قال الدكتور نيازي نيازوف، استاذ كلية العلاقات الدولية لجامعة سانكت بطرسبورغ الحكومية: "كما يبدو من المعلومات الواردة من تركيا أن النتيجة الرئيسية لزيارة فلاديمير بوتين إلى تركيا ستكون تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتطورها. في نفس الوقت يبدو أنه هناك عزم على التوصل إلى مستوى العلاقات بين الدولتين في المجال الاقتصادي والذي كان قبيل إسقاط المقاتلة الروسية في سماء سوريا فقط، بل تجاوزه بصورة ملحوظة. هناك المعلومات عن استعداد الطرفين للنظر في إمكانية إنشاء منطقة التجارة الحرة".
كما أوضح الخبير السياسي أن تحسين العلاقات الاقتصادية مع روسيا مهم جداً لتركيا التي تسعى لتنويع علاقاتها الاقتصادية الخارجية وتخفيف تبعية منتجاتها لأسواق الاتحاد الأوروبي بالدرجة الأولى. في نفس الوقت هذه العلاقات مهمة لروسيا أيضاً والتي مهتمة بتصدير منتجاتها الصناعية والزراعية ولاسيما القمح إلى الأسواق الخارجية وكذلك تغطية العجز في المواد الغذائية الناجمة عن الأسباب المعروفة.
يعتبر الدكتور نياز نيازوف أنه لا شك في أن موضوع النقاش قد يكون أيضاً سوريا وتسوية أزمة قاراباغ إلى جانب مجموعة كاملة من القضايا الخاصة للأمن الإقليمي. مع ذلك يشير إلى ألا يجب أن ننتظر أي تقدم في حل أي من القضايا حيث أن المؤتمر الدولي للطاقة المنعقد في إسطنبول والذي يشارك فيه رئيسا روسيا وتركيا له برنامج العمل الخاص وأنه لم يكن ساحة لمناقشة القائمة الكاملة للقضايا التي تهم روسيا وتركيا.
أشار الدكتور نيازوف إلى مساهمة سياسة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الذي بذل جهوداً كبيراً إلى جانب رئيسي كازاخستان وروسيا البيضاء لتطبيع العلاقات الروسية التركية في تحسين العلاقات المفيدة للطرفين بين روسيا وتركيا وتطورها. وليس من باب الصدفة أنه في المنتدى تصافح زعماء هذه الدول الثلاث بحرارة قبل بدء عمل المؤتمر وثم جلسوا معاً لعرض تعاونهم وتضامنهم.
يقول الخبير السياسي في الختام إنه على كل حال تمكن زيارة الرئيس الروسي إلى تركيا لموسكو وأنقرة على حد سواء من نهج السياسة المشتركة وأكثر فعالية في المنطقة استناداً بعضهما على البعض.