علق المحلل السياسي ودكتوراه في التاريخ ونائب رئيس إدارة التأمينات القانونية أوليغ كوزنيتسوف على الانسحاب الأمريكي من سوريا وأفغانستان حصرياً ل Eurasia Diary
لن أضع علامة التساوي بين سوريا وأفغانستان، لأن معظم أراضي أفغانستان لا يخضع لحكومة كابول، في حين تسيطر الحكومة في معظمها على أراضي سوريا. تغادر الولايات المتحدة سوريا لأنها مطرودة من هناك، وليس من قبل روسيا، كما قد تبدو للوهلة الأولى، لكن من قبل تركيا. يعتبر الجيش التركي اليوم الأكثر نشاطاً في سوريا والذي يحمي التركمان السوريين في شمال البلاد ويستعد لتدمير البنية التحتية العسكرية للأكراد في الشمال الشرقي. تغادر الولايات المتحدة سوريا فقط بسبب أن قواتها مطوقة من قبل الأتراك يطالب الأكراد الحماية من فرنسا التي لم تبد الحماس لمساعدتهم.
تكونت لدي فكرة بأن تركيا تتحول إلى قوة إقليمية تسيطر على منطقة الشرق الأوسط، وقد تم التوفيق فيما يخص لهذه الحقيقة مع كل من موسكو وواشنطن وعواصم الدول الأعضاء في حلف الناتو. منذ عام 2010، قادت الولايات المتحدة التحالف المناهض للأسد، والذي عارضته روسيا وتركيا، لكن ليس في جبهة موحد، ولكن على أساس مصالحهما الجيوسياسية. إن الهدف الرئيسي لتركيا في سوريا ليس فقط منع الأكراد من الحصول على السلطة، كما حدث في العراق، ولكن أيضاً الوصول إلى حدود إسرائيل التي تعتبرها أنقرة الرسمية، إلى جانب المملكة العربية السعودية، مصدراً رئيسياً لعدم الاستقرار في المنطقة. احتفظت الولايات المتحدة حتى النهاية بموقفها المؤيد لإسرائيل في سوريا، وبكل طريقة تسهم في إضعاف هذا البلد، ولكن ، اضطرت إلى مغادرة سوريا للحفاظ على وحدة الناتو الرسمية، مما تركت لأنقرة مبادرة استراتيجية.