كشفت الاحتجاجات التي شهدها عدد من الجامعات حول العالم دعمًا لغزة، عن زيف وبطلان الكثير من الشعارات التي أطلقها الغرب وتغنى بها منذ سنوات والتي ترفع شعارات حرية التعبير والرأي والرأي الآخر، عندما تضاربت هذه الآراء مع مصالح الحكومات وأجنداتها السياسية والعسكرية.
وشهدت عدة جامعات أمريكية، يوم الاثنين الماضي، توترات بين طلاب متضامنين مع الفلسطينيين، وإدارات المؤسسات الأكاديمية، ما أسفر مع توقيف عدد من المحتجين، وإطلاق دعوات للدراسة عبر الإنترنت.
من جانبها، نشرت شرطة نيويورك العشرات من عناصرها في حرم جامعة نيويورك لتفريق المتظاهرين، وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي مع إقامة ما وصف بأنه "مخيم تضامن مع غزة" في حرم جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى مثل جامعة نيويورك (NYU) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ويال وغيرها، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية. وطالب المتظاهرون في جامعة كولومبيا، بقطع الصلات بين الجامعة وإسرائيل على خلفية الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر على قطاع غزة، تلك الحرب التي أسفرت عن أزمة إنسانية كارثية تسببت بها.
من ناحية أخرى، دخلت الشرطة الفرنسية، مدرج جامعة ساينس بو باريس، لإخلاء موقع اعتصام عشرات من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين، فيما قالت إدارة الجامعة إن نحو 60 طالبا يشاركون في حملات لصالح القضية الفلسطينية احتلوا المدرج الموجود خارج الحرم الجامعي، مشيرةً إلى أن ذلك أسهم في خلق مناخ قوي من التوتر بين الطلاب والمدرسين والموظفين.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن الرأي العام العالمي استيقظ وقد عقد العزم على وقف جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة والضفة الغربية، على حد وصفه.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية عن كنعاني تصريحات أوضح خلالها أن الرأي العام العالمي يعتزم كذلك تسليم الجناة في جرائم الحرب الإسرائيلية للمحاكم الدولية ذات الاختصاص لتطبيق العدالة بحقهم، وتأتي تصريحات كنعاني تعليقًا على خروج مظاهرات ضد الحرب في غزة في الجامعات الأمريكية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع منذ نحو 7 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.
وفي غضون ذلك تتواصل مساعٍ إقليمية ودولية للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.