100 يوماً وباشينيان في السلطة

تحليلات 10:50 16.08.2018

أوليغ كوزنيتسوف، العالم السياسي والمورخ الروسي، خصري ل Eurasia Diary 

Картинки по запросу ‫أوليغ كوزنيتسوف‬‎

نشرت Eurasia Deary قبل 50 يوماً بالضبط ، مقالتي )http://ednews.net/ru/news/analytical-wing/294869-50-dney-pashinyana-vzqlyad-iz-rossii)،  حول تلخيص الأيام الخمسين الأولى للقيادة الأرمنية لرئيس الوزراء نيكول باشينيان الذي وصل إلى الحكم في أعقاب الاحتجاجات الشعبية. سأقول بصدق وبصراحة تماماً: في وجهة نظري لم يتغير شيئاً في جوهره في الأساليب السياسية والإدارية لهذا الشخص ومن لحظة وصوله إلى السلطة كنت أعتبره ولا يزال أعتبره شعبوياً بحتاً. ومع ذلك، خلال النصف الثاني من فترة ولايته ب100 يوماً قام نيكول باشينيان جهاراً ليس فقط بعدد قليل من الأعمال، بل الإجراءات أيضاً، وأقول هذا على محمل الجد تماماً، ليعرف ليس فقط كزعيم هامشي قادم من احتجاجات الشوارع، ولكن كسياسي قادر وجاهز لاتخاذ القرارات الحاسمة. وخلال أكثر من ثلاثة أشهر الماضي  كان يصيح دائماً بصوت عال، وكان يدمر صور النمطيات المعتادة بشين وتجاوز الحدود المسموحة به والمرسومة من قبل أسلافه من الساسة الأرمن، لذلك كانت مشاهدته من البعد مثيرة للاهتمام.

ومع ذلك، وقبل البدء في تحليل عدد من اصلاحاته الثورية حقاً في أرمينيا، والجارية في الشهر والنصف الماضي أسمح لنفسي التذكير للقراء الكرام بصورة وجيزة، في شكل عدد قليل من الأطروحات، أنني كتبت عن باشينيان وسياسته قبل 50 يوماً وهذا يمكني من عدم تكرار الحجج التي سبق استنتاجها، ولكن في نفس الوقت ستمكن من استخدامها كنقاط البدء لبناء حجج جديدة. في هذه الحالة، وسرعان ما أريد أن أشير إلى أن أنشطة باشينيان كرئيس لأرمينيا مختلطة وغير متوازنة وغير منظمة إلى حد ما أنه يتخذ في الوقت نفسه إجراءات متناقضة تماماً ولم تذعن للفهم المنطقي، مع ذلك، هذه هي سمة كل شعبوي.
وأسمح لي أن أذكر أول مبادرة سياسية- قانونية له: إلغاء غرامات لانتهاك قواعد المرور، الباين من معلومات كاميرات مراقبة حركة المرور، ولكن دون إلغاء الغرامات نفسها والتفكيك اللاحق للكاميرات وباستثناء بعض القواعد من نظام المرور، أي أنه اقترح إلغاء النتائج المترتبة على تطبيق القانون دون إلغاء القانون نفسه. كانت العدمية الشرعية لهذه المبادرة لباشينيان أول بادرة، تليها البوادر الأخرى على نطاق واسع. وكان هذا واضحاً بشكل خاص عندما صاغ نهجه ومبادئه الجديدة لتسوية نزاع قاره باغ الجبلية.

قرب باشينيان موقف بلاده للتشريع الوطني للولايات المتحدة الأمريكية، أو أن نكون أكثر دقة، وفقاً للمادة الثالثة للوثيقة الرقم 907 "لدعم الحرية " والتي تنص على عدم الاعتراف بقاره باغ الجبلية كجزء من الأراضي الخاضعة لسيادة أذربيجان من قبل الحكومة الأمريكية فور وصوله إلى السلطة في أرمينيا، مبيناً الحاجة إلى إدراج كيان آرتساخ شبه الدولة بين المشاركين في المفاوضات، وبهذا مسح نتائج مفاوضات السنوات ال 24 السابقة  بين أرمينيا وأذربيجان حول الإقليم كغبار على الطاولة ولم تعجب أذربيجان العجب، ولكن ثبط أيضاً عزم الوسطاء الدوليين  لمجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. حسناً، نقف في هذه المحطة، لفائدة هذه الخطوة، هناك تفسير منطقي تماما: عشيرة قاره باغ، وفي الحقيقة  قادة المجلس العسكري من التشكيلات المسلحة غير الشرعية من الأرمن الانفصاليين لقاره باغ الجبلية التي اغتصب الحكم  في أرمينيا لمدة 18 عاماً بلجوء إلى عمل إرهابي  في 27 أكتوبر 1999 وقمع الاحتجاجات السلمية للمواطنين في 1-2 مايو 2008، لا يمكن اعتبارها سلطة   شرعية، وجميع أفعالها غير قانونية. ولكن لا، وذهب إلى الأمام وجند ابنه كمتطوع لقضاء الخدمة العسكرية في الأراضي الأذربيجانية المحتلة، مما يدل على أن آرتساخ  ليست بدولة مستقلة، ولكنها نظام تحت احتلال يريفان، وبالتالي من المستحيل أن يكون مشاركاً مستقلاً في عملية التفاوض لا شعرعياً أو بحكم الواقع.

  كما أجبر الفعل الأخير لباشنيان المراقبين الغرباء المهتين بالقضية، من بينهم أنا أيضاً، على التفكير في نوعية النظام السياسي الذي يريد رئيس الوزراء الحالي لأرمينيا أن  يبني في بلده؟ يشير إلقاء القبض مؤخراً على الرئيس الأسبق لأرمينيا روبرت كوتشاريان بتهمة اغتصاب السلطة، في واقع الأمر الانقلاب، من قبل محكمة يريفان، إلى أن باشينيان يريد أن يقول وداعاً لإرث الماضي القريب، في كل ما يرتبط فهم آلية "عشيرة قاره باغ" أي الحزب الجمهوري ومؤسساته  السياسية - الإدارية، ليس فقط في مجال السياسة الخارجية، ولكن في السياسة الداخلية أيضاً وهذا من الناحية النظرية، كما ينبغي أن يساهم في  تحقيق خطته في إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في أواخر الخريف بهدف القضاء على فكرة "تساكرون" أي التفوق والوحدة للعرق الأرمني والتي أسسها مؤسس الفاشية الأرمينية غارغين نجده.

في الحقيقة، كان الحزب الجمهوري حزباً فاشياً علناً منذ نشأته، وهذا لم يكن سراً للأشخاص من بين جمهور القراء ذوات العقول السليمة، خصوصاً بعد ما أصدر هذا الحزب في عام 2004 كتاباً بعنوان "غاريغين نجده وأفكاره. وكان الأرمن في أوائل عام 1930 يتهمون  النازي الإيطالي موسوليني أكثر من مرة في سرقة الفكرة الفاشية من الأيديولوجيين القوميين الأرمن على صفحات صحيفة حزب "دشناك"، لحسن الحظ، بقيت هذه المقالات في صبارة الصحيفة. كما أقيم النصب التذكاري لغاريغين نجده في يريفان أمام مبنى الحكومة والذي  يضطر باشينيان أن يراه كل يوم من نافذة مكتبه. ولذلك، فإن رغبته في القضاء على النازية في أرمينيا، على غرار ما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، يمكن وينبغي الترحيب به. لدى نيكول باشينيان فرصة تاريخية وعولمية ليصبح بطلاً وطنياً لأرمينيا في جميع الأوقات، إذا كان يفعل ذلك، وهذا ماهو أقوله بكل جدية، اذا تمكن من تنظيف شعبه من جرب القومية النازية وغرس فيه الميزات الأساسية للحضارة الغربية الديمقراطية.

ومع ذلك، أنا  شخصياً، لا أثق بأنه سيكون قادراً على قيادة الشعب الأرمني إلى طريق الحضارة والديمقراطية والتقدم. وكما هو معروف لكل من على الدراية بالشؤون الداخلية لأرمينيا،

يعرف أن  القاعدة الاحتماعية وتعني أن القوة الضاربة للحزب الجمهوري في أرمينيا كان ولا يزال هو اتحاد Yerkrapah أي الجمعية المسلحة للمحاربين القدامى للحرب من قوات الاحتلال الأرمنية في الأراضي الأذربيجانية، وهو نوع من نسخة من  الجماعات المسلحة للحزب الفاشي في ألمانيا النازية التي تدعمها الحكومة والقوات المسلحة لأرمينيا، والتي يتم تنظيم أنشطتها بموجب التشريعات وطنية الخاصة. في محاولة لإزالة الحزب الجمهوري في أرمينيا من الساحة السياسية، لا يمكن لباشينيان ألا يتطرق لهذة البنية شبه العسكرية اذا كان مهتماً حقاً في التطور الديمقراطي في البلاد، ينبغي له حظرها. لكن لماذا أرسل ابنه الأصغر ليخدم كمتطوع لYerkrapah للحرب في  قاره باغ الجبلية؟ أم أنه على استعداد حقا للتضحية بابنه من أجل انتصار مبادئه السياسية؟ وإلا، فإنه تبدو الدلالات على التناقضات الواضحة: لماذا باشينيان بيديه يجعل من ابنه ضحية لYerkrapah، أي فاشياً، إذ أنه ينوي محاربة الفاشية في بلاده؟

يمكن إبراز العديد من مثل هذه التناقضات الدلالية، وأبرزنا هنا فقط ما هو أكثر أهمية. هل يريد حقاً تحسين نظام العقوبات لانتهاك قواعد المرور في البلاد؟ هل هو حقا مستعد للقضاء على الايديولوجية الفاشية في بلاده وهدم النصب التذكاري للنازي غارغين نجده؟ هل يوقف حقا نزاع قاره باغ الجبلية بين الشعبين الأرمني والأذربيجاني؟ هل يريد حقاً التقدم والديمقراطية في بلاده ، بدلاً من الركود تحت جرب القومية؟ ربما كان كل تصريحاته الصاخبة  مجرد الشعبوية المغامرة للإنسان غير المتزن الذي يختفي وراءه العجز الصارخ وانعدام تام لفهم واقع الحياة، والذي كان معزولاً عن المجتمع لفترة من الوقت. (كان باشينيان مسجوناً في عهد كوتشاريان لمدة أربع سنوات).  واعتاد على العيش في مناخ دافئ من المديرين التنفيذيين للمنظمات غير الحكومية وغير التجارية الممولة من الخارج؟ لم تجب 100 يوماً من حكم نيكول باشينيان في أرمينيا  بصورة واضحة على أي من هذه الأسئلة.

هناك شيء واحد واضح فقط: للحفاظ على نفسه في قمة الحكم المحبوبة له، سيضطر إلى مواصلة إكساب الدوران لدولاب الشعوبية بأكثر من أي وقت مضى كثافة، بغض النظر عن أي شخص، إن كان من أنصاره في الداخل، أو من حلفائه الخارجيين. لكي لا يسقط في الواقع الفوري، فانه سيضطر الى التفكير المتواصل  في صيغ جديدة أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي يجب أن تكون كل خطوة أكثر  مغالياً من سابقتها وتهز أرمينيا من أساسها. تبقى لي فقط المراقبة  عن بعد وباهتمام  كيفية صراع باشينيان مع نفسه والواقع المحيط به بما فيه الكفاية، ومن الذي ينهار في أسرع وقت هو نفسه أو أرمينيا كثيرة المعانات.

 


 
 
 

 

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
جميع الأخبار