في مكتب مؤسسة أوراسيا الدولي للصحافة عقدت جلسة بالطلبة الأجانب الذين وصلوا إلى أذربيجان في إطار البرنامج التطوعي المدعوم من منظمة AIESEC الدولية. تفيد Eurasia Diary أنه في الاجتماع الطلبة الأجانب تعرفوا عن كثب بأنشطة المؤسسة وعدد من المشاريع الجارية الهادفة إلى تطوير الطبقان الوحلانة من السكان، لا سيما النساء والأطفال واللاجئين والمشردين داخلياً في المناطق المتضررة من الحرب في أذربيجان. وكان من بين المشاركين طلبة من النمسا وإيطاليا والمغرب وباكستان وروسيا وصربيا وأوكرانيا. كانت هذه الزيارة الأولى لأذربيجان لكلهم، قالوا إنهم كانوا يتمنون زيارة هذا البلد منذ فترة طويلة.
رحب رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة أمود ميرزاييف بالمشاركين. وأشار في حديثه إلى أهمية وجود البرنامج التطوعي يسمح للمشاركين بالقدوم إلى أذربيجان والمشاركة في المشاريع الاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أنه على مدار 6 أسابيع، سيشارك الطلبة في مشروعين اجتماعيين يغطيان مشاكل المساواة بين الجنسين وحماية النظام البيئي.
عند الحديث عن سبب اختيار أذربيجان، وافق الطلبة على أن أذربيجان أثارت اهتمامهم بثقافتها وتقاليدها، على وجه الخصوص، بموقعها الجغرافي الفريد عند تقاطع آسيا وأوروبا. لقد سمع البعض الكثير عن أذربيجان في إطار البرامج الجامعية، والآن لديهم فرصة فريدة لرؤية كل شيء بأعينهم.
قالت المشاركة من المغرب ساره ساهاكون: "عندما بدأت دراسة أذربيجان، فوجئت للغاية وأهتم بثقافة هذا البلد. كنت مهتماة أيضاً بمشروع يهدف إلى تمكين المرأة ".
وقالت فيرا لافرينتييفا من روسيا: "جئت إلى أذربيجان لأني سمعت كثيراً عن كم هي جميلة ورائعة. نصح كل من زار أذربيكان أن أزورها ".
وقالت الطالبة من أوكرانيا روكسولانه فلاسيوك: "لقد اخترت أذربيجان لأنني زرت بالفعل العديد من الدول الأوروبية وهذا شيء جديد مثير للاهتمام بالنسبة لي. أذربيجان هي ثقافة مختلفة تماماً، لكن يبدو لي أن أوكرانيا وأذربيجان تعانيان من مشاك مماثلة نظراً لأننا دولتان كانتا جزءاً من الاتحاد السوفيتي وإلى حد ما أشعر بهذا البلد ".
قامت مساعدة رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة أنستاسيا لافرينا بتقديم العرض الذي يوضح بالتفصيل اتجاهات المنظمة. وأشارت إلى أهمية الوضع العام في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة والتعاون الوثيق مع المؤسسات الدولية.
وبالإشارة إلى عدد من المشاريع الإنسانية، أكد أومود ميرزاييف أنه منذ تأسيسها في عام 1992، قدمت المؤسسة مساهمة كبيرة في تنمية المجتمع المدني والإعلام والعمل مع اللاجئين والمشردين داخلياً الذين ظهروا في البلاد نتيجة للنزاع الأرمني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية. وقال إنه نفسه عانى من الاحتلال الأرمني للأراضي الأذربيجانية أن يعيش الناس حتى الآن في مناطق واقعة على الخط الأمامي منذ قرابة 30 عاماً وتحت قصف مستمر.
عُرض على المشاركين شريط فيديو أعدته المؤسسة تعرض حياة الأطفال الذين يعيشون بجوار خط التماس ورغبتهم في العيش السلام.
لم تترك المشاهد أحداً بغير الاكتراث. لم يتمكن البعض من كبح دموعهم، مشيرين إلى مواقف مماثلة في بلدانهم.
وقالت ناتاشا ميلوسيفيتش من صربيا: "اليوم، لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت كوسوفو موجودة كجزء من ألبانيا أو كدولة منفصلة. صديقي الذي أعرفه من المدرسة واجه وضعا مماثلاً. 20% من المقيمينفي كوسوفو هم من الصرب ويخشون العيش في منازلهم، لذا فإن هذا الفيديو عاطفي للغاية بالنسبة لي ".
وقالت الطالبة المغربية ساره ساهاكون: "إذا كانت لدينا فرصة ، فربما يمكننا زيارة هذه المناطق. أريد حقاً أزورها وأرى هؤلاء الأشخاص. ربما يمكننا مساعدتهم على التمكين ، فقط منحهم القليل من الحافز أو شيء ما يمكن أن يساعدهم ".
وقال أومود ميرزاييف: "والآن، تقع النزاعات في أكثر من 50 دولة وأصبح حوالي 65 مليون شخص لاجئاً أو مشرداً ولا يمكنهم العودة إلى ديارهم. هناك الكثير من المعلومات الخاطئة حول النزاعات العسكرية، ليس فقط في أذربيجان، ولكن أيضاً في صربيا وسوريا والعراق وعدد من الدول العربية. لسوء الحظ، هذه حقيقة واقعة اليوم، لكن لا يمكننا تحسين هذا العالم إلا من خلال الجهود المشتركة".
قالت المشاركة من إيطاليا فيرونيكا فورتي: "قرأت كتاباً في إيطاليا عن الصراع في قاره باغ وعن النساء اللائي فقدن أزواجهن. يحتوي الكتاب على خريطة تعكس الأراضي المحتلة لأذربيجان. يقيم هؤلاء النساء الآن في باكو ولا يمكنهم العودة إلى أراضيهن الأصلية. إنه لأمر محزن للغاية أن تقرأ، لكن عندما ترى كل هذا، وهذا الأمر أسوأ".
سيمونه سكوتي(إيطاليا): "كل هذه المعلومات والقصص حول احتلال قاره باغ الجبلية، وبصراحة، هي من أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتني أزور أذربيجان لمعرفة المزيد عن هذا النزاع. لقد تعلمت عن الصراع فقط من البرنامج في الجامعة ومن كلمات أستاذنا، ولكن بشكل عام، لا يعرف الناس أي شيء عنه. وحقيقة أنهم يعلموننا في الجامعة، ولكن هذا ليس كافياً لتكوين مفهوم دقيق للصراع. لذلك، أشكركم لمشاركتنا معناً ".
عبر المشاركون جميعاً عن رغبتهم في زيارة المناطق الواقعة على خط المواجهة في أذربيجان للقاء أشخاص يعيشون هناك ولرؤية كل شيء بأعينهم.
في نهاية الاجتماع، تعرف المشاركون على المعرض الذي يعكس بصرياً العواقب الحقيقية للصراع في قاره باغ. لم تترك الآثار المدمرة للعمارة والمنازل وشواهد القبور وعواقب كارثة بيئية في الأراضي المحتلة بأذربيجان أحداً بغير اكتراث.
من المتوقع عقد عدد من الورشات المفتوحة في المستقبل القريب، حيث ستتم مناقشة المشاكل الاجتماعية والتجربة الدولية. سيتم عرض معلومات وتواريخ أكثر تفصيلاً.
الأعداد: أنستاسيا لافرينا
الترجمة: د. ذاكر قاسموف
Zakir Qasımov