مساعي اعتماد "الهندية" لغة وطنية تثير غضب المعارضة

الهند تضم أكثر من 19 ألفا و500 لغة، من بينها 22 معترفا بها رسميا في الدستور

تحليلات 17:00 29.09.2019

ـ الهند، التي تضم أكثر من 19 ألفا و500 لغة، من بينها 22 معترفا بها رسميا في الدستور
ـ إعلان "الهندية" التي يتحدث بها معظم سكان الشمال، لغة وطنية، أثار غضب الولايات الجنوبية والشمالية الشرقية
ـ لدى نيودلهي لغتان رسميتان معترف بهما على المستوى الوطني هما الهندية والإنجليزية، و22 لغة على مستوى الولايات، ولا تملك لغة وطنية
ـ "حزب المؤتمر" المعارض الرئيسي، قال إن المقترح "يسكب الزيت على النار لأن الهند بلد متنوع"
ـ رئيس "مجلس اتحاد مسلمي عموم الهند" حث الحكومة على "احترام تنوع وجمال العديد من اللغات المنتشرة في البلاد"

كان الضغط من أجل لغة وطنية مشتركة في الهند، التي تضم أكثر من 19 ألفا و500 لغة، بينها 22 معترفا بها رسميا في الدستور، قضية مثيرة للجدل منذ إعلان نيودلهي استقلالها عن بريطانيا قبل أكثر من 70 عاما.

وطفت هذه المسألة على السطح عندما اقترح وزير الداخلية أميت شاه، مؤخرا، إعلان اللغة الهندية التي يتحدثها معظم سكان الشمال، لغة وطنية، ما تسبب في إثارة الغضب بالولايات الجنوبية والشمالية الشرقية.

علاوة على ذلك، وعقب إلغاء الوضع الدستوري لجامو وكشمير (الشطر الخاضع للهند من الإقليم المتنازع عليه مع باكستان)، يقترح العديد من قيادات حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم إعلان "الهندية" لغة كتابة النصوص الرسمية بدلا من نظائرها الإقليمية، بما في ذلك الكشميرية التي يتحدثها عدد كبير من السكان في وادي كشمير ذي الأغلبية المسلمة.

ووجّه الوزير "شاه" نداءً "لتوحيد الهند من خلال اللغة الهندية باعتمادها لغة وطنية في البلاد".

وهذه اللغة هي الأكثر انتشارا في البلاد، فوفقا لتعداد عام 2011، هناك 528 مليون شخص (43.63 بالمئة من السكان) يتحدثون الهندية.

وفي حين أن لدى نيودلهي لغتين رسميتين معترفا بهما على المستوى الوطني، هما الهندية والإنجليزية، و22 أخرى على مستوى الولايات، إلا أن البلاد ليس لديها لغة وطنية.

وشرح "شاه"، منطقه وراء إعلان "الهندية" لغة وطنية، قائلا: "إن الهند بلد به العديد من اللغات المختلفة، ولكل واحدة أهميتها الخاصة، لكن من الضروري أن تكون هناك لغة مشتركة تصبح علامة على هوية الهند عالميا".

وفي يونيو/ حزيران الماضي، كشفت وزارة تنمية الموارد البشرية، عن مشروع سياسة تعليمية جديدة، يدعو إلى جعل اللغة الهندية إلزامية في جميع مدارس البلاد.

** حملة لجعل "الهندية" لغة رسمية بالأمم المتحدة

منذ أن تولّى رئيس الوزراء ناريندرا مودي منصبه في 2014، اتخذت الهند بقوة خطوات ليس للترويج لـ "الهندية" في البلاد فقط، ولكن على المستوى الدولي أيضا، ووفقا لتقديرات، أنفقت نيودلهي 484 مليون روبية (6.7 ملايين دولار) لترويج "الهندية" في عواصم العالم والأمم المتحدة.

وتم تكليف وزارة الخارجية بجعل "الهندية" إحدى اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.

وفقا لإجراءات الأمم المتحدة، فإن قبول "الهندية" لغة رسمية في المنظمة العالمية، ينطوي على إصدار قرار يتبناه ثلثا أعضاء الجمعية العامة على الأقل.

كما يستلزم ذلك نفقات إضافية تتحملها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وفي مارس/ آذار 2018، وقعت الهند مذكرة مع أمانة الأمم المتحدة لفترة أولية مدتها عامان، من أجل زيادة حجم وتواتر المحتوى المكتوب باللغة الهندية والذي تنتجه الأمم المتحدة.

** سكب الزيت على النار

من جهته، يعتبر "حزب المؤتمر" المعارض الرئيسي في الهند، أن الوزير "يسكب الزيت على النار لأن الهند بلد متنوع".

ويقول أناند شارما، المتحدث باسم الحزب، للأناضول، إنه "ينصح الحكومة بعدم إثارة الخلافات".

ويضيف: "لا ينبغي لنا إثارة الخلافات حول القضايا العاطفية والحساسة التي تمت تسويتها بنضج من جانب صناع الدستور الهندي ورئيس الوزراء بعد الاستقلال"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الأول بانديت جواهرلال نهرو، تحديدا.

ويرى شارما، إلى أن "اقتراح الحكومة سيؤدي فقط إلى صراعات واضطرابات في البلاد".

وتتحدث بـ "الهندية" أغلبية كبيرة من الشعب، لكن اللغة الإنجليزية مهمة بالقدر نفسه ضمن طموحات نيودلهي أن يكون لها وضع ريادي عالميا.

ويستدرك شارما مبينًا: "لكن سواء كانت اللغة التاميلية أو الكانادا أو البنغالية أو أوديا أو الغوجاراتية أو الماراثية أو البنجابية أو الأوردو، فهي كلها لغات هندية، أنا أتحدث الهندية، لكنني أحترم جميع اللغات الأخرى في البلاد".

** غضب في الولايات الجنوبية

ولاقت تلك التحركات معارضة من جانب الأحزاب السياسية في ولايات تاميل نادو، وكيرالا، وكارناتاكا، وأندرا براديش، وتيلانجانا، (جنوب)، وحتى ولايتي البنغال وأسام في الشمال الشرقي.

وجاءت معظم المعارضة من ولاية "تاميل نادو" أقصى الجنوب، وسط رفض أغلبية الأحزاب السياسية المحلية تلك التحركات، وإعلانها التمسك بلغاتها المحلية، وعدم قبولها فرض "الهندية" في مناهجها الدراسية، كما يقترح بعض ساسة الحزب الحاكم.

ويقول رئيس "مجلس اتحاد مسلمي عموم الهند" أسد الدين عويسي، في تصريحه للأناضول، إن "الهندية ليست اللغة الأم لكل الهنود".

ويبيّن أن "المسؤولين الهنود يحاولون فرض الهندية كلغة أم على العديد من الأشخاص دون تخييرهم".

ويحث عويسي، الحكومة الحالية على "احترام تنوع وجمال العديد من اللغات المنتشرة في البلاد".

وبالإشارة إلى المادة 29 من الدستور الهندي، يفسّرها بأنها "تنص على الاعتراف بكل لغة ونص وثقافة مميزة".

ويكمل: "الهند أكبر بكثير من الهندية والهندوسية.. هناك وحدة في التنوع أبقت الهند في تلاحم على مدار 70 عاما الماضية".

بدوره، يقول بيناراي فيجايان، رئيس وزراء ولاية كيرالا (جنوب)، إن فرض "الهندية" باعتبارها لغة وطنية يتعارض مع روح التنوع اللغوي في البلاد.

ويعتبر أن مفهوم القائد الهندوسي راشتريا سوايامسيفاك سانغ لـ "دولة واحدة وثقافة واحدة ولغة واحدة" يشكل خطرا على دولة مثل الهند.

** الشرارة الأولى لمعارضة فرض اللغة الهندية

تعود الشرارة الأولى لمعارضة فرض اللغة الهندية إلى العام 1937، رفضًا لتقديم تعليم إلزامي بها في إقليم "رئاسة مدارس" الذي كان يضم معظم الولايات الجنوبية أثناء خضوع الهند للتاج البريطاني، لكن اللورد إرسكاين، حاكم الإقليم سحب ذلك المقترح عام 1940.

وكان اعتماد لغة وطنية للهند محل نقاش ساخن أثناء صياغة الدستور بعد الاستقلال، وبعد 3 سنوات من النقاش نهاية 1949، توصلت البلاد إلى حل وسط يسمى صيغة "مونشي ـ أييانغار" دون التطرق إلى ذكر مصطلح "لغة وطنية".

وبدلا من ذلك، تمت الإشارة فقط إلى "اللغات الرسمية" للاتحاد، واعتماد "الهندية" لغة رسمية مع استمرار "الإنجليزية" لغة معاونة، إلى جانب عدد من لغات الولايات الإقليمية، ونص الدستور على ذلك.

** التحرك لتغيير نصوص اللغات الإقليمية

وفي خطوة أخرى ضمن هذا السياق، جادل العديد من قادة الحزب الحاكم أيضا، بضرورة تغيير نصوص المواد المكتوبة باللغات الإقليمية إلى "الهندية".

وقبل عامين، عرضت الحكومة المركزية إعلان "الكشميرية" لغة كلاسيكية لتجميعها مع السنسكريتية والتاميلية والمالايالامية والتيلجو وأوديا.

وبينما يجادل الكثيرون بأن اللغة الهندية ستجعل كتابات النصوص الأدبية المكتوبة بالكشميرية أكثر قبولا لدى الهندوس الكشميريين الذين يعيشون الآن خارج كشمير، يعتقد آخرون أنه سيؤدي إلى فقدان جميع الأدب الذي تم إنتاجه خلال القرون الثمانية الماضية.

ويقول الوزير السابق سيف الدين سوز، إن الطبقة الحاكمة في دلهي "تستهدف" الثقافة واللغة في كشمير.

ويعتقد أميت رانجان، وهو باحث زائر في معهد دراسات جنوب آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية، أن "اللغة تزدهر فقط من خلال جذب الناس، وليس من خلال فرضها من جانب السلطة".

ويستطرد: "كانت أحد عوامل الجذب الرئيسية هي صناعة السينما الهندية، حيث شاعت اللغة الهندية في المناطق غير الناطقة بها في البلاد".

ويستدرك: "وعندما فرضتها الحكومة المركزية، لقيت مقاومة من جانب الشعب في الجنوب والشرق، وعندما تم نقلها بشكل مغرٍ من خلال السينما والتلفزيون، كانت اللغة الهندية مقبولة بالنسبة إليهم".

وعموما، فإن أكثر اللغات شيوعا في الهند بحسب تعداد 2011 هي: الهندية ويتحدث بها 528 مليون شخص (46.63 بالمئة من السكان)، والبنغالية 97 مليونا (8.03 بالمئة)، ثم الماراثي 83 مليونا (6.86 بالمئة)، ثم تلغو 81 مليونا (6.70 بالمئة)، والغوجاراتية 55 مليونا (4.58 بالمئة)، والأوردية 50 مليونا (4.19 بالمئة)، والمالايالامية 34 مليونا (2.88 بالمئة)، والبنجابية 33 مليونا (2.71 بالمئة).

 
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار