دعت فاعليات رسمية وشعبية في مختلف محافظات المملكة، اليوم السبت، نقابة المعلمين إلى تغليب لغة الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات من أجل استئناف الدراسة والتحاق الطلبة بمدارسهم.
وطالب أولياء أمور الطلبة في محافظة البلقاء المعلمين باستئناف العملية التعليمية مراعاة لمصلحة الطلبة، داعيين إلى مواصلة الحوار للوصول إلى توافق يرضي الجميع ويراعي بالدرجة الأولى مصلحة الطلبة وحقهم في التعليم.
وقال رئيس جمعية عين الباشا الخيرية عبد الحميد ابو الحطب، إن للمعلمين نقابة منتخبة اختيرت للتفاوض عنهم ويجب الرجوع إلى الغرف الصفية مع استمرار المفاوضات مع الحكومة من خلال النقابة حتى الوصول لاتفاق، مشيراً إلى أنه لا يجوز استخدام الطالبة كأداة ضغط.
وفي الزرقاء، أكد العديد من رؤساء الهيئات الثقافية والجمعيات والأندية ضرورة تعليق إضراب المعلمين غداً، واستئناف العملية التعليمية.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للتنمية والتوعية السياسية الدكتور محمود عليمات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن تعليق الإضراب واستئناف التدريس يجعل من الأطراف كافة رابحة للخروج من هذه الأزمة التي أربكت الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء.
وأوضح أن الجميع مع تحسين المستوى المعيشي للمعلمين الذين يكن لهم المجتمع كل التقدير والاحترام والإجلال على مهنتهم المقدسة، فهم رسل الفكر والتنوير في المجتمعات.
ورأت المديرة المتقاعدة تغريد جباعتة أن نقابة المعلمين ستكون قوية إذا علقت الإضراب، لأن تغليب مصلحة الطلبة والمصلحة الوطنية على أي مصالح أخرى هو مكسب للجميع، مشيرة إلى ضرورة عودة المعلمين والمعلمات والطلبة إلى البيئة التعليمية ومواصلة المهنة المقدسة والحفاظ على الصورة البهية الناصعة للتعليم في الأردن.
وبين رئيس منتدى الرصيفة للثقافة والفنون محمود الصالح أنه يتعين على النقابة انتهاز الفرصة واتخاذ الموقف القوي من خلال تعليق الإضراب غداً وتغليب المصلحة الوطنية ومصلحة الطلبة على أي مصالح أخرى.
وبين رئيس نادي النخبة للمكفوفين في لواء الرصيفة ميعاد خاطر أن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يتعين أن تسود بين نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم لتقريب وجهات النظر والخروج بتوافقات حول المسائل العالقة.
في الكرك، دعت فاعليات تربوية وحزبية إلى أهمية وضرورة إنهاء إضراب المعلمين وعودة الطلبة للمدارس لتلقي تعليمهم بعد انقطاع دام أكثر من أسبوعين مما أسهم بإلحاق أضرار كبيرة بالطلبة وذويهم.
وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يبقى أكثر من مليون طالب وطالبة خارج مقاعد الدراسة مع بداية العام الدراسي الذي استعد الجميع له معنوياً ومادياً.
وأكدوا على الدور الكبير للمعلم ورسالته السامية بالنهوض بالوطن وتقديم أرقى أشكال التعليم والتي يجب أن ينظر إليها بعين الاعتبار من خلال الحرص الدائم على الارتقاء بأوضاعهم ليبقى المعلم الأردني أنموذجاً وقدوة للأجيال. بدوره، دعا أمين عام حزب الشهامة الأردني مشهور الزريقات إلى ضرورة الإسراع بوضع حد لإضراب المعلمين والتوافق على صيغة مقبولة تحقق مصالح المعلمين والطلبة من خلال الحوار الهادف والبناء دون الإضرار بحق الطلبة بالتعليم.
وفي المفرق، قال الأكاديمي الدكتور إسماعيل أحمد ملحم، إن من مصلحة المعلم والوطن إنهاء الإضراب فوراً وعودة العملية التعليمية في المدارس إلى طبيعتها؛ لأن ربط الواجب الوظيفي بمكتسبات جديدة على حساب الطالب وهو محور العملية التربوية ليس من الحكمة ولا يحقق المصلحة العامة، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من تجارب شعوب العالم الأخرى في التعامل مع القضايا الخلافية.
ونوه إلى أن الحوار البناء ما بين الحكومة ونقابة المعلمين هو السبيل الأنسب، مع ضرورة تفهم موقف الحكومة التي هي في وضع حساس ومسؤولية وطنية في موازنة المصلحة العامة حيال كل قطاعات العمل والجهاز الوظيفي.
ودعا أحد الوجهاء عبدالمحسن بنات إلى ضرورة اتخاذ لغة الحوار بين الحكومة ونقابة المعلمين وتغليب مصلحة الطلبة بالعودة إلى مدارسهم لتلقي تعليمهم، مشيراً إلى أن التعليم واجب مقدس ويجب على المعلمين احترام هذا الواجب والابتعاد عن التعنت في مطالبهم.