صرح عوض حسنوف، رئيس جمعية الدراسات الإنسانية في الاجتماع مع الصحفيين في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في باكو، بأن الاتحاد الأوروبي يعتزم التوسط من لانضمام أذربيجان إلى منظمة التجارة العالمية.
وأكد رئيس الجمعية أيصاً أن الإصلاحات السياسية في أذربيجان لا تتعلق بالوثيقة التي يتم إعدادها للتوقيع مع الاتحاد الأوروبي، حيث أن الإصلاحات السياسية في بلدنا يتم تبنيها بسهولة بموجب مراسيم رئاسية. لا يطالب الاتحاد الأوروبي جمهورية أذربيجان من حيث التحولات السياسية كشرط لتوقيع هذه الوثيقة. قد تكمن الصعوبة في تنفيذ النقاط الاقتصادية للوثيقة، لأن أذربيجان ليست عضواً في منظمة التجارة العالمية، رغم أنها تزود أوروبا بخمس بالمائة من إمدادات النفط سنوياً.
وأعرب عن دهشته من الموقف الا مبال للمجتمع المدني الأذربيجاني والمنظمات غير الحكومية إزاء الاتفاق القادم الذي سيؤثر على حياة كل مواطن أذربيجاني. "لا تعقد الأحزاب السياسية اجتماعات المائدة المستديرة لمناقشة الاتفاق القادم بين أذربيجان والاتحاد الأوروبي. لكن عندما يتم اعتماد هذه الوثيقة واعتمادها من قبل كل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة، سيكون من المستحيل إجراء تعديلات عليها ".
اسم الاتفاق الذي يتم إعداده غير معروف. تشير المعلومات الصحفية إلى الاتفاقية الشاملة بين أذربيجان والاتحاد الأوروبي أو الاتفاقية الجديدة للشراكة الاستراتيجية بين أذربيجان والاتحاد الأوروبي.
"إذا انضمت أذربيجان إلى منظمة التجارة العالمية، فسيتم طرد المنتجين المحليين للمنتجات الزراعية من السوق بمنتجات أرخص من الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية. لن تصمد التجار ورجال الأعمال الأذربيجانيين المعتمدين على الفساد أمام المنافسة مع شبكة من المتاجر الأوروبية الكبرى. سيكون في البلد أشخاص عاطلون عن العمل غير القادرين على منافسة السلع والخدمات الأوروبية. لن يرضى الأذربيجانيون بالعولمة في سوق السلع. ولكن بعد سنوات سيتعلمون العمل وفقاً لمتطلبات السوق الأوروبية، سيبدؤون في إنتاج سلع تنافسية، وستختفي الصعوبات خلال السنوات الأولى".
يعد الاتفاق الجديد مع الاتحاد الأوروبي ضرورياً لتنمية أذربيجان التي تصدر معظم مبيعاتها إلى أوروبا ، وهي أكبر مستثمر أجنبي في بلدنا. بالاقتراب من أوروبا ستغير أذربيجان العديد من القواعد والتشريعات الداخلية في مجال الصحة والاقتصاد والتعليم. سيتم تسهيل نظام التأشيرات في الاتحاد الأوروبي لمواطني أذربيجان. ستفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأوروبية الجديدة. ومن الأمثلة على ذلك اعتزام الاتحاد الأوروبي تخصيص ملياري يورو لتطوير وتوسيع شبكة السكك الحديدية في بلدان الشراكة الشرقية الخمسة - أذربيجان وجورجيا وأوكرانيا ومولدوفا وروسيا البيضاء.
وأضاف عوض حسنوف أنه ستنص الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوروبي على بند الدعم الأوروبي للسلامة الإقليمية لأذربيجان، بما في ذلك قاره باغ الجبلية ، حيث أدلى الاتحاد الأوروبي ببيانات حول هذا الموضوع.
لفت عوض حسنوف الانتباه إلى مخاوف الأذربيجانيين من الأعمال القمعية المناهضة لأذربيجان التي قد تقوم بها روسيا التي احتلت جزءاً من أراضي جورجيا وأوكرانيا بعد أن أصبحت هاتان الدولتان عضوين مشاركين في الاتحاد الأوروبي. في هذا يكمن بطء بلدنا في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي. لن تكون أذربيجان عضواً مشاركاً في الاتحاد الأوروبي ؛ وبالتالي ، لا يُتوقع القيام بأي عمل عدواني من قبل موسكو ضد بلدنا الذي لا يزال على خطاف روسيا بسبب قاره باغ. يمكن لروسيا أن تسببنا مشاكل على الحدود الشمالية، لكنني لا أتوقع مثل بهذه التطورات، خاصة وأن أذربيجان رفضت في عام 2015 التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ثم غادرت Euronest والبرامج الأوروبية الأخرى، مفضلاً وثيقة ثنائية مع البنود المخصصة لأذربيجان. وقال الخبير "لا يمكن للاتحاد الأوروبي إجبار باكو على التوقيع على وثيقة لا تناسب البلد".
وأكد عوض حسنوف أنه ستوقع الاتفاقية الثنائية بين أذربيجان والاتحاد الأوروبي حتى صيف عام 2019.
الترجمة: د. ذاكر قاسموف
Zakir Qasımov