توقع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تبسة بالجزائر والخبير في القضايا الأمنية والاستراتيجية الدكتور إدريس عطية، شن داعش عمليات إرهابية بعد الظهور المثير للإرهابي أبو بكر البغدادي.
وأشار إدريس ، إلى أن ظهور الغدادي بعد 5 أعوام، رسالة إلى الخلايا النائمة والذئاب المنفردة الداعشية المنتشرة في أكثر من 60 دولة في العالم، فضلا عن العائدين إلى أوطانهم.
وأوضح إدريس، أن هذا الظهور جاء لتشجيع الدواعش على عمليات إرهابية في قادم الأيام، خاصةً، أن التنظيمات الإرهابية تختار توقيت عملياتها الإرهابية في رمضان، أوالأعياد الدينية من باب التيمن، وهذا بعد تكييف هذه الهجمات الارهابية مع الأحداث والوقائع الدولية، لافتا ًإلى أن داعش غاب منذ مدة عن تبني العمليات الانتحارية الإرهابية خاصةً في أوربا، لكن الإرهاب يمكن أن يضرب دولا أوربية تحديداً وحول العالم أيضاً، أي أن العالم مقبل على مرحلة إرهابية جديدة.
ولفت إدريس، إلى أن عودة البغدادي للظهور تحمل رمزيات مهمة، منها أن الظهور في بدايته يعني تكذيب الشائعات عن مقتله في قصف أو الإنقلاب عليه، ويعني إعادة تموضع داعش، وتحوله من المجال الواقعي إلى المجال الافتراضي، بعد فشله في السيطرة الجغرافية على مناطق وأقاليم لإقامة دولة، وهو رسالة للمؤيدين والأنصار والمنخرطين والمعجبين والفاعلين للنشاط بشكل عنقودي عالمي، وبكل الأشكال، إرهاب تقليدي، أو بيولوجي، أو نووي، أوسيبراني، أو إيكولوجي، وبالأساليب المتاحة دون تردد أو هوادة، مثل الاختطاف، أو الاغتيال، أو التفجيرات، أو العمليات الانتحارية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن أمريكا وحليفتها الصغرى إسرائيل يعلمان جيداً مكان اختباء البغدادي، خاصةً أن التحليل السيملوجي لظهوره يبين أنه بصحة جيدة، وهذا يفيد أن الصورة ليست لشخص يبحث عنه كل العالم، إذ أن البغدادي هو أكثر رجل مطلوب في العالم، لأن اسمه على رأس قائمة الإرهاب العالمي، والولايات المتحدة الأمريكية تعد من يخبر عن مكانه بـ 25 مليون دولار.
وورجح إدريس، أن يكون البغدادي مختبأ في آخر معاقله بالباغوز على الحدود العراقية السورية التي توفر له التنقل بين البلدين بحرية، فضلاً عن علاقته القوية بالمخابرات التركية، لذا يجب تأكيد أن داعش يستنسخ نفسه بشكل أشبه بالدولة الافتراضية.
وشدد إدريس، على أن ما يمكن قوله أن ظهور البغدادي ورسالته تحمل معنىً واحداً فحواها “انقذوا داعش”، خاصةً أنه سمى الكثير من الذين قتلوا، وركز على الكثير من المناطق في العالم، لأنه يريدها أن تكون ملاذات لإعادة تشكيل دولته وتجديدها، وركز على عدو واحد ممثلا في الصليبيين وبالتالي الغرب، مشيداً بعمليات سريلانكا، ومن ثم عودة داعش ليست بعيدة وبأشكال جديدة قوامها حرب العصابات بشكل يستنزف مقدرات الدول وينهكها في حروب الشوارع وداخل المدن، مستفيدين من كل المزايا التي تقدمها العولمة التكنولوجية المعاصرة.