بث الفوضى عبر تقزيم الطبقة الوسطى

تحليلات 09:24 03.06.2019
دمشق- الدكتور سنان علي ديب|
 
المآل الذي وصلت له النفسية العالمية و اغلب البلدان والتي كانت في مراحل جيدة من  التنمية و التطور لم يكن عبثيا او بسبب ظروف آنية وإنما هو إنعكاس حقيقي لسياسات معولمة فرضت على هذه البلدان بالترغيب او الترهيب وذلك لأن اي تطور ونمو لهذه البلدان سيكون ضد مصالح الدول الامبريالية و على حساب نهبها وسلبها واستلابها فالتطور سوف يقوي صلابة الدولة و يزيد من استقلالية قرارها و يزيد من قدرتها على استثمار مواردها و بالتالي يخف مدى استهلاكها كسوق لتصريف منتجاتهم من جهة وكذلك يزيد قدرتهم على التحكم بثرواتهم وهذه معاكسة للمشروع الامبريالي الرأسمالي العالمي المتسارع الخطا نحو عرقلة و تدمير هذه التطورات و التنميات بشتى الوسائل و غالبا عبر استثمار نقاط ضعف داخل البلدان وخلقها ان لم توجد .كانت السمة الأساسية لمنظومة البلدان الفقيرة و النامية والساعية للنمو السير بسياسات اقتصادية واجتماعية فحواها العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات وبناء الانسان الوطني المتجذر المبتكر المبدع وهذا ما ساعدت عليه الظروف العالمية سواءا في البلدان التي اعجبت بالتجربة الاشتراكية او الاممية الشيوعية والتي اطرت القوى المنتجة وخاصة العمال والفلاحين و قوتهم و اعتبرتهم اساس النمو والتنمية و أسنت القوانين والتشريعات المؤدية للغاية المنشودة و كذلك إضطرار البلدان الغربية لسياسات مانعة للتصادمات بين مالكي رؤوس الأموال و العمال لتطبق الوصفات الاشتراكية مضطرة لعدم إكتساح الفكر الاشتراكي والشيوعي لبلدانها و كان ما ارادت لتصل لمرحلة تفشيل التجربة السوفيتية و لتجمع الامبريالية قواها مستهدفة فرض سياسات اقتصادية واجتماعية ليبرالية الغاية منها استعمار بشكل جديد اقذر و اكثر حقد مما سبق عبر تدمير البنى الاجتماعية وتفقير البشر وتحطيم الحجر و اس ما سعوا إليه تدمير وقتل الطبقات الوسطى عماد المجتمعات واس صلابته وجسر تقدمها ومناعتها الداخلية أتجاه أي عدو خارجي وكانت الوصفات الممهورة بالختم العالمي و المكتوبة أمريكيا جاهزة والهادفة لتحرير الاقتصاد بما لا يضر بمصالح المعولم.و.قتل القطاع العام.رفع الدعم عن المنتجات تعويم العملات المحلية وتقويض دور المنظمات والمؤسسات الكابحة والموازنة بين حقوق العمال و اصحاب العمل وكذلك فرض قوانين تعرقل قوة و استقرار طبقة العمال والكادحين إضعاف دور الحكومات في قيادة المجتمع  ولتتبنى مؤسسات البنك الدولي و صندوق النقد هذه الوصفات و لتلحق بمؤسسات المجتمع المدني التابعة والسائرة بنفس الدور و التي تساعد بتلميع وتقوية شخصيات بعيدة عن السلطات لتكون ركائز مستقبلية للمشاريع الامبريالية و لتصاب اغلب البلدان بتصدع كبير وتهشيم للطبقة الوسطى والتي كانت هي الغالبة والمسيطرة وتنال منها من المعايير المالية والأخلاقية والقيمية و لتنجم تناقضات داخلية بالبلدان افقدتها مناعاتها لاي اعتداء و لتكون بوابة لتمرير مشاريع اقذر واكثر لا إنسانية و لتصاب هذه البلدان بأمراض مستعصية ولينال الفقر من أغلب سكانها و لتكون البطالة عنوان لاغلب قواها العاملة وكانت ادوات الترغيب عبر مساعدات وقروض لاغلب البلدان و بالتدمير و القتل لمن لم يسير بهذه الإملاءات و ليصبح العالم غابة قوانينها تسن من قبل القوة المسيطرة و أي تجاوز ثمنه الدمار و هكذا استطاعت قوى مدعية العولمة تدمير وتقويض ما استغرق عقود من النضال والبناء وبذل الغالي والرخيص بوصفات غايتها التحكم والسيطرة و زيادة الابتزاز والتبعية والاستلاب و و باتخاذ العقوبات والحصارات اللاشرعية سلاح وبالاعتماد على  ادوات غير منتمية لهويتها الجغرافية وإنما لمشغلها من متمركزي رؤوس الاموال و كان أس افكارهم تهشيم دواخل البلدان وضرب الاستقرار عبر قتل الطبقة الوسطى و ضرب وتقويض دورهم ومنع تأطير وتنظيم اي صراع طبقي قادم وتحويل الصراع من افقي كصراع طبقي بناء لصراع عمودي مدمر للبلاد والعباد..وقد يكون جزء من اهدافهم اللا إنسانية قد تحققت في فرض البرامج القاتلة للبلدان و المحطمة للطبقة الوسطى وفي توهم  تحييد الصراع الطبقي ليأخذ اشكال اخرى ولكن الاوضاع الماساوية اللاإنسانية و الوضع التفقيري الذي نجم عنهم وبأحجامه المخيفة واللااستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي أفرز معاناة قاسية ملئت النفوس بالأحقاد اتجاههم واتجاه ادواتهم والتي لن تستطيع الاستمرار بنفس الاساليب والبرامج لأن عدم استقرار المجتمعات سينعكس عليهم وبالتالي الصراع الطبقي المنظم المنضبط المقونن قد يتحول إلى كوارث وصراعات تأخذ ابعاد اخرى تنال من الاشخاص والاموال وقودها اسوداد العقول والقلوب الناجمة عن تفقير منظم وعن ابتزازات و استلابات و تهميشات والوصول لهذه المراحل سينعكس على المشروع العالمي و سيرورة الإنسانية و البشرية تجعلك تستنبط بأن هذه الرؤية هي الاقرب وهي الانعكاس الصحيح لقتل الطبقة الوسطى موازن المجتمعات وعماد التنمية والنمو وعنوان العدالة الإجتماعية وجسر الإنطلاق التنموي بكل ابعاده وعدم إعادة بنائها سينجم عنه كوارث تواجه العولمة المتامركة بأدوات وردات فعل أكبر من الصراع الطبقي المقونن المنضبط.إن الأنانية واللا إنسانية المدعومة بالأسلحة الفتاكة و باقذر الأساليب كالعقوبات والحصارات اللا شرعية وغير القانونية لتفريغ المجتمعات طبقيا فكريا و إيديولوجيا وقانونييا ولدت فوضى عارمة قابلة بالاشتعال والانتشار بكل وقت وبكل مكان ولمواجهة مسببي المأساة الأمر الذي يستوجب على المتحكمين بعالمية القرار إعادة لغة العقل القائمة على الموازنة بين المال والإنسانية و العدالة الإجتماعية كانت وستبقى صمام الأمان و لكل معاناة حد و إن حرف الصراع سيولد عنه مزيد من الإنفجارات غير معروفة الإنعكاسات والنتائج
 
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار