نفاق السياسة والسياسيين.....ومعوقات البناء .....!؟ حصري

تحليلات 18:30 12.05.2019

إن الفساد في الفكر والتصور والنفاق السياسي والاجتماعي الممارس في الحياة اليومية عندنا من تلك الجراثيم الفكرية والمخلفات الحضارية  لهو الخطر الحقيقي والإرهاب الفكري والسياسي الواقعي والتطرف الحقيقي المهدد للقيم والمجتمع والسياسة والاقتصاد والتعليم ومستقبل التنمية والوحدة الوطنية، وهو الصورة الحقيقية للفساد الذي تجب محاربته ابتداء لنظام يدعي الحرب على الفساد والانحياز إلى جانب الفقراء والمقهورين والانتصار لكل القيم وإعلاء الهوية الوطنية والقيم الحضارية ؟

ما من شك أن تبوأ الفاشلين لقيادة الشأن العام وسيطرة النفاق السياسي على الحياة العامة والولاء الكاذب لخدمة المصالح الشخصية والحزبية والفئوية على حساب المصالح العامة للمجتمع لهو الخطر الحقيقي والفساد الذي لا غبار عليه، وهو السبب المباشر للخلل الحاصل عندنا في  بناء  نسيجنا الاجتماعي الأمر الذي أدى إلى تفكيك القيم المجتمعية وضعف ثقة الناس بعضهم ببعض وهو الأمر الذي تسبب في إعاقة الحركة التكاملية  في بناء المجتمع وتجاوز مخلفات الماضي وإرثه ومن ثم صيانة  مكتسباتنا وحماية وطننا الذي تهدده الأخطار المختلفة والمتنوعة.

لقد ظل أولئك السياسيين يعملون كسوسة تأكل قلب المجتمع نسيجا للثقافة وقيما إقتصاديا حقيقة إيحاءا وتخطيطا من قبل أولئك السياسيين الأيدلوجيين، الذين يمارسون أبشع صور النفاق الأيدلوجي والفكري والسياسي، فيعملون على إتعاب الساحة الاجتماعية وتفخيخ الفيافي السياسية بالكثير من التناقضات والصراعات مما أرهق حركة الوعي في المجتمع وأصاب أفراده بالإحباط، وهو الأمر الذي أفقد المجتمع ثقته بأغلب من يمارسون السياسية ويلوذون بالثقافة والتعليم، وذلك لان مجتمعنا بذكائه وحسه السياسي، يمتلك حدسا يفوق به كل السياسيين، فهو مجتمع بطبعه البعيد كل البعد عن السذاجة، بل إن مجتمعنا المدني وبفعل طبيعة ثقافته المحظرية أكسبته  بصيرة يعرف بها حقيقة كل سياسييشعر ويقيس مدى مصداقية السياسي من خلال تعلقه بممارسة وحب السلطة و الزعامة، وإن كان يفتقر إلى الفعل الحاسم في الجزاء والعقاب للسياسيين والمسئولين ؟! .

إن أغلب الساحات السياسية والفكرية والحزبية الأيدلوجية عندنا ومنذ الذاتية والشهوات الشخصية في النفوس الطبقة السياسية مما يؤدي إلى قوة تأثيراتها السلبية على المواقف اليومية للممارسات السياسية؟.

ويستحيل هنا أن تزكي أي جهة من الجهات دون أخرى بل إن الكل مصاب بذلك الداء العضال، والمخلص من المواطنين تراه مهمشا بل ومبعدا من قبلهم وإلا لو كانت تلك الطاقات النظيفة الوطنية المهمشة تعمل في الساحة الإدارية والاجتماعية والسياسية لأنتجت للوطن خدمات جليلة ولقدمت للمجتمع الكثير!.

والسمة الظاهرة والغالبة أن تلك الطغم المتحالفة في الحكم ، ظلت قادرة على إبعاد كل  متعلم مثقف ينتمي للوطن ولا ينتسب لتلك الأيدلوجيات، ليفرضوا عليه الغربة داخل وطنه أو الهجرة خارج بلده، وهو في كلت الحالتين يعيش التهميش الأمر الذي أدى ويؤدي إلى أن يصاب هو وأمثاله بالإحباط والانسحاب من تحمل هموم الوطن، فتضيع الكفاءات وتتعطل طاقات التي كان البلد بحاجة إليها، وتضيع حقوق لأهلها أحوج ما يكونون إليها، فتتسلق في مقابل ذلك فئات فاشلة جاهلة مسؤوليات لا تستحققها الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى ضياع الحقوق وضعف البناء وانعدام مخرجات التنمية بشتى أشكالها فيتعرض الإنسان المخلص المواطن العادي إلى شتى أنواع الابتلاءات فهو بين خمسة شدائد بين حاكم يضيع حقه ويقصيه ومنافق مستشار للحاكم يبغضه ونفس تنازعه وسياسي شيطان يضله ومثقف يحسده، وصفة الحسد خسيسة تمنع المخلص الكفء وتحرم المجتمع من وصول الكثير من الطاقات الجبارة من أداء دورها في هذه الحياة خدمة له ؟.

لقد كان النفاق الاجتماعي هو الأكثر انتشارا في واقعنا مما أدى ويؤدي إلى الخلل في البناء الاجتماعي وصياغة مشروع الوحدة الوطنية، والملاحظ أن الكثير من مظاهر النفاق الاجتماعي موجودة تمارس في الكثير من الفعاليات الاجتماعية على مستوى الأفراد والجماعات وبشتى طبقاتهم والخداع والكذب هما أحد المظاهر البارزة والخطيرة في المجتمع والتي أوجدت الكثير من فقدان الثقة بين مكونات المجتمع، ومظاهر النفاق الاجتماعي كثيرة هي صوره وكثيرا ما يحصل لدى العامة وحتى الخاصة، خلط بين النفاق العقائدي والاجتماعي والسياسي فالبعض قد يفهم بعض الأحاديث النبوية والروايات الفقهية فهما خاطئا كما هو حاصل في فهم حديث المنافق الذي يقول” إذا وعد اخلف وإذا حدث كذب وإذا أتؤمن خان” إذ المقصود الحقيقي من هذا الحديث هو بيان خطر وأثر النفاق الاجتماعي وليس النفاق العقائدي لان المسلم قد يخلف الوعد بدرجات مختلفة وقد يكذب بدرجات مختلفة وقد يخون الأمانة ومع هذا قد لا ينطبق عليه النفاق العقائدي بل النفاق الاجتماعي هو الذي يقع فيه لا محالة؟! .

والبيئة النظيفة التي تصلح لإنبات مشاريع الوحدة الوطنية هي البيئة التي تخلو من مظاهر النفاق السياسي والاجتماعي إننا عندما نحارب مظاهر النفاق نيحارب في المقام الأول النفاق السياسي والاجتماعي وذلك من أجل إيجاد بيئة سليمة تعيش حيوية الحياة ويتحقق فيها العدل والأمن والأمان وذلك لأن النفاق السياسي والاجتماعي هو الذي يخلق عدم الأمن والأمان في المجتمع ويطرد عوامل النمو وأسباب التنمية بشتى أشكالها ويحرم المجتمع من روح المساواة وتحقيق العدل والعدالة والإسلام حين يحارب النفاق السياسي والاجتماعي إنما يحاربه لأجل تحقيق العدل ففي فلسفة الإسلام بالعدل تحيى البشرية بالأمن والأمان وتقوم دعائم المدنية، ومن قيم المدنية أنه لا قيمة لأي إنسان في هذه الحياة ما لم يطهر ذاته من كل الآفات السياسية والاجتماعية، لأنها عاهات وآفات تجعل الإنسان يتعب الآخرين ويعيق حركة الانطلاق والبناء، وأغلب الممارسات السلبية والخاطئة في حياة الأمم والشعوب تعتبر ثمرة من ثمرات النفاق السياسي والاجتماعي الذي لا تحرر من ارث الماضي ومعوقات التنمية إلا بعد القضاء عليه ثقافة وممارسة وجراثيم بشرية حاملة له ؟

فلو كانت القيادة والساسة جادين في الحرب على الفساد والظلم الاجتماعي والانحراف السياسي لأعلنوا الحرب على النفاق السياسي والاجتماعي وعلى الجراثيم البشرية الحاملة له، وهم الأذرع والأبواق السياسية بل الأرجل والأيدي والعيون لكل الحكام والسياسيين إن لم يكونوا هم من ذات الطينة الفاسدة النكدة التي ضيعت القيم وخربت ماخرت بسبب فشلها الذريع ،

إن النفاق السياسي والاجتماعي هما أعلى مراتب النفي الذات في مجتمعنا وأبرز حالة الشعور بالقمع المتجسد في الذات من قبل الآخر أهم عائق التقدم، وهي المتسبب الرئيسي لضمور الإنتاج المعرفي والاقتصادي لمجتمعنا التي يمارس فيها النفاق السياسي والاجتماعي الممنهج كحالنا المرشح. إلى ما لا يمد عقباه.الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات

 
 
 
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار