قالت هايدي كون، ناشطة السلام ورئيسة منظمة "جذور السلام"، أنني مشيت في العديد من حقول الألغام، وشاهدت الدمار الذي خلفته الحروب، ولذلك قررت العمل من أجل الإنسانية.
وأضافت كون، في كلمة مؤتمر "أنشطة إزالة الألغام للأغراض الإنسانية وأهداف التنمية المستدامة" في باكو، أن الدعوة إلى العمل من أجل هدف التنمية المستدامة هي دعوة جادة كما نشهدها في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم، ففي عام 1997، بدأت جذور السلام برؤية تحويل الألغام إلى كروم بعد فترة وجيزة من الموت المأساوي للأميرة الراحلة ديانا، حيث دفعت قضية الألغام الأرضية إلى صدارة جدول الأعمال الدولي، حيث تم العمل علي إزالة نحو 60 مليون لغم أرضي في 60 دولة، وبعد ربع قرن، تواصل جذور السلام عملها لإستعادة الأرض، ومن المؤسف أن هذه الأرقام لم تتحسن لتصبح عالماً خالٍ من الألغام، فلقد بدأت خطواتي في الألفية الأولى في كرواتيا في يناير 2000، وكان هناك ما يقدر بنحو 1.2 مليون لغم أرضي والذخائر غير المنفجرة والذخيرة العنقودية التي خلفتها حرب البلقان.
اليوم، أنظر إلى كرواتيا وقد صارت واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، لذلك، أعتقد أن السلام ممكن، لكن دعامة السلام فقط تبدأ بإزالة لغم أرضي واحد وزرع شجرة عنب بدلاً منها هو فعل من أجل السلام، ولقد بدأت العمل بعد فترة وجيزة من أحداث 11 سبتمبر في أفغانستان، ذلك البلد الأكثر تعرضاً للألغام في العالم، حيث يقدر عدد الألغام الأرضية بنحو 10 ملايين لغم، ولكن على العكس من ذلك، فهي دولة ذات أعلى إنتاج زراعي ومصدر للوظائف، وأنا ممتنة جداً للجهوذ التي بذلت في هذا البلد، وعلى الرغم من سقوط كابول في 15 أغسطس 2021، فقد استمرت جذور السلام في تدريب أكثر من 8 آلاف مزارع، وقد حققنا السلام على مدار العشرين عاماً الماضية بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. نحن نستعيد هذه الأرض المليئة بالألغام الأرضية، ونعيد أفغانستان إلى حديقة آسيا الوسطى، وعملنا علي رفع الإيرادات من 250 مليون دولار في عام 2014 إلى أكثر من 1.4 مليار دولار.
بينما مررت بمزارع العنب الجميلة في قراباغ التي كانت مزدهرة عندما كان أومود صبياً صغيراً، أدركت أن السلام ممكن ولكن نحتاج إلى العمل الجاد، ندخل الآن شهر التوعية بالألغام الأرضية للأمم المتحدة، وأعتقد أن هذا مهم للغاية حتى نتمكن من رفع مستوى هذه البلدان التي نعمل فيها حاليا. عندما اندلعت حرب فيتنام، قمنا بتدريب أكثر من 10 آلاف مزارع، وبدعم من المجموعة الاستشارية للألغام، عملنا علي إزالة أكثر من 8 آلاف لغم أرضي، وويوجد الآن أكثر من 100 ألف من القذائف غير المنفجرة والذخائر العنقودية التي لا تزال في فيتنام، حيث أن 80% من الأرض لا تزال مليئة بالمخلفات المتفجرة للحرب التي ينمو فيها الفلفل الأسود الذي نراه على الأرفف في السوبر ماركت.
في الختام، أود أن أقول إننا نأخذ بعين الاعتبار ما يحدث من أهوال الحرب التي نشهدها جميعاً في أوكرانيا ونتذكر أن هذه هي مواسم الزراعة الربيعية التي يجب أن نقودها بالعمل وليس بالحرب وندرك أن هذا البلد هو بلد زراعي ينتج 10% من القمح العالمي، و15% من الذرة، ونصف زيت الزهور في العالم، والآن إذا لم نستطع الزراعة، فإننا لن نستطيع الحصاد في الخريف والحصاد. إنني أتطلع إلى العمل مع الشركاء في الوكالة الوطنية الأذربيجانية لمكافحة الألغام، ومؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة للبحث عن حصاد من الأمل، وقد يستغرق الأمر وقتاً وأموالاً؛ لكن أذربيجان يجب أن تكون أرضية لإمكانية تحويل المناجم إلى كروم.