قام 16 طالبًا من 9 دول أجنبية بزيارة منطقة تارتار المتضررة من الحرب في أذربيجان. تم تنظيم الرحلة من قبل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة (IEPF) بهدف تعريف هؤلاء الطلبة على واقع النزاع الأرمينيا الأذربيجان في قاره باغ الجبلية وحياة اللاجئين والمشردين داخلياً في المناطق الأمامية.
تفيد Eurasia Diary أن الطلبة وصلوا إلى أذربيجان في إطار البرنامج التطوعي الذي تدعمه منظمة AIESEC، بزيارة تستغرق مدة ستة أسابيع وشاركوا في المشروعين الاجتماعيين الذين يتناولان المساواة بين الجنسين والحفاظ على النظام البيئي. عقدت بعض الاجتماعات العامة عن طريق مؤسسة أراسيا الدولية للصحافة و منظمة AIESEC في مكتب المؤسسة.
أعرب الطلبة من إيطاليا والبرتغال وصربيا وأوكرانيا وتركيا وروسيا والنمسا وليتوانيا وألمانيا عن رغبتهم في زيارة إقليم تارتار بمبادرة ودعم من رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة السيد أومود ميرزاييف، للاطلاع عن كثب على الأنشطة الأساسية للمؤسسة ورؤية حياة النازحين داخلياً.
في ترحيبه للضيوف، أبلغهم رئيس السلطة التنفيذية لمنطقة تارتار مستقيم ممادوف عن البرامج الاجتماعية والاقتصادية وتطوير البنية التحتية التي يتم تنفيذها في المنطقة. وتحدث عن المشاريع الحالية التي تدعمها الحكومة والتي تهدف إلى مساعدة اللاجئين والمشردين داخليا في منطقة تارتار في أذربيجان.
كما قدم رئيس السلطة التنفيذية معلومات حول المشكلات الناشئة في ري مناطق الزراعة، بسبب فرض القوات المسلحة الأرمنية السيطرة على خزان ماء سارسانغ وسد نهر تارتار وتلويث النهر بالمواد المتفجرة تقلصت إمكانية الاستفادة من الماء وصولاً إلى 30 % فقط.
استافد الطلبة من فرصة طرح أسئلتهم المتعلقة بالبرامج الخاصة بالمشردين داخلياً. وأشادوا بالعمل الذي قامت به الحكومة الأذربيجانية لتحسين الظروف المعيشية للنازحين.
بعد هذا الاجتماع ، زار الطلبة نصب "ماراغا- 150" التذكاري في قرية شيخ أرخ والذي أقامه الأرمن في عام 1978 للاحتفال بالذكرى السنوية 150 لتوطينهم من قاره باغ بعد مغادرتهم إيران. قال رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة السيد أومود ميرزاييف إنه في بداية النزاع الأرميني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية، قام الأرمن بتدمير هذا النصب لأنه كان دليلاً على توطينهم في أراضي أذربيجان القديمة أي في قاره باغ. وقال أيضاً إنه هناك العديد من الآثار المشابهة في قاره باغ والتي تم ترميمها بعد أن دمرها الأرمن لإخفاء الحقيقة عن أصولهم.
بعد زيارة النصب التذكاري، انتقل الطلبة إلى قرية حسن غايا الأذربيجانية الوقعة على خط الجبهة لمقابلة سكانها. كان الطلبة جميعاً متأثرين مما رأوه هناك من معانات الناس في هذه القرية من ندرة المياه والكوارث البيئية والقصف المستمر من الجانب الأرمني.
تم عرض منزل تعرض للقصف في عام 2016 أثناء تصعيد الصراع للطلاب الذين قابلوا أيضا أماً فقدت ابنتها في ذلك الوقت.
وقالت الطالبة التركية سيلين غيوكوفا: إن هذه الرحلة هي أفضل رحلتي إلى أذربيجان وأنها أظهرت لي الجانب الآخر من أذربيجان. في الماضي، كنت أعرف فقط الحقائق السياسية والتاريخية حول المشكلة، لكن كان علي أن أتحدث مع شهود الحرب الحقيقيين لتجاوز الحقائق السياسية ومعرفة كيف معانات الناس هناك. من المحزن أن نرى امرأة فقدت ابنتها البالغة من العمر 16 عاماً في الحرب. بشكل عام، تعتبر قاره باغ الجبلية مشكلة خطيرة للغاية يجب الاطلاع عليها وترويجها في جميع أنحاء العالم لجذب انتباه ودعم الجميع".
قالت فيرونيكا فورتي من إيطاليا: "قبل بضعة أشهر قرأت كتابًا "سائق سيارة أجرة في باكو "ويسمى الجزء الثاني من كتاب" تاريخ كاماله "، قرأت فيه عن معانات النساء بسبب الحرب في قاره باغ واللوات اضطررن إلى الفرار من أراضيهن وتربن أطفالهن وحدهن. لقد فهمت أن العديد من المناطق الأخرى حول قاره باغ الجبلية لا تزال تحت الاحتلال وأن الكثير من الناس يعيشون كلاجئين في بلدهم. وفقد الكثير منهم كل شيء وبعضهم يحاول أن لا يتحدث عن ماضيه وجذوره والبعض الآخر يريد القتال واستعادة أراضيهم. للأسف لا يقول أحد الحقيقة بعد أكثر من 20 عاماً ، ولا يعرف المجتمع الدولي حقائق الوضع هناك ".
كما أشار طالب إيطالي آخر سيموني سكوتي أنه "خلال زيارتنا للخط الأمامي عشت تجربتي لأولى المرتبطة بالحرب. لقد ولدت تربيت في إيطاليا، وبالنسبة لي فإن الحديث عن الحرب هو موضوع تجريدي. لقد اعتدنا على سماع أخبار عن النزاعات المستمرة وقراءة المقالات عن اللاجئين، حتى نرى تقارير توضح ظروف مناطق الحرب. ولكن الحقيقة هي أنه دون وجودك ورؤيتك كل شيء بأم عيونك، لا يمكنك أن تفهم ما يجري، وبمجرد أن ترى ما هناك لا يمكنك أن تكون مهملاً بعد الآن. عندما كنت في حسن غايا رأيت الدمار انتهاك حقوق الإنسان ورأيت ظلماً دون عقاب. أنا ممتن للغاية لجميع الأشخاص الذين شاركونا قصصهم معنا لأنهم رفعوا وعينا بالوجه الحقيقي للحرب والعنف الذي يواجهه الشعب الأذربيجاني منذ وقت طويل للغاية".
صرح الطالب التركي أوزان بأنه مهتم بما حدث هنا ولماذا اندلع هذا الصراع بين تلك الدول. وقال: "تحدثنا مع السكان المحليين وشاهدناهم في تلك الأماكن مباشرة. لقد منجنا ذلك فرصة للوقوف بعيداً عن المضاربات".
من الجدير يالذكر أنه تم توزيع الهدايا الصغيرة والحلويات التي أحضرها الطلبة على الأطفال في تلك القرية.
بعد هذه الرحلة، وجهت الدعوة لجميع الطلاب لزيارة المكتب الإقليمي لـمؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في تارتار حيث قابلوا أيضاً الأطفال المشاركين في برنامج AYAP الذي ينفذه مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة واليونيسف في أذربيجان.
كما أكد العديد من الطلاب أن هذا الجزء الأكثر إثارة للاهتمام لرحلة أذربيجان وأنهم يعتزمون العودة إلى ممارسة التدريب في مكتب تارتار لمؤسسة أرواسيا للعمل مع اللاجئين والمشردين داخليا.