تطور علاقات السعودية مع الصين وروسيا..استراتيجية أم تكتيك؟

شهدت العلاقات بين المملكة وكل من الصين وروسيا تطورا متسارعا

تحليلات 18:00 23.06.2019

ـ رغم تطور العلاقات بين الرياض وواشنطن منذ تولي دونالد ترامب إدارة البيت الأبيض، إلا أن السعودية تقدمت خطوات غير مسبوقة نحو الصين وروسيا
ـ العاهل السعودي أجرى زيارتين "تاريخيتين" إلى بكين وموسكو في 2017، ووقّع اتفاقيات بمليارات الدولارات
ـ المملكة لم تبد رغبة حقيقية باعتماد استراتيجية تنويع الخيارات والشراكات الإقليمية والدولية، وفضلت الاكتفاء بـ"الحليف الأمريكي" رغم ما تبديه واشنطن من "ثقة غير كاملة"
ـ الولايات المتحدة تحتفظ بأوراق "جاستا" و"الاتفاق مع إيران" و"مقتل خاشقجي"، وغيرها، ضد السعودية، في وقت تقل فيه أهمية نفط المملكة بالنسبة إلى واشنطن

منذ تولي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، ونجله محمد، مقاليد الحكم في البلاد مطلع عام 2015، شهدت العلاقات بين المملكة وكل من الصين وروسيا تطورا متسارعا، وصولا إلى كشف تقارير أمريكية مؤخرا، عن تعاون عسكري غير مسبوق بين الرياض وبكين.

فقد كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن حصول البيت الأبيض على معلومات استخبارية، مفادها أن الرياض بدأت تسريع خطوات إنشاء برنامج للصواريخ البالستية بدعم من بكين، "بما يصطدم مع مساعي واشنطن خلال العقود الماضية للحد من الانتشار الصاروخي في المنطقة".

وأوضحت الشبكة في تقرير نشرته بتاريخ 5 يونيو/ حزيران الجاري، أن المملكة وسّعت البنى التحتية وطورت القدرات التكنولوجية المتعلقة بالصواريخ البالستية، من خلال صفقات كبيرة مع الصين، وأن المصادر الاستخبارية ربطت ذلك بمسار محاولة الرياض الحصول على قنبلة نووية.

ويعد تقديم بكين الدعم في البنى التحتية والقدرات التكنولوجية تطورا كبيرا في العلاقات الثنائية، إذ أن السعودية تعد زبونا للصواريخ البالستية الصينية، لا سيما منذ 2007، إلا أن الخطوة الحديثة تعكس توجها نحو نوع من "الشراكة"، بمدى يتجاوز بكثير عقود البيع والشراء.

يشار أن الولايات المتحدة سبق أن فرضت عقوبات على مساعي الصين، تصدير قدرات إنتاج تلك الصواريخ إلى باكستان خلال التسعينيات، إذ أن انتشارها يشكل حساسية ويحتل قدرا كبيرا من الاهتمام في السياسة الخارجية الأمريكية، وهو ما يعني أن الرياض تتجاوز بخطوتها هذه إحدى "خطوط واشنطن الحمراء".

في الواقع، لم يكن ذلك الأخطر بالنسبة إلى الولايات المتحدة في سياق التقارب السعودي الصيني، إذ أن البلدين بدأا خلال السنوات الأخيرة الحديث بشكل جاد عن استخدام "اليوان" و"الريال" بدل "الدولار" في التعاملات التجارية بينهما (47.4 مليار دولار في 2017)، وهو ما يهدد مكانة العملة الأمريكية على الساحة الدولية.

فضلا عن ذلك، كان الملك سلمان أول عاهل سعودي يجري زيارة رسمية إلى الصين، وذلك في مارس/ آذار 2017، حيث وقّع الجانبان اتفاقيات بأكثر من 65 مليار دولار، بينها إنشاء مصنع صيني للطائرات العسكرية من دون طيار في المملكة، وهو ما جاء بعد رفض واشنطن تقديم هذه التكنولوجيا للرياض، بحسب ما أشارت "واشنطن بوست" مطلع العام الجاري.

وبعد بكين، أجرى الملك سلمان زيارة "تاريخية" أخرى، هذه المرة إلى موسكو، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، رغم المواجهة غير المباشرة بين البلدين في سوريا، والصراع على أسواق النفط، فضلا عن العداء إبان الحرب الباردة، لا سيما في مرحلة حرب أفغانستان (1979ـ 1989)، التي دعمت فيها المملكة "المجاهدين" ضد الاتحاد السوفييتي.

وفي موسكو، وقّع البلدان عدة اتفاقيات، كان للتسليح نصيب الأسد منها، بأكثر من 3 مليارات دولار، وبدا فيها بوضوح تركيز السعودية على توطين التكنولوجيا الدفاعية الروسية، والحصول على منظومة "إس 400" الدفاعية، وهي ذاتها التي ترفض واشنطن "بعنف" حصول تركيا عليها.

كما بدأ البلدان أيضا التنسيق عن قرب لضبط أسعار النفط في الأسواق العالمية عند مستويات مرتفعة، وهو لا يزال مستمرا رغم مطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض الأسعار، ومهاجمته المستمرة لدور منظمة "أوبك"، التي تحظى الرياض بنفوذ كبير فيها.

توالت بعد ذلك مؤشرات التقارب بين المملكة وروسيا، وليس آخرها موقف الرئيس فلاديمير بوتين الداعم لمحمد بن سلمان، في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية الرياض في إسطنبول مطلع أكتوبر 2018.

- ميزان العلاقات مع واشنطن

تثير تلك التطورات العديد من التساؤلات حول الخلفيات والمآلات، لا سيما في ضوء "الشراكة الاستراتيجية" التي تجمع السعودية والولايات المتحدة، ومساعي المملكة الحثيثة في السنوات الأخير لتوطيدها.

ورغم أن الولايات المتحدة ليست أكبر مستوردي النفط السعودي، مصدر الثروة الأساسي للبلاد، إلا أنها تعد الضامن لوصوله الأسواق العالمية، فضلا عن موقع واشنطن الأساسي في معادلة الأمن القومي للمملكة، الذي ظهر في العديد من الأحداث الساخنة خلال العقود الماضية.

بل إن تلك الشراكة اتخذت شكل التحالف الاستراتيجي إبان الحرب الباردة، حيث عملت الرياض بشكل مباشر مع واشنطن ضد نفوذ موسكو في المنطقة، ويعود الحديث اليوم إلى إعادة إنتاج ذلك التحالف في سياق مواجهة نفوذ إيران.

أكثر من ذلك، فقد أشارت عدة تقارير، تحديدا بعد تسمية محمد بن سلمان وليا للعهد منتصف 2017، أن تولي الأخير العرش خلفا لأبيه، يواجه اعتراضات واسعة في أروقة الأسرة الحاكمة، وأنه يسعى إلى ضمان الدعم الأمريكي في مواجهة منافسيه، بما في ذلك ـ ربما ـ تقديم تنازلات غير مسبوقة في ملفات عربية حساسة، لا سيما القضية الفلسطينية، كما أشار تقرير نشرته "فورين بوليسي" في مارس الماضي.

بموجب تلك الحسابات، فإن العلاقات بين الجانبين يفترض أن تكون حاليا في أوجها، فضلا عن عدم استعداد الرياض للتفريط بها بحال من الأحوال، وهو ما يضع جميع خطوات تقارب الأخيرة مع بكين وموسكو في خانة "التكتيك"، أكثر من كونها توجها استراتيجيا، على أهمية تلك "الخطوات".

- ثقة غير كاملة؟

رغم العلاقات القوية التي تجمع حكومات دول الخليج والولايات المتحدة، لا سيما مع إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، إلا أن واشنطن تلوّح بالعديد من أوراق ابتزاز المملكة.

فقد ظهرت عام 2009 أولى مؤشرات تهديد الولايات المتحدة بالربط بين السعودية والإرهاب، وصولا إلى تمرير قانون "جاستا" (العدالة ضد الإرهاب)، الذي يتيح لضحايا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 مقاضاة المملكة، والذي دعمه جميع أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس.

وعام 2015، توصلت واشنطن إلى اتفاق نووي مع طهران، أنهت بموجبه عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، في أوج مساعي الأخيرة لتوسيع نفوذها في المنطقة، بما يهدد مصالح الرياض.

وفي السياق ذاته، تمنح قضية اغتيال "خاشقجي"، الولايات المتحدة ورقة أخرى ضد السعودية، قد يأتي يوم تحركها فيه، فضلا عن التحقيق في "جرائم محتملة" في اليمن، ومجمل الوضع الحقوقي في المملكة.

وبالفعل، برر ترامب تجاهله تلك القضايا بالقول: إن واشنطن غير معنية بإفساد علاقاتها مع الرياض، في ظل التوترات المتجددة مع طهران، والخشية من خسارة استثمارات المملكة وصفقاتها لمصلحة الغريمتين: روسيا والصين.

بكلمات أخرى، فإن الرياض تلوح بالتوجه شرقا للحفاظ على اهتمام الغرب بالتحالف معها، إلا أنها عملية دقيقة قد تأتي بنتائج غير متوقعة جراء أي خطأ في الحسابات، لا سيما وأن الولايات المتحدة غير مهتمة كثيرا بالنفط السعودي، بعكس ما كان عليه الحال في سبعينيات القرن الماضي، وقد يأتي يوم تعيد فيه واشنطن وطهران التوصل إلى "اتفاق نووي" جديد.

وكما هو الحال مع "تبرير" ترامب، فإن التلويح السعودي موجّه للكونغرس الأمريكي والحزب الديمقراطي بالدرجة الأولى، أكثر من كونه موجها لإدارة البيت الأبيض الحالية.

ومع استمرار المملكة في رفض اتخاذ أي خطوة لاحتواء إيران، فضلا عن أي طرف يخالف أيا من توجهاتها أو سياساتها في المنطقة، فإنها تواصل التعويل على دور الولايات المتحدة، وهو ما ينعكس في المقابل بتعميق تحكم الأخيرة بمصير دول المنطقة، بمن فيها السعودية نفسها.

ورغم تلك "الثقة غير الكاملة"، لا تزال السياسات السعودية مرتبطة "مصيريا" بالتوجهات الأمريكية، فيما تتطلب حماية مصالح البلاد على المدى البعيد تنويع الخيارات والشراكات بشكل حقيقي، يتجاوز "التكتيك" إلى "الاستراتيجية"، ومن المنطقي أن يكون أبرز ملامحها البدء بدول الاقليم، فضلا عن جميع القوى الفاعلة على الساحة الدولية.

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
جميع الأخبار