يحتفل شعب أذربيجان يوم 28 مايو من كل عام بالعيد الوطني لجمهورية أذربيجان ، وذلك لأنه قد تم إعلان الجمهورية الأذربيجانية الديمقراطية كأولى الجمهوريات الديمقراطية في الشرق فى مثل هذا اليوم من عام 1918 ، حيث قامت هذه الجمهورية الديموقراطية الأولى لمدة 23 شهراً فقط. وتعتبر جمهورية أذربيجان في طليعة الجمهوريات السوفيتية التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق في عام 1991 ، والتى استطاعت خلال فترة وجيزة فى تحقيق الكثير من الانجازات وذلك على النحو التالى :
أولاً : تكوين نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية .
ثانياً : تطبيق مبادئ اقتصاد السوق الحر على نظامها الاقتصادي .
ثالثا: تأسيس دستور البلاد على مبدأ الحرية والمساواة والديمقراطية حيث تم وضع القوانين التي تضمن حرية الفرد وتصون وحدة البلاد واستقرارها وتم إقرار هذا الدستور وذلك عن طريق إجراء استفتاء عام .
رابعا : اجراء انتخابات برلمانية ديمقراطية ، علما بانه يوجد في أذربيجان أكثر من 30 حزبا سياسيا .
جدير بالذكرأن الزعيم القومي حيدر علييف رئيس جمهورية أذربيجان السابق هو أحد السياسيين البارزين في العالم الذي انتخب رئيسا للدوله في عام 1993 ، لمدة خمس سنوات نتيجة انتخابات حرة مباشرة تلاها انتخابه لفترة رئاسية أخرى.
يعتبر الاقتصاد الأذربيجاني فى الوقت الحالى الأسرع نموا على مستوى دول القوقاز وبحر قزوين ، حيث تشهد جمهورية أذربيجان نهضة اقتصادية على مختلف المستويات وتتطلع إلى مستقبل زاهر لاستكمال بنائها ونهضتها الحديثة ذلك بفضل قيادتها الممثلة في الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان الذى تم انتخابه رئيسا لجمهورية أذربيجان في عام 2003 .
تتمتع أذربيجان اليوم بجميع مقومات وخصائص الدولة المستقلة ، حيث حصلت على اعتراف المجتمع الدولي بأكمله باستقلالها وسيادتها وتمكنت من الدخول في عضوية العديد من المنظمات والهيئات الدولية المرموقة مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من الهيئات والمنظمات الدولية الأخرى ، وذلك لان أذربيجان بلد تسود فيه حرية الرأي وتمارس فيه حرية الأديان وقد كانت جمهورية أذربيجان دوما بعيدة عن الصراعات القومية والدينية . فهي مكان للتسامح الديني الذي يدعو إلى حوار الأديان والحضارات بعيدا عن التعصب الديني وقد تمكنت أذربيجان خلال الفتره الماضية من تاريخ استقلالها من إقامة علاقات الصداقة والتعاون مع العديد من البلدان وفي مقدمتها بلدان العالم الإسلامي .
نجحت أذربيجان في اقامة علاقات جيدة مع جاراتها من دول الاتحاد السوفيتي السابق وغيرها ، حيث يوجد فيها سفارات لأذربيجان في أغلبية هذه الدول ، إضافة إلى عضويتها في منظمة الكومنولث المستقلة عن الاتحاد السوفيتي ، كما يوجد لأذربيجان سفارات في العديد ِمن الدول العربية والإسلامية.
شهدت أذربيجان طفرة علمية كبيرة على مر العصور ابتداء من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، حيث تم انشاء أول مدرسة للبنات في الشرق فى مدينة باكو ، وأول دار أوبرا وأول مسرح ، ويعتبر فن المسرح جزء من البناء الثقافي لمدينة باكو فهي تزخر حاليا بالعديد من دور المسارح ودور الأوبرا والبالية وتعتبر هذه الفنون جزء من التركيبة الثقافية لسكانها ، كما يوجد فيها حاليا توجها كبيرا واهتماما عاليا لتطوير المجالات الثقافية التعليمية وذلك من خلال تأسيس الكثير من المراكز التعليمية والمنشأت والمراكز الطبية والمستشفيات ، كما يوجد في أذربيجان العديد من الجامعات الحكومية التي يبلغ عددها 19 جامعة .
تعتبر باكو من أكثر مناطق أذربيجان جذبا للسياح حيث جمال الطبيعة والآثار القديمة المتعددة وابرز المناطق الآثرية المعروفة هي قلعة الفتاة. كما تضم اقدم المساجد والكنائس والمعابد وهى جزء من العالم الاسلامى والاوروبى وتعمل كجسر حضارى بينهما .
لقد كان يوم 8 فبراير من عام 2013 هو يوم انتصار تاريخى لدوله اذربيجان فى مجال الفضاء وذلك لانه فى هذا اليوم قد تم أطلاق أول قمر اصطناعي أذربيجاني إلى الفضاء والذى يدل على ان دولة أذربيجان تتطور بسرعة كبيرة فى جميع المجالات.
تجدر الاشارة الى أن مشكلة الصراع مع أرمينيا حول اقليم قره باغ المحتل لم يجد حلا حتى الان ، فكما هو معلوم فإن منطقة قره باغ هي إحدى المناطق الأذربيجانية التي قام الحزب الشيوعي السوفيتي بمحاولات عديدة لفصلها وضمها إلى جمهورية أرمينيا نتيجة الضغط الأرمني على زعماء السوفييت.
بالامس القريب تم عقد المنتدى العالمى لحوار الحضارات والاديان فى أذربيجان والذى دعا الى مواجهة التطرف حيث اعلن الرئيس الهام علييف فى هذا المنتدى ان جمهورية اذربيجان تعد نموذجا لاحترام التعدد الثقافى والعرقى والدينى بين الشعوب ، حيث أوضح أن العالم يحتاج إلى مناقشات مفتوحة من أجل تطوير ودعم قيم التعدديه ، واكد على أنه لابديل أمام العالم عن القبول بتعدد الثقافات والحضارات .
بقلم : د . عادل درويش
المدير السابق للمركز الثقافي المصري في باكو