أحمد عبده طرابيك
يمثل رفع مستويات التجارة البينية غير النفطية بين الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان هدفاً رئيسياً للعمل والتعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة، حيث يوجد العديد من الفرص التجارية والإستثمارية الهامة لتعزيز الشراكة القائمة بين الجانبين والإرتقاء بها إلى مستويات تعكس القدرات والمقومات التي يتمتع بها الجانبان.
شهدت العلاقات بين الإمارات وأذربيجان بعد الدورة السادسة من اللجنة الإقتصادية للتعاون الإقتصادي والتجاري والفني بين البلدين عام 2017 العديد من الخطوات التي تصب في تنمية أواصر الشراكات وتخدم جهود البلدين في الإرتقاء بمستوى التعاون الثنائي، من أبرزها، افتتاح أول مكتب تمثيل تجاري لأذربيجان في المنطقة بدبي، والذي يأتي ضمن مبادرة "البيت الأذربيجاني" التي تهدف إلى دعم جهود التعاون المشترك على الصعيدين التجاري والثقافي. إلي جانب تسيير 27 رحلة طيران مباشرة لشركات الطيران الإماراتية أسبوعياً، تصل إلى 44 رحلة في أوقات الذروة.
وقد سجل التبادل السياحي بين البلدين نمواً ملموساً، حيث بلغ أعداد نزلاء الفنادق الوافدين إلى الإمارات من أذربيجان حوالي 4.3% بإجمالي عدد تجاوز 54 ألف نزيل فندقي عام 2018 مقابل نحو 52 ألف نزيل في 2017. فيما بلغ عدد السياح من دولة الإمارات إلى أذربيجان نحو 94 ألف سائح عام 2018.
يوجد العديد من الفرص الواعدة التي من شأنها الإرتقاء بمستويات التعاون إلى آفاق أكثر اتساعاً، خاصة في قطاعات السياحة، والزراعة، والصناعة، والطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات غير النفطية، والتي تحمل فرصاً لشراكات بالإستفادة من المقومات والإمكانيات التي يتمتع بها الجانبان وتطوير مشاريع تنموية مشتركة في البنى التحتية والسياحة.
عقدت الدورة السابعة من اللجنة الإقتصادية للتعاون الإقتصادي والتجاري والفني في باكو، في 16 نوفمبر 2019، برئاسة سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي، وميكائيل جباروف وزير الإقتصاد الأذربيجاني، حيث تم الإتفاق على عدد من المحاور الرئيسية لتعزيز أطر التعاون في أكثر من 14 قطاعاً حيوياً شمل التجارة والإستثمار وريادة الأعمال، والصناعة والنقل والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات والإتصالات والإبتكار والتحول الرقمي والتعليم، والسياحة، إلي جانب الفرص المتاحة في مجال الأمن الغذائي والمائي، والبيئة والزراعة والمياه.
تشكل أذربيجان مقصداً مفضّلا للإماراتيين للسفر والسياحة والدراسة، لما تتمتع به من مناخ متميز وبيئة آمنة وموقع جغرافي متميز قريب نسبياُ من الإمارات. وقد أضفت الإتفاقيات الموقعة بين البلدين أهمية كبيرة علي علاقات التعاون خاصة في المجال الإقتصادي، من أبرزها اتفاقية النقل الجوي، وحماية وتشجيع الإستثمار، وتجنب الإزدواج الضريبي، الأمر الذي يساهم بشكل ملموس في تنمية علاقات الشراكة إلى آفاق أكثر اتساعاً وتنوعاً.
تعد الإمارات واحة رحبة للإستثمارات من خلال خطط التوسع في حجم الإستثمارات الإماراتية بالخارج، وتعزيز بيئة الأعمال والإستثمار عبر مبادرات نوعية، ومن أبرزها صدور قانون الإستثمار الأجنبي المباشر عام 2018، والذي يمثل نقلة نوعية، حيث يسمح بملكية أجنبية للمشاريع بنسبة قد تصل إلى 100%، في 122 نشاطاً اقتصادياً متنوعاً، وتوفير مزايا وضمانات واسعة للمستثمرين، إلي جانب نظامي الإقامة الدائمة، والبطاقة الذهبية، التي تهدف إلى إيجاد بيئة استثمارية جاذبة ومشجعة على نمو الأنشطة التجارية للمستثمرين ورجال الأعمال والمبتكرين.
كما تتمتع الإمارات بالإستقرار السياسي والبنية التحتية المادية والإلكترونية الحديثة، والسياسات والتشريعات الإقتصادية الصديقة للمستثمر، والموقع الإستراتيجي المتصل مع مختلف الأسواق العالمية، وقطاع النقل والطيران والخدمات اللوجستية الرائد عالمياً، إلي جانب كفاءة الخدمات الحكومية وجودة الأنظمة المالية والجمركية، والمناطق الحرة المتطورة، والإنتشار الواسع للتقنيات الحديثة وتطور قطاع الإتصالات.
توجد رغبة كبيرة وإرداة قوية لدي الإمارت وأذربيجان في تطوير علاقات التعاون بينهما في مختلف المجالات، ولذلك حرصت الإمارات علي تعيين السفير محمد أحمد هامل القبيسي، سفيراً لها في باكو منذ أكتوبر 2015، حيث يتمتع بخبرات كبيرة في العمل الدبلوماسي من خلال عمله كأول سفير لبلاده في سنغافورة، والتي تعد أحد أمبر الشركاء التجاريين للإمارات، حيث ارتفع حجم التبادلات التجارية بين البلدين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بحجمها قبل تسلمه مهامه، ومع توليه مهام عمله في باكو بدأت الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، وعقدت بعثات تجارية ومعارض بين الإمارات وأذربيجان، وفي عام 2017، نظم نادي الشركاء التجاريين بين الإمارات وأذربيجان، والذي يجمع الشركات والمنظمات ورجال الأعمال من كلا البلدين.
تبلغ قيمة الإستثمارات الإماراتية في أذربيجان 2.2 مليار دولار، بينما تقدر الإستثمارات الأذربيجانية في السوق الإماراتي نحو 350 مليون دولار، وقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 38 % عام 2018، حيث يلعب بيت التجارة الأذربيجاني في توسيع العلاقات الإقتصادية الثنائية، كما يساهم جناح أذربيجان في "القرية العالمية" بدبي والذي يعمل علي التعريف بالمقومات التجارية والسياحية والثقافية لأذربيجان، كما غطت الاجتماعات مناقشة فرص التعاون الجديدة في مجالات الطاقة، الصناعة، النقل، الزراعة، سلامة الأغذية، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التجارة، الاستثمار، الخدمات المالية، الجمارك، الشركات الصغيرة والمتوسطة، السياحة، وغيرها.