساء تم قصف المدينة بالمدفية الثقيلة، مما أدى إلى اشتعال الحرائق فيها وإحراقها بالكامل في حوالي الساعة الخامسة فجراً في 26 من فبراير. اضطر 2500 شخص بقوا في المدينة من سكان (خوجالي) المحاصرة من قبل فصائل الأرمن المسلحة إلى مغادرتها متوجهين إلى مدينة (أغدام) الآذربيجانية.. لاحقت فصائل الأرمن المسلحة وعناصر الوحدات العسكرية الروسية الذين دمروا المدينة تماماً السكان المسالمين العزل الذين فروا من الحصار وقتلوهم قتلاً همجياً. نتيجة همجية فصائل الأرمن المجرمة تم قتل 613 شخصاً مسالماً وأصبح 487 شخصاً معاقين وتم أسر 1275 شخصاً منهم مسنون ونساء وأطفال، تعرضوا لمختلف أشكال التعذيب الجسدي والإهانة.. ومازال مصير 155 أسيراً مجهولاً حتى يومنا هذا.
 
كما تم ذكره سابقاً كان نتيجة هذه المجزرة: لقي 613 شخصاً حتفهم منهم 106 نساء و 63 طفلاً و70 مسناً، وتم إبادة 8 أسر بكل أفرادها، وفقد 25 طفلاً كلاً من والديهم وفقد130 طفلاً أحد والديهم.
 
وقتل المجرمون الأرمن المخربون خلال أعمالهم الهمجية 56 مدنياً ببشاعة وملادة خاصة وقاموا بإحراقهم أحياء وقطع رؤوسهم وسلخ جلود وجوههم وقلع عيون الرضع وشق بطون الحوامل بالحراب (سونكي البندقية).
 
إهانة الجثث تدل مرة أخرى على همجية المفسدين الأرمن التي تتنافى مع أي مشاعر إنسانية سوية.
 
أثار ارتكاب مجزرة (خوجالي) بمثل هذه البشاعة ذعراً عند الصحفيين الأجانب منهم الروس والجورجيون والإنجليز والفرنسيون والألمان والأمريكان وغيرهم.
 
إن المواد التي حصلت عليها اللجنة الحكومية التي تبحث أمر المواطنين المأسورين والمرهونين والمفقودين، أكدت مرة أخرى أن الأرمن ارتكبوا مجزرة محضة في حق سكان آذربيجان وخاصة المواطنين الذين من أصل تركي.
إن أعمال الإرهاب والتعذيب الجسدي البشعة المقترفة من قبل الأرمن هي جريمة ضد البشرية، و من المستحيل التغافل عنها.
 
تحسب مجزرة (خوجالي) المرتكبة من قبل الوحدات العسكرية الأرمنية والروسية في حق الآذربيجانيين جريمة ضد البشرية وذلك بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، التي هي مصدر رئيس لتنظيم حقوق الإنسان والمحافظة على الحقوق والحريات على الصعيد الدولي. 
الإبادة الجماعية هي قتل متعمد لجماعة قومية بسبب دينها أو مذهبها أو لغتها أوعرقها.. وتطلق تسمية "الإبادة الجماعية" على أعمال القتل الجماعي المرتكبة على أيدي الحكومات.
 
و بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية و المعاقبة عليها والتي اعتمدت من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 ديسمبر عام 1948م ضمن قرار الجمعية العامة رقم 260 أصبح من المندوحة المحاكمة والمعاقبة على مرتكبي الإبادة الجماعية.
 
على المجتمع الدولي تقييم هذه المجزرة تقييماً سياسياً وقانونياً، وبذل كل جهوده لرفع الدعوى ضد من ساهم في ارتكابها أمام محكمة العدل الدولية.. حيث أنه من المستحيل ترك أي جريمة بما فيها جريمة ضد البشرية بلا معاقبة عليها.
 
نعم، "مأساة (خوجالي)، على حد قول الرئيس الراحل حيدر علييف، هي صحيفة دموية من سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي مارسها القوميون الأرمن في حق شعبنا منذ أكثر من 200 سنة. 
لم ننس هذه المجزرة ولن نسمح للنسيان بأن يتسلل إلينا!
 
_________________________________________________________
 
(*) باحث أكاديمي بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الوطنية الآذربيجانية
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف : الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
جميع الأخبار