يواصل النظام السوري اعتقال عدد من المواطنين الأردنيين ممن دخلوا الأراضي السورية عبر معبر "نصيب" الحدودي بين البلدين، الذي افتتح في منتصف أكتوبر الماضي.
وتقدّر السلطات الأردنية عدد الأردنيين المعتقلين لدى النظام السوري منذ افتتاح المعبر بنحو 30 مواطناً أردنياً، كما تقول مصادر حكومية نقل عنها موقع "CNN".
وتسببت تلك الاعتقالات بحق أردنيين بإغضاب السلطات الأردنية، التي كانت قد عملت على تسريع فتح المعبر المشترك "رغم عدم جاهزيته" من الجانب السوري آنذاك.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى "انزعاج السلطات الأردنية" من "بعض" الرسائل السياسية "غير الإيجابية" من الجانب السوري تجاه المملكة، خاصة فيما يتعلق بملف المعتقلين، حيث ترى أن تلك الرسائل قد ترتبط "بالرقابة المشددة على الحدود الأردنية السورية"، وإجراءات الدخول التي يفرضها الأردن ضمن تعزيزات الحماية للمملكة أمنياً وعسكرياً، ولضبط عمليات التهريب بمختلف أشكالها.
وكانت قوات النظام السوري اعتقلت الصحفي الأردني رأفت نبهان، 40 عاماً، مطلع شهر مارس الجاري، بعد أن سافر من لبنان إلى سوريا عبر الحدود اللبنانية السورية بصحبة عائلته، للعبور نحو الأردن الذي تقيم فيه عائلته.
وكان نبهان يعمل في فضائية القدس في لبنان، قبل أن تُغلق مؤخراً على أثر أزمة مالية، ويقول شقيقه: "تم اعتقاله فور دخوله الأراضي السورية، وبقيت زوجته وأولاده عند بعض الأقارب في دمشق، ومنذ ذلك الوقت لا نعلم عنه شيئاً، ونناشد جميع الجهات بالعمل على الإفراج عنه".
وفي منتصف فبراير الماضي، ناقش نواب في البرلمان الأردني، في العاصمة دمشق، موضوع السجناء الأردنيين في سوريا وضرورة إيجاد حل لقضيتهم ودراسة كيفية المساعدة في إطلاق سراحهم.
وتوقّع مراقبون حدوث انفراجة كبرى في العلاقات الرسمية بين البلدين، خاصة بعد استضافة رئيس مجلس الشعب السوري، حمودة صباغ، بدعوة برلمانية أردنية للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، مطلع شهر مارس الجاري، في العاصمة عمّان.
ولم تعد السلطات الأردنية تتحدث عن افتتاح الحدود بين البلدين منذ تفاقم أزمة المعتقلين، في خطوة غير معلنة "لعدم دعوة الأردنيين للسفر إلى دمشق" قبل حسم مصير المعتقلين هناك.