عمليات "داعش" بتونس.. مؤشر ضعف ومحاولة إرباك سياسي

الخميس الماضي، شهدت تونس 3 هجمات إرهابية، بينها تفجيران انتحاريان استهدفا، بشكل متسلسل، قلب العاصمة، وأسفرت عن مقتل رجل أمن، وإصابة أشخاص آخرين، في عملية تأتي بعد أقل من عام على تفجير نفذته امرأة غير بعيد عن أحد مواقع التفجيرين الأخيرين

تحليلات 11:00 07.07.2019

خبراء تونسيون في قراءات منفصلة للأناضول عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلاد الخميس:

- العمليات تستبطن استهدافا ممنهجا للمسار السياسي بالبلاد وتقف وراءها أياد خفية.
- أطراف غير راضية عن تعديل القانون الانتخابي وتموّل شخصيات تريدها أن تكون فاعلة بعد الانتخابات.
- محصلة الهجمات أثبتت فشل "داعش" والتنظيم يمر بمرحلة صعبة. 
- شروط تأجيل الانتخابات غير متوفرة إطلاقا.
- بعض الأحزاب قد تكون غير جاهزة لخوض الاقتراع وتعتبر أنه من مصلحتها تعطيل الأجندة.
- دول معادية للمسار الانتقالي تتمنى إدخال تونس في منطقة ضعف وإرباك.

أجمع خبراء تونسيون على أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلاد، الأسبوع الماضي، مؤشر على ضعف منفذها أي تنظيم "داعش" الإرهابي، ومحاولة لإرباك المسار المحلي.

ضربات متوقعة، وفق محللين، تهز تونس قبل أشهر قليلة من انتخاباتها البرلمانية والرئاسية، بيد أنها تفشل في تحقيق مآربها بإحداث "استعراض للقوة"، و"إعلان الوجود" من قبل التنظيم.

والخميس الماضي، شهدت تونس 3 هجمات إرهابية، بينها تفجيران انتحاريان استهدفا، بشكل متسلسل، قلب العاصمة، وأسفرت عن مقتل رجل أمن، وإصابة أشخاص آخرين، في عملية تأتي بعد أقل من عام على تفجير نفذته امرأة غير بعيد عن أحد مواقع التفجيرين الأخيرين.

** استهداف ممنهج وأياد خفيّة

يسري الدالي، الأستاذ الجامعي والخبير الأمني التونسي اعتبر أن "الأحداث الإرهابيّة التي شهدتها تونس متوقعة، خاصة ونحن قبيل أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسيّة، وكل التحاليل كانت تتحدّث عن ذلك."

وقال الدالي، في حديث للأناضول: "كثيرا ما تزامنت العمليات الإرهابية، منذ 2011 (بعد الثورة) مع محطات هامة في تاريخ تونس على غرار الانتخابات."

واعتبر أنّ "الجانب الظاهر من العمليات الإرهابية هو محاربة 'الطاغوت' بمفهوم التنظيم، ولكن هناك أياد خفية تقف وراء ذلك".

ولفت الدّالي إلى أنّ "تبني العملية من قبل داعش يعدّ فضيحة للتنظيم، لأن الكل يعرف أنّ الأخيرة هو صنيعة محور الشّر؛ فرنسا والإمارات والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية".

وتابع: "هناك اليوم قانون انتخابي (معدّل) وأطراف (لم يحددها) لم ترض عنه، وتموّل شخصيات تريدها أن تكون فاعلة في المشهد السياسي ما بعد 2019 (الانتخابات)".

وفي 18 يونيو/ حزيران الماضي، صادق البرلمان التونسي، بأغلبية كبيرة، على مشروع قانون يقضي بتعديل القانون الأساسي للانتخابات.

ورأى الدالي أنّ "هؤلاء أرادوا من خلال عمليات إرهابية من هذا النوع، بث البلبلة، خصوصا في ظل الإعلان عن تردّي الوضع الصحي للرئيس"، مؤكدا أن تزامن هذه الأحداث "يجعلنا على يقين بأن كل شيء كان مدبرا".

** "داعش" بأضعف حالاته

من جهته، أكّد المحلل السياسي صلاح الدّين الجورشي، أنّ "تزامن العمليات الإرهابية دليل على وحدة المصدر"، معتبرا أنها "محاولة لإرباك الوضع السياسي وإخافة التونسيين، إلا أن فشل داعش كان ذريعا."

وفي حديث للأناضول، أشار الجورشي أنّ "المحصلة النهائية لهذه العمليات بينت تشابها على مستوى إحداث الصدمة المتوقعة من التنظيم ونتائج الخسائر، وكذلك على مستوى تصدي المواطنين بشكل جماعي لهذه المحاولة، وهو ما أكد عزلة داعش في تونس، وعدم تمكنه من كسب الحد الأدنى من تعاطف التونسيين."

وتابع بالقول إنّ "التنظيم تعرض لهزائم كبرى خلال الفترة الأخيرة عربيا ودوليا، وفقد الكثير من عناصره وهو ما حصل بشكل واضح في تونس".

واستدرك: "لكن مع ذلك، يجب عدم التقليل من خطر التنظيم، لأن محاولته اختراق بعض المواقع من شأنه أن يحاول إرباك التونسيين، وأظن أنّ الأهم بالنسبة لتونس هو عدم تأثر الأطراف الدولية بهذه العمليات".

وأردف أن "الأوروبيين عادة ما يكونون، في سياق خوفهم على مواطنيهم، أكثر حساسية تجاه الاعتداء على السياح، ولكن ذلك لم يحصل منذ فترة في تونس وهو ما جعل الموسم السياحي واعدا."

** لا أثر على التونسيين

وفي السياق ذاته، يرى طارق الكحلاوي، الرئيس السابق لـ"المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية" (رئاسي)، أنّ "الإرهاب يهدف لخلق حالة فزع وصدمة في صفوف التّونسيين، إلا أن ما يحدث اليوَم لم يعد له أثر نفسي في قلوبهم".

واعتبر الكحلاوي، في حديث للأناضول، أنّ "منهجية داعش تختلف نوعا ما عن 'القاعدة'، فهي تتمثل في ضربات استعراضية سواء في الجبال أو المدن، في حين أن التنظيم الثاني يتميز بطول النفس، ويتماشى أكثر مع الحاضنة الشعبية".

وأضاف: "رغم هذه الرّغبة الاستعراضيّة، فإن وضع داعش تدهور على المستوى اللوجيستي، خاصة على مستوى القدرات والجاهزية، ما يعكس مروره بوضع صعب، سواء في استقطاب العناصر التي تقوم بالعمليات الإرهابّية أو تدريبهم."

** لا تأجيل للانتخابات

وبخصوص السيناريوهات المتوقعة بعد العمليات الإرهابية الأخيرة، قال الجورشي إنّ "هناك جدلا في تونس يتعلق بمحاولة التشكيك في مسألة تنظيم الانتخابات في موعدها".

وأوضح: "لكن هذا الأمر لن يحصل، فهي مواعيد دستورية ومحاولة تغييرها هو انقلاب عل الدستور، كما أنّ شروط التأجيل غير متوفرة إطلاقا". 

ولفت إلى أن "هذا جدل له سببان؛ أولا أن بعض الأحزاب السياسيّة قد تكون غير جاهزة لخوض الاقتراع، وتعتبر أنه من مصلحتها تعطيل الأجندة، علاوة على وجود دول (فضل عدم ذكرها) معادية للمسار الانتقالي، تتمنى إدخال تونس في منطقة ضعف وإرباك".

بالنسبة للخبير، فإن "هذه الجماعات (بينها داعش) لا تعد صنيعة لدولة أو أخرى، ذلك أن هناك أسباب محلية تاريخية كانت تقف وراء نشأتها، لكنها في الأثناء تتحول إلى لعبة إقليمية لدى بعض البلدان".

و"لو توفرت في تونس إمكانية لتجاوز الصعوبات الاقتصاديّة"، يتابع، "لأمكن مواصلة الانتقال السياسي رغم التهديدات الإرهابية والوضع الصحي للرئيس".

والأسبوع الماضي، أعلنت الرئاسة التونسية تعرض الرئيس الباجي قايد السبسي لوعكة صحية حرجة، قبل أن تعلن تحسنه. 

وبحسب الجورشي، فإن "مكونات الاستمرار متوفرة في تونس، ولا أتوقع أن يقع تراجع كبير، وسيتعود التونسيون كغيرهم على الاستمرار في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي لا تزال باقية بحكم أوضاع المنطقة.

أما الكحلاوي، فعاد ليؤكد أن "هدف داعش تاريخيا يتمثل في ضرب الديمقراطية الكافرة كما يسميها، لأنها في نظره تجربة يجب إسقاطها، وكل ما اقتربت الانتخابات إلا وكثرت أنشطته".

ولفت إلى "تقاطع الأجندة السياسية للإرهاب، موضوعيا، مع أطراف معنية بضرب التجربة الديمقراطية بتونس على غرار الإمارات والسعودية، ممن تعتبر أنّ في نجاح الديمقراطية بالبلاد تهديد لهم، وهم أنفسهم يتصارعون مع 'داعش' و'القاعدة' في أماكن أخرى".

وحذر من أنه في حال "تكررت العمليات وحققت خسائر كبيرة، فقد يعتمدها سياسيون للدفع نحو تأجيل الانتخابات، لكن ذلك يحقق في المقابل هدف الإرهاب، فيما يمثل إجراء الاقتراع إرباكا لهم."

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

رسالة للناتو أم بداية معركة جديدة.. ماذا يعني إعلان روسيا الحرب بأوكرانيا بدلاً من العملية الخاصة؟
17:15 29.03.2024
مهمة الإتحاد الاوروبي في جنوب القوقاز من وجهة نظر أرمينية
16:42 29.03.2024
كيف ستؤثر زيارة وفد الإتحاد الأوروبي علي عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
15:58 29.03.2024
ميرزايف: زيارة وفد الإتحاد الأوروبي للمنطقة يهدف إلي الهيمنة عليها
15:00 29.03.2024
الولايات المتحدة الأمريكية تنشئ تحالفًا جديدًا... - تحليلات
14:00 29.03.2024
لماذا تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتسليح أرمينيا؟
13:00 29.03.2024
هولوكوست بدون يهود
12:00 29.03.2024
من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟
11:45 29.03.2024
أناتولي أنتونوف : العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتحسن
11:40 29.03.2024
مصر تسجل أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال نصف قرن
11:30 29.03.2024
ما لم يقال عن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى جنوب القوقاز
11:25 29.03.2024
حكمت حاجييف: أذربيجان هي حلقة الوصل بين آسيا الوسطى وأوروبا
11:20 29.03.2024
محكمة العدل الدولية تمهل إسرائيل شهرا لإرسال تقريرها حول مجازر غزة
11:15 29.03.2024
روسيا تمنع التجديد لمراقبي العقوبات على كوريا الشمالية
11:00 29.03.2024
أرمينيا توقف بث برنامج سولوفيوف
10:57 29.03.2024
انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
10:45 29.03.2024
أرمينيا : سيتم إعادة هذه القري إلي أذربيجان
10:44 29.03.2024
العدل الدولية تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة
10:30 29.03.2024
السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
جميع الأخبار