افتتح في باكو أعمال "منتدى باكو الدولي التاسع"، والذي ينظمه مركز نظامي كنجوي تحت عنوان "تحديات النظام العالمي"، حيث يناقش القضايا الأكثر خطورة التي طرأت علي الأجندة الدولية خلال السنوات الأخيرة، وفي مقدمتها جائحة كوفيد 19، والحرب الروسية الأوكرانية ومشاكل الطاقة وإمدادات الغذاء واضطرابات الأسواق الدولية والتغير المناخي.
كما يناقش المنتدى هذا العام التغيرات المتسارعة علي الساحتين الإقليمية والدولية وتأثيرها علي النظام العالمي، وسبل تطوير عمل وأداء الأمم المتحدة وهياكلها، والأسس الديمقراطية والليبرالية والتعددية والتضامن بين المجموعات والأمم المجتمعية المختلفة.
وأعرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في كلته في افتتاح المنتدي، عن أمنياته في أن تكون المناقشات بناءة حول القضايا الأكثر أهمية في المنطقة والعالم، وإثراء أفكار المجتمع الدولي من خلال المشاركين في المنتدى والذين يمثلون 50 دولة.
وقال الرئيس علييف: أن العالم قد تغير كثيراً منذ كان اللقاء في نوفمبر الماضي خلال الدورة الثامنة للمنتدى، وأن هناك عواقب غير متوقعة للأزمات الأخيرة، ولذلك يحتاج العالم للإطلاع على وجهات النظر والرؤى المختلفة، وأن قضايا الأمن والسلام تأتي على رأس الأجندة الدولية، والمناقشات المفتوحة، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المنتجون والمستهلكون بينما تضرب التقلبات الأسواق العالمية.
وأكد علييف، علي أن قضية قراباغ وتبعات الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا والتي انتهت بانتصار أذربيجان واستردادها أجزاء واسعة من قراباغ وتوقيع اتفاق سلام بين البلدين، تعد من أهم قضايا المنطقة، مشدداً علي أهمية قضايا الأمن والاستقرار، وخاصة قضية قراباغ، وقد تم تنظيم زيارات عديدة للمناطق المحررة وشاهد السياسيون والإعلاميون من دول مختلف دول العالم أطلال المدن بعد خروج القوات الأرمينية، ولذلك فإنه بعد تحرير تلك الأراضي واسترداد أذربيجان لكرامتها الوطنية، فإن أذربيجان تدعو لإحترام القانون الدولي وتنادي بالسلام والتعاون، لكن رغم ذلك فإن أرمينيا لم تستجب. فقد قبلت أرمينيا اتفاق السلام لكننا نريد رؤية الخطوات العملية وعلى مستويات عالية.
وقال علييف إن مصادر الطاقة الأذربيجانية تنمو بشكل مطرد، ونخطط لزيادتها والاستفادة بأكبر صورة ممكنة منها، لكن التغيرات اللي حدثت مؤخراً نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية باغتتنا وأثرت على خططنا، وأن هناك طلبات متزايدة من الدول الأوروبية للحصول على الغاز الأذربيجاني لكن بلاده لا تخطط لزيادة الإنتاج حالياً، فالأمر يتعلق أيضا بالنفط والكهرباء والتي نتوسع في إنتاجهما في أذربيجان، كما نسعى أيضاً للإنتقال إلى الطاقة الخضراء.
يشارك في جلسات المنتدى هذا العام عدد من رؤساء الدول والحكومات والبرلمانات والوزراء الحاليين والسابقين، أبرزهم رؤساء البوسنة وألبانيا وجورجيا ورئيسا وزراء بلغاريا وفلسطين، وأمين عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وتاتيانا فالوفايا مديرة مكتب الأمم المتحدة بجنيف، والأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية.