بعد مظاهرات 20 سبتمبر..حديث بمصر عن إصلاح سياسي "من الداخل"

تحليلات 16:00 29.09.2019

كاتب وبرلماني مقربان من النظام وحزبان معارضان يدعون إلى إصلاحات سياسية تستبعد جماعة الإخوان.. ومقاول مناهض للنظام يدعو إلى احتجاجات الجمعة
أكاديمي: الحديث عن الإصلاح جاء مع الحاجة لامتصاص رد فعل الشارع ويشمل التعامل مع قضايا الفساد وإمكانية إجراء تغيير وزاري وحوار مع قسم من المعارضة 
مواقع محلية: الأوضاع في مصر مستقرة والاحتجاجات "مفبركة" إعلاميا

تشهد مصر توجهًا رسميًا مرتقبًا لإجراء إصلاح سياسي، دفعه إلى الواجهة إصلاحات طبيعية جارية، وفق شخصية مقربة من النظام، وأخرى اضطرارية لامتصاص أسباب وتداعيات احتجاجات 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، التي تؤكدها المعارضة، وتنفيها السلطات، بحسب مراقبين.

في ذلك اليوم والتالي له، شهدت مصر، وفق قنوات معارضة ومنصات التواصل الاجتماعي، احتجاجات شعبية نادرة في ميدان التحرير وسط القاهرة وميادين أخرى، بعد دعوات من مقاول مصري بالخارج، يدعى محمد علي (40 عامًا)، تحدث عن وجود فساد مالي يمس رموزًا بالدولة، وهو ما نفاه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقالت مواقع إعلامية محلية والسلطات الرسمية إن تلك الاحتجاجات "مفبركة" إعلاميا وغير صحيحة، وإن الأوضاع في مصر مستقرة."ووسط دعوات جديدة للتظاهر، الجمعة، وإجراءات أمنية واسعة ومشددة، تحدث كاتب وبرلماني مقربان من النظام عن أهمية إجراء إصلاح سياسي، من دون أن تكون جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبرها السلطات "إرهابية"، طرفًا فيها.

وانضم لتأكيد أهمية هذا الإصلاح المأمول حزبان معارضان سبقا أن أيدا السيسي، إبان الإطاحة بالرئيس الراحل، محمد مرسي (2012: 2013) المنتمي للإخوان، صيف 2013.

تلك الأحاديث المتواترة عن إصلاح مأمول، في توقيت يتصاعد فيه حديث عن احتجاج مقبل، يراها سعيد صادق، أكاديمي متخصص بعلم الاجتماعي السياسي، في حديث للأناضول، محاولة لامتصاص أخطاء التعامل مع ما أثير مؤخرًا وأدى إلى الخروج في احتجاجات.

وهو يقصد حديث محمد علي، مقاول مناهض للنظام، منذ 11 سبتمبر/ أيلول الجاري ، عن وقائع فساد نفى السيسي صحتها، وتحدث خلال مؤتمر للشباب، مؤخرًا، عن وجود مؤامرة لتغيير الحكم.

** إصلاح من الداخل

مؤخرا، قال ياسر رزق، كاتب مقرب من السيسي في مقال له بصيحفة "أخبار اليوم" (مملوكة للدولة) التي يرأس مجلس إدارتها: "الآن أعود لأكتب عن الإصلاح السياسي المنشود، متفائلا، ومستبشرا، وعندي خليط من تطلعات، وأمنيات، وإشارات، ومعلومات".

وأضاف: "أكاد أرى في الأفق شيًا ما كبيرًا، لعله مبادرة تكتمل، أو برنامج يتبلور، أو رؤية تختمر، يقدمها القائد لشعبه تدفع بالإصلاح السياسي خطوات واسعة للأمام"، في ظل إصلاحات طبيعية جارية.

واعتبر أنه "لابد من تعبيد الطريق أمام الأحزاب التي يبلغ عددها 104 أحزاب، ليتكتل المتشابه منها في الرؤى والاتجاهات ولعلهم يندمجون".

وتابع: "أحسب من الضروري تحفيز عملية الائتلاف والاندماج تحت مظلة رعاية وطنية غير منحازة إلا للمصلحة العامة وأظنها مؤسسة رئاسة الجمهورية، بل الرئيس السيسي نفسه".

وملحمًا لقوى 30 يونيو (حزيران 2013)، التي دفعت بالسيسي رئيسًا عقب الإطاحة بمرسي، قال رزق: "بنفس الصراحة أقول إن الحرية، كل الحرية للشعب، للكتلة الوطنية المنضوية تحت لواء الثلاثين من يونيو".

وشدد على أنه إصلاح من دون الإخوان: "الإصلاح السياسي ليس - ولا ينبغي أن يكون- قنطرة عبور يتسلل منها سجناء جماعة الإخوان من المستتابين أو التقياويين إلى الحياة العامة".

واستطرد: "ولا يجب أن يظن أحد أن الحديث عن الإصلاح هو استعارة مكنية عن المصالحة مع أعداء الوطن، أعداء الشعب، أعداء الحرية، المنتمين للجماعة الإرهابية".

وقال مصطفى بكري، برلماني مقرب من النظام، عبر حسابه بـ"تويتر": "من المؤكد أن شعبنا العظيم يواجه مشكلات عديدة ويئن من الأوضاع والظروف الاقتصادية ومن المؤكد أن النخبة تسعى إلى تحقيق الإصلاح السياسي وحان الوقت لذلك".

واستدرك: "لكن فارقا كبيرا بين الوطنيين الذين يدعون للإصلاحات على أرضية وطنيه وبين الخونة الذين يريدون الفوضى وهدم الأوطان على رؤوس شعوبها".

** الخروج من "المأزق الوطني"

ضمن تداعيات 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، عاد قطاع من المعارضة في مصر إلى نشاطه السياسي، الذي لم يكن لافتًا في السنوات الأخيرة، وذلك بالدعوة إلى إجراء إصلاح سياسي سريع.

وطرح حزب التحالف الشعبي الاشتراكي (يساري)، الجمعة، برنامجًا سياسيًا قال إنه للخروج مما أسماه "المأزق الوطني" في مصر.

ويشمل البرنامج: "الإفراج عن سجناء الرأي المحبوسين والعفو الشامل عن الصادر بحقهم أحكام".

وعادة ما تنفي القاهرة وجود سجناء سياسيين لديها، وتقول إنهم متهمون أو مدانون في قضايا إرهاب.

وشدد الحزب، في بيان، على أهمية "تقدير دور القوات المسلحة وعدم الزج بها فى تجاذبات السياسة والاقتصاد".

ورفض السيسي، الذي كان وزيرًا للدفاع (2012: 2014)، مرارًا، المساس بدور الجيش، مشددًا على أنه مؤسسة وطنية قامت بأعمال ضخمة في بناء الوطن وحماية أمنه واستقراره.

ودعا حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إلى إنشاء مفوضية لمكافحة الفساد، وإلغاء التعديلات الدستورية الأخيرة.

وأقرت مصر، في أبريل/ نيسان الماضي، تعديلات دستورية، من بينها بنودها: مد فترة الرئاسة من أربع سنوات إلى ست سنوات، ورفع الحظر عن ترشح السيسي لفترات رئاسية جديدة، وإعادة صياغة وتعميق دور الجيش، وإنشاء غرفة برلمانية ثانية باسم "مجلس الشيوخ".

وشدد الحزب على ضرورة "احترام استقلال السلطة القضائية وحقوق الإنسان والحق في الاجتماع والإضراب والاعتصام والتظاهر فى إطار العمل السلمي".

كما دعا الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي (يساري)، في 21 سبتمبر/ أيلول الجاري، إلى إصلاح سياسي شامل.

وأضاف الحزب، في بيان: "نطالب بأن يبدأ تدشين المسار السياسي والتحول الديموقراطي بالإفراج عن المسجونين السياسيين على ذمة قضايا الرأي".

ودعت هالة فودة، أمين الحقوق والحريات في الحزب، إلى "تدشين خارطة طريق تشارك فيها القوى الديمقراطية".

** القبول بتخفيف الاحتقان

ووفق سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماعي السياسي بمصر، فإن ثمة إقرار بوجود أخطاء في التعامل من جانب النظام.

وأضاف للأناضول أن توقيت الحديث عن الإصلاح السياسي، المشروط باستبعاد الإخوان، جاء مع الحاجة إلى امتصاص رد فعل الشارع، ويشمل مبدئيًا التعامل فورًا مع قضايا الفساد وإمكانية إحداث تغيير وزاري، في أول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مع انعقاد البرلمان لإقراره رسميًا، بجانب فتح حوار مع المعارضة الأليفة.

ورأى صادق أن "النظام ورموزه لن يقروا بتنازلات، ولكن ستكون محاولة لتخفيف الاحتقان لا غير".

وشدد أن ما يحدث ليس بغرض تجاوز احتمال انهيار النظام، فـ"النظام لا يزال معه قوى إقليمية ودعم داخلي، وتصب في صالحه مخاوف كثيرة من أن يكون البديل سيئًا".

وقال إنه "من الصعب أن يشمل التخفيف حوارًا مع الإخوان؛ فشرعية النظام وعلاقاته مع القوى الإقليمية قامت على إقصاء الجماعة.. لكن سيكون (الحوار) مع قوى 30 يونيو (حزيران 2013)".

وخلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر السيسي الإثنين، من محاولات تيار الإسلام السياسي، الذي ينتمي إليه الإخوان، الوصول للسلطة.

وترفض جماعة الإخوان، التي تعتبرها السلطات المصرية "إرهابية"، التعامل مع السيسي.

وتقول الجماعة إنها مستمرة في رفضه سلميًا، ولا تقبل بحوار معه، رغم وجود أعداد كبيرة من قياداتها وعناصرها، في مقدمتهم مرشد الجماعة محمد بديع، في السجون؛ بتهم تنفي الجماعة صحتها.

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار