الردّ الإيراني على العملية الإرهابية في الأهواز آتٍ والخيارات كثيرة الراي

بعيدا عن العواطف وردّات الفعل الصاخبة، يجب أن نتحدث بثقة واضحة بأنّ الجمهورية الاسلامية في ايران لن تسكت عن دم شهدائها في الأهواز. هذا أمر لا يستحق أن نطيل النقاش فيه، ولكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هنا، وخاصة الأصوات المطالبة بالردّ الفوري دون تأخير، هو كيف سيكون الردّ؟ وأين ومتى وفي أي اطار؟

تحليلات 06:00 01.10.2018

سهام محمد: هي أسئلة مشروعة أكيد، ولكن من يتابع ويفهم سياسة الجمهورية الاسلامية، يدرك تماما أنّها لا تبني قراراتها على ردات الفعل الفورية، وأنها حريصة على التحضير لكل خطوة، حتى تكون النتيجة مناسبة وناجعة ودقيقة. من الضروري بما كان القول هنا، أنّ ايران لديها من المقوّمات والادوات الثابتة للردّ على هذه العملية الارهابية وعلى منفّذيها وداعميهم. والقيادة الايرانية اليوم حريصة كل الحرص على أن يعرف كل العالم أنّ الانتقام للشهداء والجرحى، لن يكون بعيدا. فكل المعلومات اليوم باتت مؤكدة ومكشوفة، اضافة الى الأهداف من هكذا عملية ارهابية.

انّ التأكيد على سبل الوحدة والانسجام بين مختلف مكوّنات المجتمع الايراني بكل أطيافه وعلى كامل اراضيه من شمالها، الى شرقها، الى غربها، الى جنوبها، دليل اضافي على حكمة وتبصّر القيادة الرشيدة في ايران. وهذا السلوك هو أوّل ضربة توجه الى العدو الارهابي الذي حاول من خلال اختياره لمكان وزمان الاعتداء الارهابي، بثّ روح الشقاق والفرقة بين مختلف مكونات المجتمع الايراني في الأهواز وخارجها. لقد لعب اعلام العدو دورا هاما في تشويه الحقيقة، بل في صرف الناس عن فهم ما حصل بنشر الأكاذيب والخدع، وهذا اعلام قائم تصرف عليه ملايين الدولارات، خدمة للمشروع الأمريكي الاستكباري في المنطقة. انّ ما يسمى باعلام الكذب، والذي بات يمثل استراتيجية واقعية تقوم عليها مؤسسات اعلامية ضخمة تعمل على تنفيذ حرب ناعمة، الهدف منها احباط المشاهد وبث روح الانهزام والضعف، وتصديق كل ما يروج من معلومات دون الحصول على امكانيات صلبة لتمييز الكذب فيها عن الصدق.

انّ اعلام الكذب هذا جزء لا يتجزأ من الحرب المفتوحة على محور المقاومة في المنطقة، وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية انّه اعلام لا يتوقف عند فبركة الاخبار والصور أنما يتخطاها للتحريض والفتنة ودعم التفرقة بين الشعوب، وحتى في اطار مكونات الشعب الواحد.

انّ أول ردّ حقيقي على هذه المؤامرة، هو اعلاء صوت الاعلام المقاوم، الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في دحض هذه الأكاذيب من جهة، وفي توجيه الرأي العام العالمي لإدراك حقيقة من يقف وراء الإرهاب ومن يدعمه ويموله ويعتمده كأداة لتخريب الأمن والسلم في دول العالم. لابد على اعلام المقاومة أن يكشف العبث الامريكي ومحاولاته المتكررة بنشر الفوضى بين صفوف الشعب الواحد.

أمّا الردّ العسكري الاستراتيجي، فله مقومات وأبعاد مختلفة، بالنظر لطبيعة الصراع القائم اليوم في المنطقة، نحن أمام موقف حسّاس بكل المقاييس. فالتصريحات التي ظهرت عقب العملية الارهابية في الاهواز من بعض المسؤولين في دول الخليج الفارسي خاصة، تثبت بما لا يدع مجالا للشكّ تورط تلك الدول بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الاعمال الارهابية، ان كان على مستوى الدعم اللوجستي للارهابيين الذين نفذوا العملية، أو الدعم الاعلامي والسياسي، وصولا الى الدعم الواضح للمشروع الامريكي في المنطقة، والذي تعدّ ايران أكبر مواجه له على جميع الأصعدة.لكن قوى الاستكبار تدرك تمام الادراك قدرة إيران على إلحاق الأذية بهذا المشروع الارهابي الذي هزمته فعليا في عدة جبهات مثل العراق وسوريا،  وأنها تملك من الامكانات من ضمنها استخدام الصواريخ والقوة الجوية والقدرات البحرية، هذا اضافة الى حلفاءها في المنطقة،  القادرة على احداث خلل ليس فقط في مقدرات هذه القوى المعادية، بل ايضا تدمير ادواتها في المنطقة.

تحاول امريكا باستخدام ادواتها، تجنب المواجهة المباشرة مع ايران، لانها تعلم جيدا أن الثمن سيكون باهضا جدا، على المستوى العسكري والجيوسياسي. فأي مواجهة مباشرة مع ايران ستكون كلفتها فوق كل التصورات. لهذا السبب تعتمد السياسة الامريكية على وكلائها في المنطقة، المكلفين ضمنيا بالقيام بالأعمال الارهابية التي من شأنها احداث ارباك وفوضى في داخل اي دولة مستهدفة من قوى الاستكبار. أنه مشروع الارض المحروقة الذي من شأنه  أن يمهد لهذه القوى ان نجحت في خططها الدخول والاستيلاء على ثروات ومقدرات هذه الدولة أو تلك.  نفذوا هذا المشروع في عدة دول واستطاعوا في مرحلة ما تحقيق جزء من اطماعهم ولنا في ما حصل في سوريا والعراق وما يحصل في ليبيا واليمن مثال. لكن القيادة الايرانية واعية تماما بكل تفاصيل هذا المشروع وادواته في المنطقة، وهي بالتأكيد لن تقف مكتوفة الايدي أمام هذه المحاولات المتكررة من قوى الاستكبار للضغط عليها.

ان ما تقدمه ايران اليوم من دعم لقوى المقاومة في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان وغيرها من المناطق، جزء لا يتجزأ من المعركة، بل هو أساس المعركة وجوهرها، فمقاومة الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين ومن وراءه امريكا الداعمة له ، جزء من عقيدة ثابتة لدى الايرانيين لن يقبلوا المساومة عليها.

وعليه، فانّ القيادة الايرانية اليوم مدركة تمام الادراك لحتمية الردّ على الارهاب وصانعيه وداعميهم في المنطقة، ليكون الردّ ذكيا ومحكما وفاعلا ومدمرا لمشاريع الاستكبار.

اليوم نحن أمام قيادة تعمل بصمت وثبات، تملك من الادوات والمقومات والخيارات الكثير، وهي قادرة على تغيير كل المعادلات في المنطقة، لانها لاعب اقليمي ودولي فاعل لا يمكن تجاوزه. اللافت أنّ قوى الاستكبار يدركون ذلك ويفهمونه جيدا ولهذا السبب يكتفون بالتلاعب من وراء ستارة الارهاب القذرة علهم يحدثون خرقا ما يساعدهم على فرض شروطهم على القيادة الايرانية بأي شكل من الاشكال. لكن الغريب أنّ ادواتهم في المنطقة وخاصة في الخليج الفارسي، لا يدركون ذلك أو على الأقل لا يقرأون جيدا مفاصل اللعبة الاستراتيجية والتغيرات الجيوسياسية التي من المحتمل، بل من المؤكد أنها ستجعلهم أولى ضحايا الاستهتار والفوضى، يدفعون ثمن خياراتهم الخاطئة والغبية لانهم باختصار وضعوا مستقبل وجودهم في يد امريكا، التي ستبيعهم في أول مواجهة تفاوضية لأجل مصالحها.

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار