انطلقت صباح اليوم السبت في العاصمة الطاجيكية دوشنبه قمة مجموعة التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا)، حيث جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقاداته لواشنطن، داعيا للالتزام بالاتفاق النووي، كما دعا الرئيسان الصيني والروسي إلى التعاون في محاربة الإرهاب.
وتنعقد القمة الخامسة لمجموعة سيكا تحت عنوان "رؤية مشتركة من أجل منطقة سيكا أكثر أمنا ورفاهية"، حيث يبحث زعماء 27 دولة قضايا الأمن في آسيا وأزمات سوريا وإيران واليمن والقضية الفلسطينية وأفغانستان وكوريا الشمالية، كما تحظى الهجمات على ناقلتي النفط في بحر عمان باهتمام واسع.
وخلال كلمته، قال روحاني إن الدور الأميركي في الشرق الأوسط لن يزيد الأمور إلا تعقيدا، مضيفا "سنتصدى للدور السلبي للولايات المتحدة، وفي نفس الوقت نحن نمد أيدينا لأي دولة آسيوية ترغب في العمل والتعاون معنا".
وأكد روحاني التزام بلاده بالاتفاق النووي رغم العقوبات، ودعا الموقعين على الاتفاق النووي إلى الوفاء بالتزاماتهم، وتابع "سنواصل تقليص التزاماتنا بموجب الاتفاق النووي في ظل غياب إشارات إيجابية من جانب باقي المشاركين".
الصين وروسيا
من جانبه، دعا الرئيس الصيني في كلمته إلى استخدام الحوار بدلا من المواجهة في حل المشكلات، وإنشاء خريطة أمنية شاملة تراعي خصوصيات القارة الآسيوية، وقال إن على دول القارة توحيد الجهود لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب بشكل جماعي.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فدعا في كلمته إلى بذل جهود جماعية لتشكيل نظام عالمي عادل، وتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية في مجال مكافحة الإرهاب، كما استعرض المواقف الروسية بشأن أفغانستان وسوريا وخطة العمل المشتركة بشأن الاتفاق النووي الإيراني والوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وقال بوتين إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عقّد تنفيذه وأثر بشكل فعلي في جهود منع انتشار الأسلحة، معتبرا أن الحل الوحيد يكمن في التزام جميع الأطراف بالاتفاق.
من جانب آخر، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمته رفض بلاده الجهود الرامية لفرض أمر واقع جديد في القدس.
واعتبر أردوغان أن "سياسات القضاء على منظمة إرهابية باستخدام منظمة أخرى ستسفر عن المزيد من إراقة الدماء والاحتلال والظلم والأحزان"، في إشارة إلى استخدام الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
بوتين وأردوغان يحضران الجلسة الافتتاحية
ومن المقرر أن يعقد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -الذي وصل إلى دوشنبه أمس الجمعة للمشاركة في أعمال القمة- مباحثات مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ وقادة آخرين على هامش القمة، كما التقى اليوم برئيس طاجيكستان إمام علي رحمان لبحث تطوير العلاقات بين بلديهما.
وتعقد قمة رؤساء الدول واجتماع وزراء الخارجية كل أربع سنوات، وتقع الأمانة العامة لمنظمة سيكا في ألماتي عاصمة كزاخستان، وهي تضم 27 دولة عضوة و13 دولة ومؤسسة دولية مراقبة.
وتأتي هذه القمة بعد يوم من استضافة بشكيك عاصمة قرغيزستان قمة منظمة شنغهاي للتعاون، والتي اتهم فيها روحاني الولايات المتحدة بأنها "تهديد خطير للاستقرار" الإقليمي والدولي عبر انتهاكها كل القواعد الدولية العامين الأخيرين، وطالب جميع الأطراف الباقية على الاتفاق النووي بالالتزام بتعهداتها على الفور.