نزاع حلايب وشلاتين...7 إجراءات مصرية وقرار سوداني

العالم 18:30 03.01.2018

اتخذت السلطات المصرية، بشكل لافت وغير مسبوق، خلال 3 أسابيع، 7 إجراءات، ثلاثة منهم في يوم واحد، مقابل إجراء سوادني واحد، بشأن مثلث حلايب وشلاتين الحدودي المتنازع عليه بين البلدين منذ سنوات. 

وتنوعت الإجراءات المصرية، وفق رصد مراسل الأناضول، بين إعلان مصر التوجه بشكوى لمجلس الأمن ضد السودان، وبناء 100 منزل بحلايب، وبث لبرنامج تلفزيوني بخلاف بث خطبة الجمعة من المنطقة المتنازع عليها ، وإنشاء سد لتخزين مياه السيول، وميناء للصيد في "شلاتين"، في ما يعكس تكريسا للسيطرة المصرية القائمة بالفعل على المثلت الحدودي. 

في المقابل، اتخذت السودان التي اعتادت أن تقدم شكوى أممية سنويا حول مثلث"حلايب وشلاتين"، إجراءً واحدًا لافتا بإعلانها عدم الاعتراف باتفاقية ترسيبم الحدود المصرية السعودية، مرجعة ذلك لمساسها بحق السودان في المثلث الحدودي، كونها اعترفت بحلايب ضمن الحدود المصرية. 

وفي تصريحات للأناضول، يرى محلل بارز بالمركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي مقره القاهرة) أن مصر ستستمر في تلك الإجراءات لترسيخ "تمصير" المثلث، ولن تتراجع في ذلك، في مقابل سعي سوداني للبحث عن حل يرضيها، معتبرا في ذات الوقت أن الحديث عن حل ربما يبدو بعيدا حاليا في ظل خلافات ثنائية تعود لأمور بينها المثلث الحدودي وسد النهضة الإثيوبي. 

وتطل منطقة "مثلث حلايب وشلاتين" على ساحل البحر الأحمر، وتقع على الطرف الجنوبي الشرقي من الجانب المصري، وعلى الطرف الشمالي الشرقي من الجانب السوداني، وتبلغ مساحتها الإجمالية 20.5 ألف كم². 

ويطلق على هذه المنطقة اسم مثلث؛ نظرا لأنها تضم ثلاث بلدات كبرى هي "حلايب" و"أبوالرماد" و"شلاتين"، ويتوزع سكانها بين عدة قبائل من أصول سودانية، أشهرها "البشارية" و"العبابدة". 

وكانت الإجراءات المصرية السبعة والإجراء السوداني بحسب التسلسل الزمني كالتالي:- 

9 ديسمبر/ كانون أول: كشف سامح صقر رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والري المصرية، في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية المصرية للأنباء أنه تمت معاينة موقع لإنشاء سد كبير في منطقة شلاتين بمحافظة البحر الأحمر (شرق)، لتخزين 7 ملايين متر مكعب من مياه السيول. 

وأكد المسؤول المصري ذاته، أن هذا الإجراء "ضمن منظومة حصاد الاستفادة من مياه الأمطار والسيول، وتقليل المخاطر التي قد تنجم عنها"، وتكررت التصريحات ذاتها على مدار أيام تالية. 

وبعد يوم من الإعلان المصري عن السد، أوضح رئيس كتلة نواب حلايب بالمجلس الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان السوداني)، أحمد عيسى عمر، أن هناك اتصالات بين المجلس ووزارة الخارجية السوادنية لتقصي أمر السد. 

وأضاف في تصريحات وقتها "دائماً ما تحاول مصر إظهار تقديم الخدمات لمواطني المثلث لاستمالتهم إليها، لكن قبول المواطنين لتلك الخدمات لا يعني أنهم مصريون ولن يغير من قضيتهم في إثبات سودانية المنطقة"، حسب قوله. 

كما قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية محمد عبد الرحيم جاويش حينها في تصريحات: "قناعتنا أن أية منشآت سواء كانت سدود أو غيرها يتم تنفيذها في مناطق المثلث ستعود حتما للسيادة السودانية". 


20 ديسمبر/ كانون أول : شكوى سودانية

أعلنت وزارة الخارجية السودانية، في خطاب للأمم المتحدة رفض بلادها اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية لشموله حلايب. 

وأرجعت الخرطوم هذا الإجراء إلى تضمين الاتفاقية تبعية مثلث حلايب المتنازع عليه مع السودان لمصر، بما يمس سيادة جمهورية السودان وحقوقها التاريخية على الحدود البرية والبحرية للمثلث. 

واتفاقية تعيين الحدود، شملت إقرارا مصريا رئاسيا في 24 يونيو/حزيران 2017، بأحقية السعودية في جزيرتي "تيران وصنافير" المطلتين على البحر الأحمر، واللتين كانتا تحت السيادة المصرية، دون دخول الاتفاقية حيز التنفيذ بعد، وسط رفض واسع من قطاعات من المصريين. 

21 ديسمبر/ كانون أول: رد مصري

أعلنت الخارجية المصرية، أنها ستخاطب الأمم المتحدة، للتأكيد على مصرية المثلث الحدودي، دون تحديد موعد لذلك، رافضة ما وصفته بـ"مزاعم" السودان. 

وتعتبر خطوة التوجه المصري للأمم المتحدة نادرة، بينما في بداية كل عام، درج السودان على تجديد شكواه سنويًا أمام مجلس الأمن الدولي بشأن السيادة على المثلث. 

26 ديسمبر/ كانون أول: 100 منزل لأهالي حلايب 

أعلنت مصر ، بناء 100 منزل متكامل لأهالي مدينة حلايب الحدودية، ذلك عقب اجتماع عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع رئيس المخابرات العامة خالد فوزي، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة. 

26 ديسمبر/ كانون أول: برنامج تلفزيوني وإذاعي من المنطقة 

أعلنت مصر اعتزامها بث برنامج تلفزيوني وإذاعي أسبوعي من منطقة حلايب وشلاتين الحدودية، وفق بيان الهيئة الوطنية للإعلام (أعلى جهاز إعلامي رسمي بمصر) دون توضيح موعده وطبيعته وآلية بثه. 

26 ديسمبر/ كانون أول: خطبة لوزير الأوقاف المصري من شلاتين 

نقل التلفزيون المصري شعائر صلاة الجمعة الماضي من حلايب وألقى وزير الأوقاف مختار جمعة الخطبة من هناك في سابقة هي الأولى من نوعها. 

28 ديسمبر/ كانون أول : تسوية المواقف التجنيدية 

أعلنت وزارة الدفاع المصرية عن إتمام تسوية للمواقف التجنيدية للشباب من أبناء مثلث حلايب وشلاتين الذين تخلفوا عن التجنيد حتى تجاوزوا سن " ثلاثين عاماً " وتسليمهم شهادات المعاملة التجنيدية الخاصة بهم . 

30 ديسمبر/ كانون أول: ميناء صيد مصري بشلاتين 

طالب أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر بسرعة الانتهاء من أعمال الإنشاءات بميناء الصيد بمدينة شلاتين خلال جولته بالمدينة، وفق بيان. 

وكشف محافظ البحر الأحمر، أنه بنهاية عام 2018 ستتسلم كل أسر مدينة شلاتين وحدات سكنية. 

** تفاصيل أزمة السيادة 

ومن آن إلى آخر تشهد العلاقات بين البلدين توترًا بسب النزاع على المثلث الحدودي، وموقف السودان من سد "النهضة" الإثيوبي، حيث تتهم القاهرة الخرطوم بدعم موقف أديس أبابا، وتخشى تأثير السد سلبًا على حصة مصر من مياه نهر النيل، في مقابل نفي سوداني متكرر للاتهامات المصرية. 

وإضافة إلى الخلافات بين الجارتين بشأن المثلث الحدودي وسد "النهضة"، تتهم السودان مصر بدعم متمردين سودانيين مناهضين لحكم الرئيس السوداني، عمر البشير، وهو ما تنفيه القاهرة مرارا. 

ورغم نزاع الجارتين على هذا المثلث الحدودي، منذ استقلال السودان، عام 1956، لكنه كان مفتوحًا أمام حركة التجارة والأفراد من البلدين دون قيود حتى عام 1995، حين دخله الجيش المصري وأحكم سيطرته عليه، إثر محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق في أديس أبابا، حيث اتهمت القاهرة وقتها الخرطوم بالوقوف وراءها. 

ومنذ ذلك الحين، يتم فتح ملف النزاع حول المنطقة بين الحين والآخر؛ حيث يطرح كل طرف الحجج والأسانيد القانونية التي يعتمد عليها في إثبات حقه في السيادة علي هذه المنطقة. 

و تعتمد مصر على اتفاق بين السودان وهيئة المساحة المصرية (حكومية) عام 1909 قام بمقتضاه الطرفان برسم خريطة للمنطقة أشير فيها إلى الحدود السياسية وفق دائرة عرض 22 شمالا (خط الحدود بين البلدين)، بما يشمل تبعية حلايب لمصر، جنبًا إلى جنب مع خط آخر اصطلح على تسميته بالحدود الإدارية، يضع حلايب تحت تبعية السودان. 

ويعتمد الموقف المصري على فكرة أساسية، وهي أن السودان لم يكن يباشر إلا اختصاصات محددة في المناطق الواقعة إلى الشمال من خط عرض 22 شمالا، وهي اختصاصات اقتضتها الضرورات العملية لتنظيم شؤون السكان على جانبي الحدود، وهذه الاختصاصات لم تصل إلى الدرجة التي تستحق معها أن تكتسب صفة أعمال السيادة. 

بينما يقول السودان إنه على فرض أن التعديلات التي دخلت على خط الحدود كانت ذات صفة إدارية بحته، إلا أن قبول مصر لاستمرار السودان في إدارة هذه المناطق، وعدم الاعتراض على هذا الوضع طوال الفترة ما بين عامي 1899 (بداية الاحتلال الإنجليزي للسودان) و1958 يدل على أن مصر قد تنازلت عن حقوقها السيادية في هذه المناطق. 

** مستقبل النزاع 

يرى المحلل المصري مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي مقره القاهرة)، أن "ما يحدث في إطار المكايدة السياسية بين البلدين..السودان يقدم شكوى ضد مصر، فترد مصر بإحكام السيطرة على حلايب". 

ويوضح في تصريحات للأناضول، أن "الخلاف بين مصر والسودان ليس متوقفا على حلايب وشلاتين فقط فهناك أزمة سد النهضة حيث ترى مصر ان الجانب السوداني يميل لإثيوبيا". 

وحول إمكانية حل الأزمة، يضيف غباشي: "هناك إصرار مصري على مصرية المثلث ويكاد يكون تغيير ذلك الإصرار مستحيلا بينما السودان يتمسك بحل يرضيه ويرفض التخلي عن حلايب، فيما يبدو إطار الحل الدبلوماسي صعبا بحكم ما وصل إليه الطرفان من مكايدة". 

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
جميع الأخبار