بعد حذف تطبيق المجلس الأوروبي للإفتاء من منصات غوغل، كشف المؤشر العالمي للفتوى، أن تدشين المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الإخواني، تطبيقاً للهواتف الذكية في إبريل(نيسان) 2019، أفضى إلى لفت الأنظار إليه، وكشف ما يصدره من فتاوى دينية محرضة.
وأوضح المؤشر العالمي للفتوى، أن من أهم أسباب حذف التطبيق، رئاسة يوسف القرضاوي، المقيم في قطر والزعيم الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية، للمجلس سابقاً، ما سلط أنظار المسؤولين على التطبيق وعلى فتاواه.
وتمثلت أبرز الانتقادات الموجهة للتطبيق في مقدمته التي كتبها القرضاوي، قبل أن يحذفها المجلس، والتي تضمنت إشارات مهينة للفئات غير المسلمة وحضت على عداء وكراهية الآخرين، فضلاً عن تداول فتاوى تحذر المسلمين في أوروبا من العمل في بعض الأماكن، مثل المطاعم، والبنوك الغربية.
وخلص المؤشر إلى أن ذلك أدى إلى إرسال رواد ومستخدمي التطبيق تنويهات حول التطبيق، والإبلاغ عن محتواه، ما دفع غوغل إلى حذف التطبيق وإزالته نهائياً من متجره، وفي المقابل لم تتخذ أبل بعد أي إجراء ضده.
وفي السياق، شد مؤشر الفتوى على إصدار القرضاوي العديد من الفتاوى التي ساهمت في ازدياد الإسلاموفوبيا في الغرب، واتهام الإسلام بمعاداة غير المسلمين، ومحاولة قتلهم والتخلص منهم، مثل “نشر الإسلام في الغرب واجب على كل المسلمين، واحتلال أوروبا وهزيمة المسيحية سيصبحان أمراً ممكناً مع انتشار الإسلام داخل أوروبا، حتى يصبح الإسلام قوياً بما يكفي للسيطرة على القارة بأكملها”.
وبعد مهاجمة تنظيم القاعدة للولايات المتحدة، أوضح القرضاوي أن أسلمة أوروبا “بداية عودة الخلافة الراشدة”، كما أعلن أن “الإسلام سيعود مجدداً لأوروبا كقوة فاتحة ومنتصرة بعد طرده من هذه القارة مرتين”، وذلك إلى جانب عشرات الفتاوى التي أصدرها عن العمليات الانتحارية، والمواقف من نظام الحكم، وغيرها الكثير على امتداد السنوات الماضية.
وعن انتشار التطبيقات المشابهة قال مؤشر الفتوى إن تنظيم داعش هو الأكثر استخداما لتطبيقات الهواتف المحمولة بـ50%، تلاه حزب التحرير 35%، ثم القاعدة 15%).
ولفت المؤشر التطبيقات تُعد إحدى الوسائل المهمة لدى التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، لنشر أفكارها وتحقيق خططها وأهدافها.
تطبيقات داعش
وأوضح مؤشر الإفتاء أن داعش أطلق في نوفمبر(تشرين الثاني) 2015، تطبيق “وكالة أعماق الإخبارية” لبث أخبار انتصارات التنظيم، وفي يناير(كانون الثاني) 2016، صمم التنظيم تطبيق محطة البيان الإذاعية، وفي إبريل(نيسان) 2016، أصدر النسخة الإنجليزية من أعماق، وفي مايو(آيار) 2016 أطلق تطبيق حروف الموجه للأطفال.
وكشف المؤشر العالمي للفتوى استراتيجية حزب التحرير وتنظيم القاعدة في استخدام تلك التطبيقات، وبين أن حزب التحرير يهتم بالتطبيقات التي تستهدف عقول الشباب للتأثير عليهم والسيطرة على أفكارهم ومن أبرزها تطبيقات “المكتب الإعلامي”، و”دستور الأمة”، و”مجلة الوعي”.
أما تنظيم القاعدة، فكان الأقل استخداماً لتطبيقات، وأرجع المؤشر ذلك إلى اهتمام التنظيم بالتفاعل المباشر مع الناس، إذ دأب على مخاطبة الشباب مباشرةً عبر المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لبث أفكاره بعيداً عن الرقابة.
تمويل وتجنيد
وعن أهداف التنظيمات الإرهابية من اللجوء إلى تطبيقات الهواتف، قال المؤشر العالمي للفتوى إنها تدور حول 4 أهداف رئيسية، أولها التأثير على الشباب والأطفال لحشدهم وتجنيدهم، في 35% من أهداف تلك التطبيقات، وثانيها الدعاية للتنظيمات بنسبة 26%، أما الثالث فيتمثل في الحصول على التمويلات، والتي تمثل 21%، إذ تمنح غوغل بطاقات هدايا عبر كروت مسبقة الدفع، يشتريها البعض لتحميل التطبيقات، والكتب، والألعاب والمحتويات المدفوعة من تطبيق” Google play”،بما يعادل 10 و 100 دولار أو أكثر، و2018 حث داعش، في بيانٍ نشره موقع “سايت” الأمريكي، عناصره ومؤيديه على إرسال تمويلات للتنظيم، بالاعتماد على بطاقات هدايا غوغل.
أما الهدف الرابع، فهو الرسائل المشفرة، التي تمثل 18% في هذه التطبيقات، لتكون وسيلة آمنة للتواصل بين الأعضاء، والأمر بالعمليات القتالية بعيداً عن الرقابة والملاحقات الأمنية.
700 ألف تطبيق
لم يكن تطبيق المجلس الأوروبي، أول تطبيق تحذفه غوغل من متجرها،وأعلنت الشركة الأمريكية في بداية 2018 حذف أكثر من 700 ألف تطبيق من غوغل بلاي، بزيادة 70% مقارنةً مع 2016.