من الذي تهمه وحدة سوريا واستقرارها ومستقبلها؟

تحليلات 12:00 10.11.2019

رغم أنه نشأ وضع جديد في سوريا مع انطلاقة عملية "نبع السلام" العسكرية التركية؛ فإن هذا الوضع لم يصل بعدُ إلى غايته المرجوّة من الاستقرار. وفي الواقع؛ فإن من الطبيعي ألا يتم التوصل إلى استقرار ما دام لم يتحقق التوصل إلى حل دائم هناك.

على أية حال؛ كانت العملية التركية ضرورة قصوى وحلًّا عاجلًا للعديد من المشاكل، كما استطاعت هذه العملية -بكل تأكيد- تحديد الموازين في سوريا من جديد. لقد كانت هناك أهداف إستراتيجية أساسية على المدى الطويل وضعتها تركيا نصب عينيها خلال عمليتها العسكرية؛ وهذه الأهداف هي:

1- حماية حدودها الجنوبية ضدّ المخاطر والتهديدات التي تواجهها.
2- تأسيس منطقة آمنة يتحقق من خلالها وضع حدّ لموجات الهجرة القادمة من سوريا نحو تركيا، واحتواؤها في الداخل السوري، وتأمين عودة الراغبين من السوريين المقيمين بتركيا إلى بلادهم.
3- حماية وحدة الأراضي السورية، ومنع ضياع الأرضية التي توفر تسليم سوريا إلى شعبها، والوقوف في وجه التشكيلات التي تهدد السلام الداخلي هناك.

على صعيد آخر؛ لا يمكننا إلا أن نسأل أولئك الذين وُجدوا فجأة في سوريا، وفي المقابل يشككون في شرعية وأحقية العملية العسكرية التركية، التي أطلقتها أنقرة أصلًا من أجل الدفاع عن حدودها ودرء التهديدات القادمة إليها من هناك؛ نسألهم: بمَ أنتم مشغولون هناك؟

"لا يمكننا إلا أن نسأل أولئك الذين وُجدوا فجأة في سوريا، وفي المقابل يشككون في شرعية وأحقية العملية العسكرية التركية، التي أطلقتها أنقرة أصلًا من أجل الدفاع عن حدودها ودرء التهديدات القادمة إليها من هناك؛ نسألهم: بمَ أنتم مشغولون هناك؟"

أولئك الموجودون هناك على الدوام؛ من هم؟ وما الذي يفعلونه؟ وما الذي يخططونه لمستقبل سوريا؟ عندما يتم النظر من خلال تلك الأسئلة؛ سيكون من الواضح مَنْ الذي يوجد في سوريا؟ وهل يمتلك شرعية لبقائه هناك أم لا؟

وعندما يتم النظر حقيقة من خلال ذلك؛ من الضروري أن نقول -قبل أي شيء- إن تركيا وحدها -ليس إلا- هي مَنْ يفكر في السوريين، وفي وحدة الأراضي السورية، وتقدّم حلًّا يقوم على الإبقاء على سوريا للسوريين فحسب. وإن أردتم؛ فلنستعرضهم الأطراف واحدًا تلو الآخر:

1- النظام السوري: لم تعد لبشار الأسد قدرة على توحيد جميع صفوف الشعب السوري؛ إذ لم يبق هناك مجال للحفاظ على وحدة الأراضي السورية بالنسبة لشخص قَتل وهجّر مواطنيه، وقام بتدمير أجمل مدن بلده بتاريخها وثقافتها، وفتح حربًا على شعبه.

لا يمكن أن نتوقع من شخص كهذا -إن بقي في السلطة- إلا مزيدًا من انعدام الاستقرار والتقسيم، وفقدان الأمن، والمجازر الجماعية، وانتهاك حقوق الإنسان بأفظع صوره. وحتى المناطق التي يسيطر عليها -بدعم من روسيا وإيران- لا يمكنه البقاء فيها إلا بأبشع أنظمة الضغط، وليس بأي شيء آخر.

2- روسيا: إضافة لكون موسكو شريكًا في الإجرام للدكتاتور الذي يقتل شعبه؛ فإنها أيضًا ليس لديها ذرة تفكير في وضع السوريين وتوحيدهم، ولا يهمها إلا مصالحها الخاصة فقط.

إن روسيا تنظر إلى سوريا باعتبارها مجالا لتوسيع نفوذها فيه وإنشاء قواعدها على أرضها، ولا يهمها بعد ذلك كم من الأبرياء سقطوا قتلى دون ذلك؟ أو إلى أي مدى كان النظام منتهكًا لحقوق الإنسان؟

3- إيران: إن طهران هي الأخرى تنظر إلى سوريا بوصفها ساحة لتوسيع نفوذها السياسي فقط. وحتى لو صدقنا حكاية جبهة الممانعة أو المقاومة ضد الصهيونية؛ فإن ديمومة انعدام الاستقرار في سوريا لم يجلب للصهيونية إلا عسلًا مصفى لم تكن تحلم به أصلًا.

إن عدد المدنيين الذين قتلهم -ولا يزال يقتلهم- نظام الأسد المدعوم من إيران يفوق بمرات عديدة القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا على يد إسرائيل. وبينما يتمّ هذا؛ فإنّ الرؤية الصهيونية يتم تطبيقها بحذافيرها على أيديهم.

لا توجد خطة ولا أي نية لدى إيران للحفاظ على وحدة الشعب السوري ووحدة أراضيه على الإطلاق. ولكيلا نسيء الفهم؛ ربما تكون هناك خطة إيرانية في سوريا، إلا أنها مشروطة بأن تكون سوريا دولة شيعية تمامًا بشكل غير إنساني.

4- الولايات المتحدة: جاءت واشنطن إلى سوريا زاعمة أن قدومها يهدف إلى القضاء على دكتاتور يقتل شعبه، ويستخدم السلاح الكيميائي ضده، ويعتبر حارسًا وحاميًا للإرهاب. وقد اكتسبت الإدارة الأميركية بذلك مشروعية دولية في ذلك الوقت، إلا أنها لم تلبث –بعد وصولها إلى سوريا- أن غيرت خطتها تمامًا، وعدلت عنها واضعة الكفاح ضد تنظيم "داعش" أولوية لها.

"بينما تقوم روسيا وإيران والولايات المتحدة -وألعوبتها تنظيم "بي واي دي"- بأفاعيلهم في سوريا؛ فإنّ الجامعة العربية لم تتذكر أنها عربية إلا عندما قامت تركيا بشنّ عملية عسكرية ضدّ تنظيم هو أصلًا يقوم بتطهير عرقي ضدّ العرب"

ولخوض كفاح كهذا؛ تحالفت واشنطن مع تنظيم إرهابي آخر هو "حزب الاتحاد الديمقراطي" (بي واي دي)، وقامت بدعمه حتى تمرّد وتجبّر، وهو في الحقيقة ليس سوى ألعوبة تم استخدامه من أجل تقسيم سوريا، وممارسة تطهير عرقي لا يمكن أن يتسنّى معه العيش بأمان على الإطلاق.

إذن؛ نحن أمام "ولايات متحدة" يتوسع ملف إجرامها كلما أصرت على البقاء في سوريا، وبالتالي ثقوا بأنه ليست هناك خطة ولا رؤية أميركية لمستقبل موَّحَّد وآمن وإنساني في سوريا.

5- الجامعة العربية: نعم؛ هناك أيضًا الجامعة العربية التي ليس من الممكن أن تفهم ما الذي فعلته في سوريا؟ ومن تدعم أو ضدّ مَنْ تقاتل هناك؟ بل إنه ليست هناك رؤية واضحة تمتلكها هذه الجامعة لتحديد أي سوريا تريدها؟

وبينما تقوم روسيا وإيران والولايات المتحدة -وألعوبتها تنظيم "بي واي دي"- بأفاعيلهم في سوريا؛ فإنّ الجامعة العربية لم تتذكر أنها عربية إلا عندما قامت تركيا بشنّ عملية عسكرية ضدّ تنظيم هو أصلًا يقوم بتطهير عرقي ضدّ العرب.

لقد تذكّر الجامعة العربية عروبية سوريا، وإنه لتذكّر يبدو كاستدعاء للذاكرة بعد فقدان طويل لها. ولكن عند إهمال كل التجارب السابقة؛ يكون التذكر مدعاة للسخرية.

وبعد استعراض هذه اللوحة بكلّ تفاصيلها؛ من الواضح جدًّا أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تقوم بتطوير سياسة تنظر إلى سوريا من خلال وحدتها واستقرارها، وأنها ملك للشعب السوري وحده وليست لأي أحد آخر.

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
جميع الأخبار