أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الإرهابيين يسعون إلى تقويض جهود السلام في سوريا مع اقتراب موسكو وواشنطن من التوصل إلى اتفاق، مؤكدة عقد لقاء بين الوزيرين لافروف وكيري.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي الخميس 8 سبتمبر/أيلول، إنه كلما اقتربت روسيا والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق بشأن مكافحة "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية في سوريا كلما زاد الإرهابيون هناك هجماتهم، لأنهم "يدركون أن مصيرهم سيحسم حتما ولن تبق لهم سوى أيام معدودة في حال تعزيز نظام وقف القتال" وبدء تطور الوضع في إطار سياسي سلمي.
وأضافت أن الهدنة التي بدأ سريان مفعولها منذ فبراير/شباط الماضي أثر إيجابيا على انخفاض مستوى العنف في سوريا عموما وفي ريف دمشق خصوصا واللاذقية وريف حمص الغربي وجنوب سوريا، ما سمح بتفعيل الجهود الرامية لتسوية الأزمة وقبل كل شيء من خلال تحقيق مصالحات محلية وكذلك بتوسيع الفرص لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأشارت زاخاروفا إلى أن أعداء السلام في سوريا يسعون إلى إزالة الحدود الهشة بين الإرهابيين ووحدات المعارضة، مؤكدة أن تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي تمكن من "شراء" عدد من مسلحي المعارضة وجذبهم إلى جانبه.
وأعربت عن قلقها بشأن ورود أنباء حول إنشاء قيادة سياسية عسكرية مشتركة بين تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي و"أحرار الشام" وعدد من جماعات مسلحة للمعارضة السورية. ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى تسريع عملية الفصل بين الإرهابيين والمعارضة في سوريا.
وأكدت توصل الجانبين الروسي والأمريكي إلى اتفاق بشأن عقد جلسة جديدة من المباحثات حول سوريا بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري في جنيف يومي الخميس والجمعة 8 و9 سبتمبر/أيلول، مشيرة إلى أنه يجري حاليا التحضير لهذه المباحثات.
وعلقت زاخاروفا على مختلف التسريبات الإعلامية بشأن المباحثات الروسية الأمريكية حول سوريا ومكافحة الإرهاب في هذا البلد، قائلة إن هذه التسريبات عموما لا تعكس حقيقة ما يبحثها الجانبان على مستوى الخبراء.
وأكدت أن الخلاف الأساسي في هذه المباحثات يرتكز على قضية الفصل بين الإرهابيين والمعارضة في سوريا.
زاخاروفا: عباس ونتنياهو وافقا مبدئيا على عقد لقاء بينهما في روسيا
من جهة أخرى، أكدت زاخاروفا استعداد موسكو لعقد لقاء بين الزعيمين الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن عباس ونتنياهو وافقا مبدئيا على عقد مثل هذا اللقاء في روسيا.
وأعربت الدبلوماسية الروسية عن ارتياحها بشأن موافقة "زعيمي فلسطين وإسرائيل مبدئيا، بما في ذلك بشكل علني، على عقد لقاء بينهما في روسيا"، مشيرة إلى أنه من المهم الآن تحديد موعد مناسب لهذا اللقاء. وأشارت إلى استمرار الاتصالات المكثفة بهذا الشأن.
وقالت زاخاروفا بهذا الصدد إن الوضع الحرج في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية يثير قلقا لأنه يؤدي حتما إلى تدهور الأوضاع على الأرض.
كما أعربت عن ارتياحها بشأن إيلاء أهمية كبيرة لدور روسيا في عملية السلام بالشرق الأوسط.
من جهة أخرى، انتقدت زاخاروفا السلطات الأوروبية والبريطانية لسوء معاملة اللاجئين القاصرين في القارة، مشيرة إلى أن المهاجرين من الجنوب يأتون إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل وهاربين من نزاعات دموية اندلعت بسبب السياسات غير المعقولة للدول الأوروبية نفسها.
واعتبرت الانتقادات الموجهة إلى الأمم المتحدة بسبب تعاون وكالاتها مع "نظام الأسد" غريبة، مذكرة بأن "نظام الأسد" يعتبر السلطة الشرعية الوحيدة في سوريا، وأنه لا يحق لأحد إلا الشعب السوري نفسه أن يحرمه من هذا الوضع.
المصدر: وكالات