تسييس الأهلة وتفريق الملة

"عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ؟!"

تحليلات 18:00 06.06.2019

"عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ؟!"، تلك الكلمات التي انطلقت كالرصاص من فم أبي الطيب المتنبي هي الأكثر تعبيرا عن حال العرب والمسلمين مع عيد الفطر هذا العام، حيث بدت الأمة أكثر انقساما، وأكثر عرضة للالتهام من القوى الكبرى فيما يسمى صفقة القرن وتوابعها.

فاليوم هو عيد الفطر في مصر والأردن وليبيا وأندونيسيا وإيران، وقد كان العيد بالأمس (الثلاثاء) في السعودية ودول الخليج وتركيا والعديد من الدول الإسلامية الأخرى، رغم قسوة هذا الأمر إلا أنه ليس جديدا فقد حدث من قبل مرات كثيرة، لكن الجديد هذا العام هو الانقسام داخل الوطن الواحد، خذ عندك مثلا السودان الذي اعتمدت قوى الحرية والتغيير يوم أمس عيداـ أقامت فيه صلوات في بعض أماكن نفوذها، بينما حدد المجلس العسكري اليوم الأربعاء عيدا، وهو ما تكرر في سوريا حيث احتفلت المناطق الخاضعة للثوار بالعيد يوم أمس بينما حدد نظام الأسد اليوم عيدا في مناطق نفوذه، وفي بريطانيا كان العيد في لندن يوم أمس بينما هو اليوم في اسكتلندا،وجلاسكو، وفي العراق كان العيد أمس الثلاثاء في المناطق السنية بينما هو اليوم في المناطق الشيعية، وفي فلسطين احتفلت مناطق الـ48 أمس بينما العيد اليوم في الضفة وغزة والقدس،  تبدو الصورة أكثر فجاجة في اليمن، إذ لم يقتصر الخلاف على كتلتين رئيستين أنهت إحداها الصوم يوم أمس والثانية اليوم، بل تجاوز الأمر ذلك إلى تعدد العيد داخل المحافظة أو المدنية أو البلدة الواحدة، فبينما كان العيد أمس في كل من عدن ومأرب والجوف وحضرموت والمهرة وشبوة، فإنه سيكون اليوم في صنعاء وذمار وإب، وحجة والمحويت وعمران وصعدة ( وهي مناطق النفوذ الحوثي)، بينما نجد الإنقسام داخل المدينة الواحدة مثل الحديدة، ورداع، وتعز.

الصورة المؤلمة:

‏تلك هي الصورة المؤلمة لواقعنا الإسلامي في رمضان وعيد الفطر، وهي تتويج للسنوات العجاف بعد انقضاض الثورات المضادة على أحلام شعوب المنطقة في العيش والحرية والعدالة والسلام، وبعد تصاعد روح الفرقة والاختلاف بدلا من الوحدة والاعتصام، وهو ما أنتج في النهاية ذلك الخلاف الكبير حول رؤية هلال شوال، ووضع الناس في حالة ارتباك يرثى لها في أكثر من مكان كما هو الحال في مصر التي استعد أهلها للعيد يوم أمس الثلاثاء، وتعطلت المصالح الخاصة والعامة، وتحرك أبناء الأقاليم إلى بلدانهم الأصلية لقضاء العيد مع أسرهم ثم يفاجأ الجميع بتحديد العيد اليوم الأربعاء رغم أن الرؤية الشرعية أثبتت أن العيد الثلاثاء  كما هو الحال في السعودية ودول أخرى (الغريب أن قائمة هذه الدول تضم حلفاء نظام السيسي وخصومه)، أو عبر الحسابات الفلكية كما هو الحال في تركيا ودول أخرى، وعلى العكس من ذلك بات الليبيون ليلة الإثنين استعدادا لصيام يوم جديد الثلاثاء ثم تغير الموقف بعد منتصف الليل ليكون العيد الثلاثاء وليس الأربعاء.

ليس هناك مبرر شرعي مقبول خلف هذا الـ"العك" والتفرق، فسواء كان الإعتماد على الرؤية البصرية المباشرة، أو الحسابات الفلكية فإنه من الممكن توحيد الأمر بين الجميع، خاصة أن كل الدول العربية بل كل الدول الإسلامية تشترك مع بعضها في جزء من الليل، بل يمكن تجاوز كل هذه الخلافات إذا توفرت الإرادة الحقيقية لذلك عبر تأسيس مرصد موحد تابع لمنظمة التعاون الإسلامي ويشارك في إدارته ممثلون لكل الدول الإسلامية بالتناوب، ويكون قراره ملزما للجميع بعيدا عن ألاعيب السياسة التي أفسدت على الناس عيدهم، وقد تكون أفسدت صومهم أيضا.

إطلاق قمر إسلامي:

هذا المرصد هو مطلب قديم، وأتذكر أنني ناقشت فكرة إطلاق قمر اصطناعي إسلامي مع الراحل الدكتور سيد طنطاوي حين كان مفتيا لمصر(قبل أن يكون شيخا للأزهر)، وكان الرجل مهتما بالفكرة، وأظنه سعى لدى بقية أجهزة الدولة في ذلك الوقت لتوفير مبلغ 5 ملايين جنيه ( بمقاييس تلك الفترة أواخر الثمانينيات)، لكن المشروع ظل حبيس الأدراج ناهيك أنه لم يكن ليلبي الغرض بشكل كامل لاقتصاره على مصر ( المعروف أن طنطاوي كان يعتمد الحسابات الفلكية على خلاف المفتي الحالي)، كما أن مجمع الفقه الإسلامي دعا مرارا إلى تأسيس هيئة شرعية في مكة المكرمة تضم عدداً مناسباً من الفلكيين تنسق مع جهات اتخاذ قرار إثبات الشهر في العالم الإسلامي ومع منظمة التعاون الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي في كل ما يتعلق بهذا الموضوع الحيوي.

وللتذكير فإن مجمع الفقه الإسلامي قرر في دورته الثانية في جدة عام 1985 والثالثة في عمان عام 1986، أنه "إذا ثبتت الرؤية في بلد وجب على المسلمين الالتزام بها ولا عبرة لاختلاف المطالع لعموم الخطاب بالأمر والصوم بالإفطار".

حالة التردي العامة والخلافات السياسية داخل بلداننا وفيما بينها وبعضها هي السبب الرئيسي لهذه المأساة التي ظهرت جلية هذا العام، وحين تتوفر الإرادة السياسية لحل هذه المشكلة فسوف تحل فورا، وستصبح الأعياد مظهرا لوحدة المسلمين وليست مظهرا لفرقتهم، ولن تتوفر هذه الإرادة إلا بعد تحرر الشعوب العربية والإسلامية من الديكتاتوريات الحاكمة لتحل محلها حكومات معبرة بحق عن تطلعات وإرادة هذه الشعوب.

عن الكاتب

قطب العربي

كاتب وصحفي مصري

 
 
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
جميع الأخبار