في مطلع يناير أعلن سفير الإمارات لدى واشنطن عبر حسابه على تويتر أن بلاده ستدرّس موضوع المحرقة النازية بحق اليهودية الهولوكوست في المناهج الدراسية للمرحلتين الأساسية والمتوسطة. يأتي ذلك، وفق التغريدة، كنتيجة منطقية من وجهة النظر الإماراتية للتوقيع على اتفاقية أبراهام قبل عامين، لتطبيع العلاقات بين عدة دول عربية وإسرائيل.
ليست الإمارات وحدها من وقعت على الاتفاقية، بل أيضا البحرين والمغرب والسودان. وقبلها بعقود اعترفت مصر والأردن بإسرائيل رسميا. فيما ترفض دول أخرى إلى اليوم أي اتصال رسمي بالدولة العبرية. ولكن الإمارات تلعب بوضوح دورا بارزا في الجهود الأخيرة للمصالحة بين إسرائيل والعالم العربي.ويبدو أن الإمارات
تريد تعزيز دورها من خلال معالجة قضية الهولوكوست. فإدخال الهولوكوست كمادة دراسية نظامية لتلاميذ المدارس يعتبر نقلة نوعية غير مسبوقة في العالم العربي حتى الآن. وفي نوفمبر الماضي أعلن علي النعيمي، عضو المجلس الوطني الإماراتي، أن استذكار ضحايا الهولوكوست أمر هام للغاية.
وردت وزارة الخارجية الإسرائيلية بإيجابية على الخبر القادم من السفير الإماراتي، حيث أشادت الوزارة في تغريدة باللغة العربية بما وصفته "القرار التاريخي" للإماراتيين. كما عبرت مفوضة معاداة السامية في وزارة الخارجية الأمريكية، ديبوراه ليبستات، عن تقديرها للمسعى الإماراتي، وكتبت على تويتر أنها تنتظر الآن نفس الخطوة من دول أخرى.
ورحبت الجالية اليهودية الصغيرة في الإمارات بالخطة. أليكس بيترفرويند، أحد المسؤولين في هذه الجالية، قال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "فخور" بذلك. و"عندما يتم تعليم الهولوكوست، فإن الإماراتيين يريدون أن يُظهروا ما الذي يمكن أن يحدث في حال لم تتعايش الديانات والثقافات المختلفة"، يقول البلجيكي الذي يقيم في الإمارات منذ 2014، والذي كان جده وجدته من ضحايا الهولوكوست. إشارة تشجيعية أخرى يمكن ملاحظتها من خلال دروس اللغة العبرية التي صارت مطلوبة بشكل أكبر، خلال السنوات الماضية، في الإمارات ودول خليجية أخرى.