ما أن لبثت ان تهدأ الأمور بين إيران والولايات المتحدة وكما توقعنا فشل كل التصعيد الذي مورس من الكيان الصهيوني ونظامي ال سعود وال زايد - للزج بأمريكا للدخول في حرب غير معلوم نتائجها مع ايران ستتكلف على الأقل 4 تريلليون دولار - ستكون خرابا على الإقتصاد العالمي الذي تكبد 14 تريلليون منذ 2001 حتى تاريخه فيما يسمى حربا على الإرهاب منشأه أمريكا وبريطانيا واسرائيل والنظام السعودي وأخر الأدلة كانت تسريبات هيلاي كلينتون، والعتيبة سفير الإمارات.
وبعد ان أقرت أمريكا بامكانية عقد قمة مع ايران دون اي شروط مسبقة - وبعد ان توجهت انظار الإعلام العالمي، الى ما يسمى مؤتمر البحرين لتمويل صفقة القرن المرفوضة الذي سينعقد أواخر هذا الشهر، والتي رفضت الفصائل الفلسطينية أصلا المشاركة فيها لأنها نوع من العار والفضيحة، وبيع وتنازل على الأرض، للاسف.
لأن هذه الصفقة تأتي على رقاب اخواننا من فلسطين، وخصوصا مع وجود رئيس أمريكي عديم الخبرة، ومنحاز بشكل تام للكيان الصهيوني، في حدث لن يتكرر في التاريخ، بل ومسيطر عليه من صهره كوشنر، وكذلك من نتنياهو الصهيونيين.
وفي زيارة شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، إلى إيران، ولقاءه بالمرشد الأعلى للوساطة والتي رحب بها من الجانب الإيراني، لإعادة الحوار، مع تمسك ايران بضرورة عودة أمريكا للاتفاق النووي مرة أخرى، قبل الحديث عن أية مفاوضات جديدة، لأنها هي من أخلت بالإتفاقية، وكذلك بعشر اتفاقيات دولية أخرى.
جدير بالذكر، أن العلاقات الإيرانية اليابانية، لمن لا يعلم، شديدة الصلة، كون اليابان أحد مستوردي النفط الإيراني، وكون الإيرانيين إلى وقت قريب، كانوا يدخلون إلى اليابان دون تأشيرات دخول، حتى مورست ضغوطا على اليابان لإصدار تاشيرات إلى المواطنين الإيرانيين لدخول اليابان.
وبعد قرب إنتهاء التوتر، والتوصل لإتفاق بين امريكا وايران، ينهي حالة الإنقسام، ينتفض الصقور المتطرفين في أمريكا مع لوبي السلاح، مع وجود متطرفين في الكيان الصهيوني على رأسهم نتنياهو، والذي اذا فشل في إقامة علاقة حميمة مع زوجته، يتهم ايران بذلك، لإفشال هذا الإتفاق - وحتى يستمر حلب نظامى آل سعود وزايد لأقصى درجة، وحتى يظل هناك إحتمال، ولو ضعيف، بشن أي ضربات على ايران، أو استمرار العقوبات لتأجيج الفوضى داخل ايران.
إيران الدولة الديموقراطية التى لديها انتخابات لكل المؤسسات السياسية لديها بداية من المحليات والبرلمان والرئاسة، وصولا لإختيار المرشد بعد انتخاب مجلس الخبراء - في شكل يتناقض مع نظامي سعود وزايد، التي قال عنها "ا/ هيكل" أنها انظمة شيوخ قبائل، ولا يمكن أن تصنف بانها انظمة سياسية.
يتم القيام ولثاني مرة، وفي غضون شهر، بضرب حاملات نفط منهم واحدة يابانية أثناء زيارة رئيس الوزراء الياباني لإيران والأخرى نرويجية في بحر عمان، حتى تستمر حالة التوتر، وايضا تؤدي هذه الأمور لزيادة سعر النفط بشكل غير متوقع بما يخل بميزانيات دول تزعجها هذه الزيادات، خصوصا الدول المستهلكة للنفط.
نود الإشارة ان بحر عمان قريب جدا من الإمارات والتي لديها منذ 2016 مكتب تمثيل للكيان الصهيوني غير معلن عنه في أبو ظبي، وتواطأ نظامها سابقا في 2010 في عملية اغتيال عضو منظمة التحرير المبحوح في دبي مع رجال الموساد، وكلا منهما سواء اسرائيل او الإمارات تستفيدا من هذا الحادث.
الإمارات، وكما فضحت تسريبات العتيبة، تريد ان تصبح الدولة رقم واحد في المنطقة، وفقا للوعود الإسرائيلية، وهى من اجبرت السعودية على البقاء في المستنقع اليمني، واستنذاف ميزانيتي البلدين بمبلغ، على اقل التقديرات تخطى تريلليون دولار، دون حدوث اى تقدم ملموس، ووسط إحراج عالمي بتقارير أممية، تؤكد تورط نظام سعود وزايد في عمليات وحشية داخل اليمن.
هناك للاسف بعض مما ربطوا بين حادث مطار ابها السعودي، الذي قصفه الحوثي، وبين ايران ولا يعرفون ان ايران التي تصدر حوالي 80 الف أو اكثر من الحجاج سنويا، وكذلك ملايين من المعتمرين تقدر قيمتهم بما يزيد عن 5 مليار دولار الي السعودية.
وقد انتهت أزمة الحجاج بعقد صلح في الرياض استمرت مفاوضاته اسبوعين في 2016 لإسترجاع الحجاج الإيرانيين الي الأراضي المقدسة بعد اعلان المقاطعة له في 2015، وذلك بعد حادث مقتل اكثر من 400 حاج ايراني في مكة بسبب الإهمال الجسيم، وإغتصاب طفلين ايرانيين من ضباط أمن سعوديين بمطار جدة، في واقعة شهيرة جدا - مع أخذ تعهدات وإمتيازات للحجاج الإيرانيين أكثر من اى فئة اخرى - هذا فقط للتذكير.
وما أطرحه هنا، لماذا يرفض النظام السعودي والاماراتي الجلوس وحل المشاكل مع ايران بشكل مباشر ودون وساطة - هل هذا لضغوط أمريكية وبريطانية واسرائيلية؟ إن كان، إذا هي أنظمة لا تتمتع بالسيادة، وبدليل هذه القواعد الأجنبية الموجودة في الخليج، والتي ينفق عليها المليارات من جيب المواطن الخليجي.
وما أعيد تكراره كل ما يحدث يرتبط ايضا بما يسمى مؤتمر البحرين لتمويل صفقة القرن حتى لا يتصدر منصات الإعلام شرقا وغربا - لأنه من العار الموافقة على المشاركة في مثل هذه المؤتمرات وخصوصا اذا كانت مدعومة عربيا.
احمد مصطفى
مدير المركز الآسيوي للبحوث والترجمة وعضو مجلس تطوير البحوث في العلوم الاجتماعية في أفريقيا في ومجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي