باكو (يونا) - أكد مساعد الرئيس الأذربيجاني ومدير قسم العلاقات الخارجية في الديوان الرئاسي الدكتور حكمت حاجييف، على استراتيجية علاقة بلاده مع منظمة التعاون الإسلامي باعتبارها مظلة جامعة لدول العالم الإسلامي والمدافعة عن قضاياه المشتركة يجب دعمها وتقويتها، لافتاً إلى حرص بلاده على التعاون مع أجهزة المنظمة المتخصصة لخدمة قضايا الأمة.
وقال حاجييف، في تصريح لمجموعة من الصحفيين من الدول العربية والإسلامية بالعاصمة باكو: نحن مع التضامن الإسلامي، ولدينا علاقات تعاون مع دول الأمة الإسلامية في مختلف المجالات، ونتطلع إلى علاقات قوية مع الجميع في إطار المنظمة، وقد استضافت أذربيجان فعاليات للتضامن الإسلامي ومنها دورة ألعاب التضامن الإسلامي والعديد من الفعاليات والمؤتمرات، كما تم اختيار باكو عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009 وتم الاحتفال بنختشوان عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2018، وتستضيف أذربيجان رابطة صحفيي دول منظمة التعاون الإسلامي وتوفر لها الدعم الكامل.
ورحب حاجييف بالتعاون مع أجهزة المنظمة المتخصصة مثل اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) واتحاد الإذاعات الإسلامية (إيبو) ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والبنك الإسلامي للتنمية، وقال: إن هذه الأجهزة تمثل منصة مهمة للتضامن الإسلامي في شتى المجالات. مشيراً إلى وجود العديد من القضايا والتحديات المشتركة مع منظمة التعاون الإسلامي، ومنها مواجهة الفكر المتطرف والإسلاموفوبيا وترسيخ ثقافة التعايش والتسامح واحترام الآخر، حيث تعد أذربيجان نموذجاً للتعايش والتسامح مع تنوع الأديان والثقافات، فنجد في أذربيجان المسجد بجوار الكنيسة بجوار المعبد مع احترام كامل لهذا التنوع.
وأشاد مساعد الرئيس الأذربيجاني بمواقف منظمة التعاون الإسلامي الداعمة لبلاده في قضية إقليم ناجورونو كارابغ (كاراباخ الجبلية)، وقال: إن المنظمة تدعم حق أذربيجان في استعادة أراضيها المحتلة من قبل أرمينيا ونحن نشكر المنظمة على هذا الدعم كما نشكر العديد من الدول الإسلامية بخاصة المملكة العربية السعودية.
وندد حاجييف باستمرار احتلال أرمينيا لإقليم ناجورنوكارباخ. محذراً من التداعيات الخطيرة للممارسات الأرمنية حيث تقوم بتدمير المساجد والتراث الثقافي الإسلامي لأبناء الإقليم، كما تسعى إلى خلخلة التركيبة الديموغرافية للإقليم من خلال جلب الأرمن من مناطق ودول كسوريا وتوطينهم في إقليم كراباخ، وقال: نحن متمسكون بأرضنا وحقنا وبقرارات الشرعية الدولية الداعمة لموقفنا وحقنا في استعادة أرضنا، ونصر على المسار الدبلوماسي مع الأمم المتحدة، ورفض أية ممارسات أرمينية على أرض الإقليم، وذلك على الرغم من قدراتنا العسكرية الكبيرة.
وحول المرحلة المقبلة في بلاده التي اكتملت الاستعدادات لها بإنجاز الاستحقاق الانتخابي النيابي في التاسع من نوفمبر الجاري قال حاجييف: هناك عملية متواصلة على صعيد التنمية الاقتصادية والسياسية في البلاد في ظل المناخ العالمي الذي يتغير باستمرار، ونحن لدينا استراتيجية متواصلة لمواكبة هذه التحديات العالمية في إطار مخرجات عملية التحول التي تخوضها البلاد، وهناك مشروعات تم إنجازها وهناك مشروعا قيد الإنجاز ضمن عملية التحول الشاملة، وتتضمن العملية تمكين الشباب الذين هم عدة المستقبل.
وأوضح حاجييف أن بلاده تحتفظ بعلاقات متوازنة مع مختلف دول العالم وبخاصة الدول المحيطة بها والدول الإسلامية، ومع دول الخليج العربي، وهناك حركة سياحية نشطة من دول الخليج إلى أذربيجان وقال: لدينا استثمارات متبادلة ومشروعات مشتركة كبيرة، خاصة في مجال الزراعة والأمن الغذائي.
وأشار مساعد الرئيس الأذربيجاني إلى أن بلاده تسعى للتغلب على تحديات الموقع الجغرافي لبلاده التي تعد دولة حبيسة لا تطل على بحار مفتوحة من خلال امتداداتها الحضارية ومكوناتها التاريخية في منطقة وسط آسيا، وقال: نرتبط بمواصلات برية وسكك حديدية وعبر بحر قزوين، وتمثل أذربيجان مفصلاً مهماً على طريق
الحرير الذي يربط الشرق بالغرب، وعندنا مشاريع لسكك برية تصلنا بالخليج العربي وبميناء كراتشي الباكستاني مروراً بتركمانستان وأفغانستان وصولاً إلى ميناء كراتشي ولدينا خطوط مواصلات مهمة مع كازاخستان.