زيارة شويغو إلى سوريا.. رسائل إلى من يهمه الأمر

تحليلات 09:57 20.06.2016

في وقتٍ تحولت فيه الساحة السورية إلى صندوق بريد، يعج بالرسائل السياسية والعسكرية، المتبادلة بين الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية.

حملت زيارة سيرغي شويغو المفاجئة إلى سوريا أكثر من رسالة. والرسالة الأولى، التي حملتها زيارة وزير الدفاع الروسي، تؤكد العلاقة الاستراتيجية التي جمعت بين البلدين تاريخياً، وتعززت أواصرها اليوم، في ظل تحالف وثيق بدأ على الأرض في الـ 30 من سبتمبر/أيلول 2015، مع بدء العملية الجوية الروسية في سوريا، استجابةً لطلب من حكومتها الشرعية.

خلال هذه الفترة، قدمت روسيا دعماً منقطع النظير للجيش السوري في معاركه ضد التنظيمات الإرهابية والفصائل الأخرى المتحالفة معها، أثمر تحرير عشرات المناطق والبلدات والقرى.

وفي الواقع، فقد جاءت زيارة المسؤول الروسي لتقول إن هذه العلاقة، التي يثار حولها الكثير من اللغط في وسائل الإعلام الغربية والعربية، تبدو اليوم في أحسن حالاتها. فالتنسيق مستمر بين الدولتين والجيشين وعلى أكثر من مستوى. خاصةً أن هذه الزيارة تأتي في أعقاب اجتماع بالغ الأهمية شهدته طهران بين وزراء دفاع البلدان الثلاثة (روسيا وسوريا وإيران)، والذي قد تكون  زيارة سيرغي شويغو إلى دمشق، في أحد جوانبها، استكمالاً لما تمت مناقشته في اجتماع طهران، لجهة الخوض في التفاصيل النهائية للخطط التي تم وضعها هناك، والتي تعني بشكل أساس الدولة التي تعدُّ أراضيها مسرحاً للعمليات، وهي سوريا في هذه الحالة.

ولا شك في أن زيارة المسؤول الروسي تحمل فيما تحمل أيضاً مؤشرات بالغة الدلالة. وذلك، لأنها أعقبت موجة عاتية من التصريحات والتهديدات الأمريكية للبلدين الحليفين: بدأها كيري الذي نفد صبره من روسيا في سوريا، قبل أن يتراجع عن كلامه؛ وتابعها موظفو الخارجية الأمريكية الذين طالبوا الرئيس أوباما بضرب مواقع الجيش السوري وإسقاط الحكومة، قبل أن يختتمها رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية ديفيد غولدفين، بإعلانه عن استعداد واشنطن لإنشاء منطقة حظر جوي في سوريا، مشترطاً الحصول على الإذن، لتحقيق ذلك باستهداف الطائرات الروسية والسورية.

الوزير شويغو رد مباشرةً، ومن حميميم على كل ما سبق؛ حيث تفقد خلال زيارته إلى سوريا أداء النوبة العسكرية في مركز قيادة وحدة الدفاع الجوي ومنصات الإطلاق التابعة لمنظومة "إس-400" الصاروخية للدفاع الجوي. كما تفقد جاهزية الطاقم القتالي للمنظومة، وهو ما يمثل ردا عمليا ومن الأرض على التلويح الأميركي بإمكانية قصف قطعات من الجيش السوري وإسقاط طائرات روسية. كما يُعد رسالة وعيدٍ للأتراك، الذين يشكلون الداعم الرئيس لـ"جبهة النصرة"، وحلفائها في حلب.

وقد سبقت رد سيرغي شويغو الميداني هذا سلسلة من الردود الروسية، جاءت من وزارة الخارجية التي حذرت من مغبة التدخل في سوريا، ومن الكرملين الذي صرح الناطق باسمه بأن إطاحة السلطة في سوريا ستغرق المنطقة في الفوضى.

أما الرد الأهم، فقد جاء من الرئيس بوتين في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، بأن الحل في سوريا يكمن في محاربة الإرهاب، والانخراط في عملية وضع دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وهي رسالة واضحة إلى ذوي الرؤوس الحامية في واشنطن - أنْ كفاكم وعيداً، فكل هذا التهديد لن يغير شيئاً، وأن ثمة طريقا وحيدا لحل الأزمة هو الحل السياسي.

وسرعان ما خفف البيت الأبيض من زخم التهديدات بالعسكرة بتصريحٍ للمتحدثة باسمه جنيفر فريدمان بأن الرئيس أوباما لا يرى أي إمكانية لحل عسكري للأزمة السورية.

أما صحيفة "نيويورك تايمز" المقربة من مراكز صنع القرار، فخرجت في اليوم التالي بعنوان "ستة أسباب تمنع واشنطن من شن حرب ضد الأسد"، وعلى رأس هذه الأسباب "الخشية من تطور النزاع إلى حرب مع روسيا والصين".

على صعيد آخر، قالت مصادر "مطلعة" في دمشق لصحيفة "ميسلون" السورية إن زيارة شويغو تهدف فيما تهدف إلى طمأنة الرئيس الأسد على انتهاء فترة الهدنة في حلب، وعودة الجهد الحربي الروسي إلى ميادينها، بعدما تمكنت "جبهة النصرة" وحليفاتها من السيطرة على ثلاث بلدات استراتيجية في ريف حلب الجنوبي، ما يهدد بلدة الحاضر، ويمكِّن الإرهابيين من محاصرة القوات السورية داخل حلب.

المصادر نفسها تحدثت عن بعض تفاصيل الرسالة، التي حملها شويغو من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرئيس بشار الأسد، والتي تتعلق بالخطة المقررة لضرب "جبهة النصرة" وما يسمى بـ"جيش الفتح". خاصةً أنها تزامنت مع نهاية الساعات الثماني والأربعين من مهلة الهدنة التي أعطتها موسكو للجماعات المسلحة للانفصال عن جبهة النصرة.

وما يمكن قوله عقب اجتماع طهران، ثم "اجتماع دمشق"، هو إن اتفاقاً قد نضج بين روسيا وسوريا وإيران للبدء بمعركة حلب – الأكثر أهميةً وحساسية –، وكذلك متابعة التقدم نحو الرقة ودير الزور.

وفي المعركة الأكثر أهمية – حلب -، هذا يعني تجاهل المطالب الأميركية بتأجيلها إلى حين قيام واشنطن بالفصل بين "المعتدلين" والإرهابيين. لأن موسكو باتت على قناعة بأن واشنطن لم تنظر إلى هذا المطلب يوماً بجدية. وإن كان كذلك، فإنها فشلت في تحقيقه، وكل يوم إضافي يعني تقدماً لـ"جبهة النصرة" و"جيش الفتح" نحو مواقع جديدة للقوات السورية.

بيد أن الأنباء تتوارد، اليوم (19/06/2016)، من "تنسيقيات" المسلحين عن حجم خسائرهم نتيجة القصف الروسي لمراكزهم وتجمعاتهم في شمال حلب؛ حيث اعترفت هذه التنسيقيات بمقتل 167 من عناصر "جيش الفتح"، الذي يضم مجموعة من الفصائل أبرزها "جبهة النصرة"، بينهم عشرات القياديين.

كذلك الأمر في محافظة إدلب التي تعتبر "عاصمة" "جبهة النصرة" وخزانها البشري الأكبر؛ حيث شنت الطائرات الروسية غارات جوية على عمق المحافظة، بما في ذلك القصف الكثيف لتجمعات الإرهابيين في معرة النعمان، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.

يبدو أن زيارة شويغو أخذت مفاعيلها، قبل أن تنجلي تفاصيلها.. فما الذي ستكشفه الأيام المقبلة أيضاً؟

 علي حسون  

RT Arabic

 

 

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار