- ما يبرره التأخر في الإعلان عن تشكيلة المجلس العسكر الانتقالي، وعدم قبول الشارع ببن عوف.
- الصراع بين مثلث السلطة الجديدة، بن عوف .. حميدتي.. قوش (الجيش والدعم السريع والأمن).
- اللجنة الأمنية التي خلعت البشير شكلها البشير نفسه.
- بيان بن عوف "رقم 1" الخميس لم يتطرق لمطالب المعتصمين أمام قيادة الجيش.
تطور جديد شهدته الساحة السودانية وسيكون له تأثير كبير خلال الساعات المقبلة، بعد مخاوف قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو( حميدتي)، من مواجهة مبكرة بين أعضاء اللجنة الأمنية التي خلعت الرئيس عمر البشير.
حميدتي نشر مخاوفه وتطعاته فجر الجمعة على الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على فيسبوك، التي أشار فيها إلى الرفض الشعبي لعوض بن عوف رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
اللجنة الأمنية التي شكلها البشير نفسه تضم إلى جانب وزير الدفاع، مدير الأمن والمخابرات، وقائد الدعم السريع، ومدير الشرطة.
إعلان خلع البشير يضع حميدتي في مواجهة مبكرة مع حلفائه في اللجنة الأمنية بقيادة عوض بن عوف رئيس المجلس الانتقالي، ومدير المخابرات صلاح قوش وثلاثتهما أضلاع عملية استلام السلطة أمس الخميس.
وبذلك أرسل حميدتي عدة إشارات لحلفائه في السلطة الجديدة، أولها أن تولى بن عوف لم يرض الشعب السوداني، وهو لن يقف مع حل لا يرضي تطلعات الشعب.
وحسب مراقبين أن ذلك يوضح أيضا أن قيادات "الجيش والأمن والدعم السريع" أضلاع المثلث الذين استلموا السلطة ليسوا على اتفاق كامل، وهو مؤشر يخدم حراك الشارع، وفق مراقبين.
ودليل عجزهم حتى الآن، هو عدم الإعلان عن تشكيلة المجلس العسكري الانتقالي وهي سابقة في تاريخ من يستلم السلطة بانقلاب، حيث أن الانقلاب يكون معد ومرتب بكامل عضوية المجلس والمشارك فيها وهو ما لم يحدث حتى الآن، عدا تعين رئيس المجلس ونائبه.
وعزى التأخير لمزيد من التشاور وهو تبرير يبدو غير منطقي ويشير إلى حدة الصراع داخل حلفاء السلطة الجدد.
آخرون يتخوفون من أن يكون هذا الاختلاف هو نقطة لتحول الصراع إلى مواجهة بين قوات الجيش بقيادة بن عوف ونائبه كمال عبد المعروف وجهاز الأمن المخابرات وذلك بالتأكيد سيريق كثير من دماء السودانيين.
فاتفاق أعضاء اللجنة الأمنية على عزل البشير كان بالاجماع، لكن ما تلا ذلك ليس متفقا عليه بدليل خروج حميدتي ومطالبته بحلول ترضي الشعب، والشاهد أن الشعب لايرضيه أن يكون "بن عوف" قائدا للبلاد في المرحلة المقبلة.
واستدلالا بالتظاهرات التي ما زالت مستمرة والتي لم تقِلّ بل زادات وعمت مدنا كثيرة، وسقوط 13 قتيلا كمحصلة طيلة الخميس.
كما أن المعتصمين أمام مقر القيادة في تزايد بمطرد، استمرارا لرفضهم وجود عسكري على قمة السلطة كسابقه المخلوع البشير.
واللافت في تصريح حميدتي أنه بدء بالشعب وهو ما لم يفعله بن عوف في بيانه الأول أمس الخميس، فقائد المجلس العسكري الانتقالي لم يشر إلى مطالب المعتصمين على بعد أمتار من مكتبه أمام مقر القيادة لحوالي أسبوع.
كما خاطب قائد الدعم السريع المحتجين، قادة الانتفاضة (قيادة تجمع المهنيين، رؤساء الأحزاب ، قادة الشباب)، طالبا فتح باب الحوار والتفاوض للوصول إلى حلول ترضي الشعب السوداني وتجنيب البلاد من الانزلاق والفوضى.
وهو تأكيد على موقفه أنه مع خيار الشعب وليس المجلس العسكري الذي سيكون هو عضو فيه بالتأكيد بوصفه "قائد قوات الدعم السريع".
وطلب الحوار هذا لم يتطرق إليه رئيس المجلس العسكري، رغم إقراره بالأزمة وأنه تولى القيادة لإخراج البلاد من أزماتها بعد فشل البشير في ذلك.
كما أن حميدتي غازل الرافضين في الجيش لتولى بن عوف أو ما يطلق عليهم "شرفاء الجيش" وهي مجموعة من الضباط من وحدات مختلفة اصطفت إلى جانب المعتصمين والمحتجين في عدد من المواقع عندما تعرضوا لرصاص القوات الامنية، ما يجعل التنسيق بينهم ممكنا لوضع حد لمغامرة بن عوف وحلفائه في السلطة.