كيف تصنع إيران أدوات مواجهتها مع الولايات المتحدة؟

زادت الضغوطات الأمريكية على إيران مؤخراً وشملت كل نواحي الحياة، من النفط إلى المبادلات المصرفية، فالأدوية مع تدهور العملة الإيرانية بشكل مستمر

تحليلات 14:00 12.05.2019

يختنق الشارع الممتد من ساحة تجريش شمالي طهران إلى جسر بارك واي بالسيارات في الساعات التي تلي موعد الإفطار. لا يشبه المشهد الذي يتكرر في أكثر من ميدان في العاصمة الإيرانية حالة التوتر التي تحيط بالبلاد مع احتدام المواجهة مع الولايات المتحدة في أعقاب الإجراءات المتتالية التي تتخذها لتغيير ما تصفه بالسلوك الإيراني في المنطقة.

تدهور العملة

تزداد سطوة العقوبات تدريجيا مع شمولها كل خطوط الحياة، من النفط إلى المبادلات المصرفية، لتلقي بظلالها على الأدوية الخاصة بأمراض خطيرة كالسرطان وسعر العملة الذي عاد ليتدهور بشكل مضطرد.

هذه الساحات المكتظة بعد الإفطار، هي نفسها التي امتلأت منتصف إحدى ليالي يوليو/تموز 2015 بالمحتفلين بإنجاز الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1 التي كانت على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

الاالرئيس الإيراني حسن روحاني

لا يشبه الوجه المبتسم للرئيس الإيراني، حسن روحاني، صباح الإعلان عن الاتفاق النووي وجهه المتجهم صباح الثامن من آيار\ مايو 2019 وهو يعلن خطوات بلاده الجديدة يوم الذكرى السنوية الأولى لخروج واشنطن من الاتفاق.

مخطط

رسالة روحاني

ما أعلنه الرئيس الإيراني كان وقف الالتزام ببيع الماء الثقيل واليورانيوم المخصب للخارج، وهو نفس ما فرضت عليه الولايات المتحدة حظرا قبل أيام. فالولايات المتحدة كانت قد أعلنت في 4 آيار/مايو أنها ستبدأ فرض عقوبات على الصادرات الإيرانية من الماء الثقيل واليورانيوم المخصب والتي كان يجيزها الاتفاق النووي لمنع ارتفاع المخزون الإيراني منهما عن القدر المسموح وهو 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب و 130 طنا من الماء الثقيل.

رئيس العراق برهم صالح ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو

 أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن الوجود الأمريكي في بلاده هو بطلب من حكومته وهو جزء من الأمن القومي، بغداد ، العراق في 08 مايو/أيار 2019

وبالتالي فإن الإعلان الإيراني في شقه النووي كان أقرب إلى شراء الوقت من خلال خطوات واقعة أصلا لإلقاء الحجة على الشركاء الباقين في الاتفاق للتحرك باتجاه خلق مسار جديد لضمان استمرار الاتفاق، ولعل القرارات الإيرانية كانت بمثابة عامل الترغيب الذي تريده إيران لتحفيز عملية إعادة تفكير أوروبي، مع ذلك حضر الترهيب الذي تعوّل عليه طهران لصناعة فارق في المشهد.

رسمت الإدارة الإيرانية الجديدة منذ الثورة عام 1979 خطا رفيعا لكنه واضح بين أوروبا والولايات المتحدة وبريطانيا.

"شيطان أكبر"

كانت واشنطن في العنوان الثوري الإيراني "شيطانا أكبر" تدعو عليه الجموع بالموت، وكانت بريطانيا لأسباب تاريخية عضوا في نادي الشياطين الثوري الإيراني بالاسم، بينما حافظت دول أوروبا الرئيسية، كفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي عموما، على موقع لا يرقى إلى الصديق ولا ينحدر إلى العدو. هذا التصنيف شكل نواة لبدء التفاوض النووي في العام 2003 وأمّن استمرارية العملية التفاوضية بأطوارها المختلفة، صعودا وهبوطا، قربا وبعدا، تصعيدا وتحفيزا.

الولايات المتحدة تسعى حاليا إلى زيادة ضغطها على إيران

 الولايات المتحدة تسعى حاليا إلى زيادة ضغطها على إيران

واليوم تقف أوروبا مجددا على محك استمرار الاتفاق النووي، كضامن أخير لبقاء أجهزة التنفس الاصطناعية على الميت السريري. وتدفعها إيران من قلق لآخر.

حددت طهران مصادر القلق الأوروبية والأمريكية في سياستها، بحسب تقييمها. القلق الأول في أوروبا مسألة المهاجرين لذلك أرادت أن تضغط من خلالها. وفي مناسبات عديدة سابقا ظهرت هذه القضية في خطابات روحاني ووزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي. وقبل عام تقريبا كانت موجة المهاجرين الإيرانيين التي عبرت عبر صربيا إلى دول الاتحاد الأوروبي بمثابة جرس إنذار لا سيما مع مغادرة أكثر من 21 ألف إيراني لبلادهم بهدف اللجوء في الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة خلال العالم 2018.

في خطابه الذي أعلن فيه الإجراءات الإيرانية رفع روحاني عنوانا آخر في خطابه، بدا رسالة واضحة باتجاه أوروبا، فقد ذكّر بدور بلاده في احتضان ملايين المهاجرين الذين كان من الممكن ان يتجهوا نحو اوروبا، فضلا عن جهودها في مكافحة المخدرات حيث قدمت في هذا السبيل على حد تعبيره آلاف الجنود كي لا تعبر المخدرات الحدود نحو اوروبا.

دونالد ترامب

 قام دونالد ترامب بحملة ضد الاتفاق النووي الإيراني حتى قبل فترة طويلة من توليه منصبه

اختتم روحاني رسالته بالقول للأوروبيين "إنكم تعلمون أن هذه الاجراءات بحاجة الى مليارات الدولارات لا يمكننا تغطيتها في ضوء الظروف التي اختلقتها اميركا."

وإذا كان مصدر القلق الأوروبي مسألة اللاجئين فإن مصدر القلق الأميركي بحسب التقييم الإيراني يبقى مرتبطا بأمن المصالح الأميركية في المنطقة وأمن الممرات التي يُنقل عبرها النفط. ولأن إيران تبحث عن صناعة أرضية لـ "توازن قلق" يتطور تدريجيا إلى "توازن أذى"، فورقتها الأقوى تبقى حضورها الإقليمي عينه الذي تريد واشنطن أن تحدّ منه.

ولعل زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو غير المعلنة لبغداد في السابع من مايو/أيار الحالي، والتي قصدها من فنلندا ملغيا زيارة إلى ألمانيا، هذه الزيارة عكست مستوى القلق الأميركي من أي تحرك مباشر أو بالواسطة من قبل طهران ضد مصالحها. سبق ذلك إعلان تحريك قطع عسكرية إلى المياه الخليجية وتعزيزها بقاذفات من طراز " بي 52" لمجرد ورود معلومات وصفتها واشنطن بالموثقة عن تحركات إيرانية تهدف لضرب مصالحها أو مصالح حلفائها.

Iranian President Hassan Rouhani (2nd L) listening to head of Iran's nuclear technology organisation Ali Akbar Salehi (R) during the

 دور الموساد

وبحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية فإن جهاز الموساد هو الذي حذّر الولايات المتحدة من هجوم سيستهدفها أو يستهدف أحد حلفائها في الخليج، لكن القلق الذي تسبب به التحذير يدعو للتوقف مليا والتأكد من المصدر الذي سرّب معلومة كهذه في الأصل إلى الموساد.

وكان المثير للإهتمام ترافق التحركات الأمريكية مع تصريحات إيرانية سابقة ولاحقة تستبعد الحرب، ولا سيما من اللواء قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي نشر على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات يؤكد فيه أن واشنطن لا تريد خوض حرب مع إيران وأن الاستخبارات الأمريكية حذرت الرئيس دونالد ترامب مرارا من هذا الأمر.

كلام سليماني شكّل رجع صدى لتصريحات سابقة لوزير خارجية إيران، جواد ظريف من نيويورك والتي تحدث فيها عن قناعته بأن ترامب لا يريد الحرب عارضا طاولة مفاوضات لبحث قضية تبادل للسجناء.

وبين طبول الحرب وطاولة المفاوضات وما يمكن وصفه بعض الأصابع، تبدو صورة الشرق الأوسط عصية على التوقعات بل إن الخطوط الثلاثة قد تكون متداخلة بشكل كبير.

 
الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
المسجد الأقصي... أقدس المساجد الإسلامية الذي يضم 200 معلم و14 بابا
19:00 26.03.2024
ألف ليلة وليلة... الكتاب الأكثر سحرا في الشرق والغرب
18:00 26.03.2024
تعادل أذربيجان مع بلغاريا وديا
17:30 26.03.2024
منتخب كرواتيا يزور أهرامات الجيزة
17:00 26.03.2024
هل حان وقت انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟
16:30 26.03.2024
قتلى وجرحى في قصف أمريكي على محافظة دير الزور السورية
16:00 26.03.2024
كوريا الجنوبية وماليزيا تستأنفان محادثات اتفاقية التجارة الحرة
15:30 26.03.2024
جميع الأخبار