بينما نجحت موسكو في جلب المشاركين في الحرب على سورية إلى مائدتها، بعدما فرضت الوقائع الميدانية نفسها ومعها الحقائق السياسية الكبرى، مهّدت الطريق لنجاح مضمون لجولة أستانة المقبلة،
بتوافق دولي يجمع حول روسيا تأييداً أميركياً وأوروبياً وأممياً وإقليمياً يجمع تركيا وإيران والسعودية والأردن، وبالتالي تُتاح للمرة الأولى فرصة غياب عمليات تخريب تملك فرصاً واقعية، وتتوافر فرص معاكسة لتثبيت مناطق التهدئة جنوب سورية بنشر الجيش السوري حتى الحدود مع الأردن بعد بدء الترتيبات المشتركة التي تتيح ذلك، فيما جنوب دمشق يستعدّ لإنهاء الظهور المسلح في أحياء ومناطق عديدة وصولاً لمناطق القلمون الشرقي، لتكون الحصة الأهمّ لضمّ إدلب لمناطق التهدئة بتعاون تركي روسي بدأت طلائعه أمس، مع ما نقلته مصادر تركية عن دخول أرتال روسية باتجاه مناطق ريف إدلب بالتنسيق مع تركيا، وتوّجَهُ تصريح سياسي للرئيس التركي رجب أردوغان أعلن فيه أنّ التفاهم قائم بين روسيا وتركيا وإيران على خطط ضمّ إدلب لمناطق التهدئة.
الغائب الوحيد عن أستانة كما عن جنيف يبقى الفريق الكردي المدعوم أميركياً عبر «قوات سورية الديمقراطية» وسط تساؤلات تطال ما تضمره القيادات الكردية، في ضوء التحضيرات الجارية في كردستان العراق للاستفتاء حول الانفصال، ومساعي «قوات سورية الديمقراطية» المستمرة للتحرك تحت عنوان إنشاء إدارات تابعة لها في المناطق التي تسيطر عليها، رغم اعتمادها على السلع الرئيسية كالطحين والمازوت المدعومة من موازنة الخزينة السورية، وتشغيل المرافق العامة بالموظفين الذين تدفع رواتبهم الحكومة السورية، والاعتماد على الخدمات التي تشغلها وتوفرها وتدفع تكاليفها الموازنة السورية كالكهرباء والهاتف والمياه.
نصرالله: هكذا اتخذنا قرارنا
وروى أنه عقب بداية الأحداث السورية زار إيران والتقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي «يومها، كان الجميع مقتنعاً بأنّ النظام سيسقط بعد شهرين أو ثلاثة. أوضحنا له رؤيتنا للمشروع المعادي، وأننا إن لم نقاتل في دمشق فسنقاتل في الهرمل وبعلبك والضاحية والغازية والبقاع الغربي والجنوب… فأكمل القائد موافقاً: ليس في هذه المناطق فقط بل أيضاً في كرمان وخوزستان وطهران… وقال إنّ هذه جبهة فيها محاور عدة: محور إيران ومحور لبنان ومحور سورية، وقائد هذا المحور بشار الأسد يجب أن نعمل لينتصر وسينتصر».
ولفت إلى أنه «بعد المعركة بسنة ونصف سنة أو سنتين أرسلت السعودية إلى الرئيس الأسد أن أعلِن في مؤتمر صحافي غداً صباحاً قطع العلاقة مع حزب الله وإيران وتنتهي الأزمة». ولفت الأمين العام لحزب الله إلى «أننا حذّرنا إخواننا العراقيين، منذ البداية، من أنه إن لم يقاتلوا تنظيم داعش، وتمكّن من السيطرة على دير الزور ، فإنّ هدفه التالي سيكون دخول العراق. وقد صدقت توقعاتنا بعدما تمكّن هذا التنظيم الإرهابي من السيطرة على ثلثي العراق وبات على مسافة عشرين كيلومتراً من كربلاء و40 كلم من بغداد و200 متر من مقام الإمام العسكري في سامراء». وسأل: «لو تخلّفنا عن الجهاد والتكليف ما الذي كان يمكن أن يحصل في لبنان، ولو تخلّف أهل العراق عن الاستجابة لفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع السيد علي السيستاني عام 2014 لقتال تنظيم داعش ، ما الذي كان سيحصل في العراق؟».