يجب على أرمينيا أن تستلم الحقائق الجديدة من أجل ضمان التنمية والسلام والأمن المستدامة في المنطقة
موقف أرمينيا غير البناء وسياستها الاحتلالية والعدوانية ذات الـ30 سنة ضد أذربيجان أسفر عن وقوع هذا البلد في وضع الحصار وتراجعه الاقتصادي الاجتماعي الخطير وفي المجالات الاخرى وبقائه بمنأى عن المشاريع الاقليمية والعابرة للقوميات. وبعد الهزيمة المؤلمة في حرب قراباغ الثانية وقعت المجال الاقتصادي الاجتماعي وغيره في أرمينيا في حالة الشلل وخرجت ادارة الدولة عن الرقابة وبلغت التناقضات والانحطاطات الداخلية أوجها. وما يجري حاليا في أرمينيا اليوم من التطورات يسعنا القول بأن البلد تنتظره في المستقبل صدمات اكثر خطورة.
تسلط وكالة أذرتاج الضوء على بعض من أوجه للاوضاع المتأزمة في أرمينيا وللحقائق الجديدة المتكونة في المنطقة.
وانخفاض ايرادات الاهالي الى الحد الادنى وعدم دفع المعونات الاجتماعية والرواتب وتراجع المؤشرات الاقتصادية تراجعا خطيرا وبلوغ الهرج والمرج حد الفوضى وزيادة مستوى السرقة والجريمة زيادة كبيرة وتدمير الجيش تدميرا ومثل هذه العوامل الاخرى نتيجة مؤلمة تتعرض لها أرمينيا التي تكبدت هزيمة وخيمة في الحرب ضد أذربيجان. وتدل كل هذه العوامل على أن أذربيجان لم تحرر اراضيها من الاحتلال فحسب بل ولكنها زعزعت زعزعة عميقة مقومات الدولة في أرمينيا العدوانية والاحتلالية ايضا.
اساس النصر الذي حققته أذربيجان في الحرب الوطنية المستمرة 44 يوما لا يشكله الجيش المجهز بالاسلحة الحديثة فقط حيث أن السياسة الداخلية والخارجية الحكيمة البصيرة ذات الخطوط العريضة الواضحة التي انتهجت من قبل الرئيس الأذربيجاني القائد الاعلى إلهام علييف قد لعبت دورا حاسما في احراز النصر في الحرب الوطنية.
والنصر في الحرب الوطنية ضمن في الوقت ذاته تنفيذ معايير القانون الدولي ومطالب قرارات مجلس الامن الدولي ايضا. إذ أن القرارات الاربع الصادرة عن مجلس الامن الدولي الباقية حبرا على الاوراق طوال السنوات المديدة قد أجرتها أذربيجان عن طريق عسكري سياسي.
ومن جهة اخرى، قد أظهرت حرب قراباغ الثانية إظهارا واضحا امام العالم حقائق أرمينيا ايضا. وتبخر الاسطور المدعى به عن جيش أرمينيا "المقتدر" خلال السنوات العديدة حيث أن جيش أرمينيا الذي لم يطق امام جندي أذربيجان هرب هروبا تاركا رايته ودباباته ولجأت أرمينيا الى تقييد أيدي الجنود الأرمن في الخنادق ومراكب النقل العسكرية لمنعهم من الفرار.
أذربيجان بنصرها في الحرب الوطنية شكلت في المنطقة حقائق جديدة بجانب عرضها قدرتها امام العالم برمته. وبذلك، تكونت ظروف ملائمة في المنطقة امام ضمان الامن وتشكل تعاونات اقتصادية جديدة. ويمكن القول بتأكد أن تطور الاحداث الحالي يؤدي الى مزيد من تعمق الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الموجودة في أرمينيا. وطريق النجاة طبعا في الابتعاد عن أفكار الثأر وقبول الحقائق الجديدة التي أنشأتها أذربيجان. ويجب على أرمينيا أن تتفهم أنه من غير الممكن تكلم بلغة القوة مع دولة قوية ومقتدرة مثل أذربيجان. والآن كل شيء يتوقف على سلوك أرمينيا إما تواجه تهلكة الاضمحلال من على وجه خارطة العالم كدولة وإما تبني مستقبلا لها بتلبية شروط أذربيجان وبالاستفادة من فرص تعاون جديدة تكونت في المنطقة.
وفي نهاية المطاف ينبغي لارمينيا أن تدرك كذلك أن طريق الخروج من الأزمة السائدة ونيل تنمية اقتصادية يمر من خلال العدول عن ادعاءات ترابية ضد أذربيجان. كما على أرمينيا أن تنهي سياستها الارهابية وتنفيذ شروط الاتفاقية الثلاثية والكف تماما عن افكار الانتقامية والاهتمام بتعاون مع أذربيجان.
كما أن الرئيس القائد الاعلى المظفر إلهام علييف هو الاخر قد دل أرمينيا على طريق النجاة وفي المناقشات المنظمة عبر الاتصال المرئي من قبل مركز نظامي الكنجوي الدولي 20 مايو العام الحالي بمشاركة الرئيس الأذربيجاني في موضوع "آفاق التنمية والتعاون الاقليميين في جنوب القوقاز" قد دل الرئيس إلهام علييف أرمينيا مرة اخرى على طريق النجاة والخروج من المأزق وهو يتحدث عن آفاق التعاون الاقليمي قائلا:
"الاوضاع الحالية في أرمينيا الخاسرة وخيمة مؤلمة. حرب قراباغ الثانية قد غيرت الاوضاع في المنطقة تماما ولهذا السبب ثمة حاجة الى موقف جديد وجدول اعمال مجدد في جنوب القوقاز. ويجب على الاطراف الآن أن تنظر الى المستقبل. أذربيجان مستعدة لالقاء النظر الى المستقبل ولتخطيط مستقبلها بصفتها جزءً م منطقة جنوب القوقاز المتكامل المتحد حتى على الرغم من الاحتلال المستمر 30 سنة والدمار والخراب والهدم واسع النطاق في الاراضي المحررة وما دمروها فيها تدميرا. وقد تقدمنا بمقترحات ومبادرات مهمة جدا وبالمناسبة أنها مسجلة في البيان المشترك الصادر في 10 نوفمبر عام 2020م ايضا. أذربيجان مفتوحة للتعاون وتخطيط المستقبل العام. ويجب علينا أن نتعلم التعايش كوننا جيرانا. صحيح أن هذه عملية صعبة جدا ولكن تسلم الحقائق اصح الخيار من اجل ضمان التنمية والسلام والامن الدائمة في المنطقة."
وعلى أرمينيا أن تقبل آراء الرئيس الأذربيجاني هذه كطريق النجاة لنفسها.