مائة يوم على مقتل خاشقجي.. ماذا يحدث في السعودية؟ تحليل

رغم ما أنفقته المملكة العربية السعودية من ملايين لتحسين صورتها وتخفيف الضغوط عليها بعد الهزة التي أحدثتها جريمة قتل خاشقجي، إلا أن ذلك قد لا يمنع تغييرات جذرية داخل دائرة الحكم في المملكة.

تحليلات 09:00 13.01.2019

في إجراء يبدو لتأكيد ما تريد السعودية ترويجه، من أن مقتل جمال خاشقجي جاء نتيجة "خطأ" في تقدير الاستخبارات العامة لتوجيهات ولي العهد بجلب المعارضين في الخارج إلى البلاد، أجرت حكومة المملكة تعديلات شملت رئاسة الاستخبارات العامة في 21 كانون الأول / ديسمبر، وتلتها تعديلات وزارية في 27 كانون الأول / ديسمبر 2018، بهدف تعزيز مكانة ولي العهد إثر الهزة التي أحدثتها جريمة قتل خاشقجي.

وخلافا لتوقعات كثير من الخبراء، احتفظ معظم مستشاري ولي العهد محمد بن سلمان بمواقعهم، فيما كانت توقعات سابقة تشير إلى احتمالات إجراء تغييرات واسعة في حلقة المستشارين المحيطين به بعد مقتل خاشقجي على يد مقربين من ولي العهد، والذي لا يزال ـ بعد مرور مائة يوم على الجريمة التي هزت الضمير العالمي ـ يحتفظ بجميع مناصبه الرئيسية في ما يتعلق بالشؤون الأمنية والسياسية والاقتصادية، ووزارة الدفاع وما يتعلق بالشؤون العسكرية والدفاعية.

يستمد ولي العهد بعض قوته من الصلاحيات الواسعة التي خوله إياها الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي لعب أدوارا كبيرة في سيطرة ولي العهد على المنافسين له داخل الأسرة الحاكمة.

وفي الواقع، وحتى بعد مرور كل هذه المدة على قتل جمال خاشقجي، لا تزال جميع المؤسسات الأمنية تخضع مباشرة لسلطات ولي العهد، إضافة إلى وزارة الدفاع، وما يشبه السلطة المطلقة على الحرس الوطني الذي يُنظر إليه على أنه بمثابة الجهاز الأمني الداخلي المسؤول أمنيا وعسكريا عن القصر الملكي، وتم تسليم مسؤوليته في التعديلات الوزارية الأخيرة للأمير (الشاب) عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، المقرب من ولي العهد.

ولا توجد إلى الآن أي إشارات يمكن أن تقود إلى "فرضية" استبدال ولي العهد محمد بن سلمان على خلفية الضرر الذي لحق بسمعة المملكة ومصالحها بعد مقتل جمال خاشقجي.

ويحتفظ الملك سلمان بن عبد العزيز وحده بقرار استبدال ولي العهد أو الإبقاء عليه، لذلك سيتعين على الملك سلمان بن عبد العزيز بعد حادثة مقتل جمال خاشقجي، الإمساك بزمام المبادرة لإدارة المخاوف المتزايدة بشأن تداعيات الحادثة على ولي العهد بشكل خاص، ومراقبة أكثر دقة لسلوكه وقراراته لمنع انهيار نظام الحكم القائم.

بيد أن الملك السعودي لم يتخذ أي إجراءات تحد من سلطات ولي عهده الذي يهيمن على القرار السعودي السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي، والاجتماعي أيضا.

على المنظور القريب، يمكن للدعم المستمر وزيادة صلاحيات ولي العهد بدعم مباشر من الملك السعودي، أن تخلق حالة من عدم الاطمئنان داخل الأسرة الحاكمة، المعنية بالحفاظ على نظام الحكم القائم، ومن شأن هذا أن يدفع باتجاه ممارسة بعض الضغوط (نصائح) على الملك لتدارك تبعات مقتل جمال خاشقجي، بعد زيادة الإصرار الدولي على محاسبة المسؤولين عن الجريمة، والتي تتمسك الكثير من دول العالم، وتيار واسع في الولايات المتحدة، بضرورة تحميل ولي العهد المسؤولية ومحاسبته.

وتنظر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن المزيد من الإجراءات لإضعاف ولي العهد السعودي، الشريك في مواجهة تهديدات إيران، يمكن أن تساهم في تقويض الاستراتيجيات الأمريكية، بما فيها العقوبات، للحد من نفوذ إيران الذي لا خلاف على أنه يزداد اتساعا في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وفي المنطقة عموما.

إلا أن الولايات المتحدة وفريق ترامب تحديدا، معنية بمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة، وفي مضيقي هرمز وباب المندب، وستظل حاجتها إلى السعودية قائمة في شراكة استراتيجية تبدو في العقل السياسي الأمريكي أكبر من تخريبها لمقتل صحفي سعودي بأوامر من ولي العهد أو من دونها.

كانت حادثة مقتل جمال خاشقجي قد أدت إلى تحول سريع في موقف الولايات المتحدة من الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، دفع وزيري الخارجية والدفاع نهاية تشرين الأول / أكتوبر 2018 للدعوة إلى إجراء مفاوضات بين جماعة الحوثي وممثلي الحكومة الشرعية التي استضافتها السويد بإشراف الأمم المتحدة، وتمخضت عن توقيع اتفاق بين الطرفين لوقف القتال في مدينة الحديدة.

وضعت حادثة مقتل جمال خاشقجي الرئيس الأمريكي في دائرة الضوء أمام معارضيه من الحزب الديمقراطي، نظرا للدعم "غير المحدود" الذي تمتع به ولي العهد منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، واستمرار محاولاته بالدفاع عنه حتى بعد أن خلصت وكالة المخابرات المركزية إلى مسؤولية ولي العهد مباشرة عن مقتل خاشقجي، في ما ينظر إليه على أنه ابتعاد من الرئيس الأمريكي عن القيم التقليدية للولايات المتحدة، والتزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم.

وخلال المائة يوم التي تلت مقتل خاشقجي، أنفقت السعودية ملايين الدولارات لتنمية مصالحها في الولايات المتحدة وتحسين صورتها وصورة ولي العهد، بعد "الهزة" التي أصابتها في أعقاب هذه الجريمة.

ومع ذلك، صوت الكونغرس الأمريكي في 13 كانون الأول / ديسمبر 2018 على إنهاء الدعم الأمريكي لحرب اليمن بدافع "عقابي" على مقتل جمال خاشقجي، مع استمرار الإدانة العالمية حتى مع دخول عام 2019 الذي ليس من المتوقع أن تشهد الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة منه نهاية لتداعيات الحادثة، ما لم تتخذ السعودية ما يكفي من الإجراءات لمحاسبة المسؤولين مباشرة عن الجريمة، وإقناع العالم بسلامة الإجراءات التي يتخذها الجهاز القضائي في المملكة.

وأثار إعلان النيابة العامة المطالبة بإعدام خمسة متهمين من أصل 11 متهما ردود فعل أمريكية ودولية عبّرت عن عدم "ثقتها" بمثل هذا الإجراء، منها الولايات المتحدة التي طالبت السعودية بتقديم رواية "موثوقة".

ولا يرغب أركان الإدارة الأمريكية في إفساد العلاقات مع ولي العهد الذي "قد" يحكم المملكة لعقود قادمة، أو مع الدولة السعودية التي تقوم على منفعة اقتصادية عالية، وشراكة في الحرب على الإرهاب، والتصدي المشترك لمواجهة التهديدات، والحد من اتساع النفوذ الإيراني في المنطقة، الذي تنظر إليه الولايات المتحدة تهديدا لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة، ولمصالح وأمن الدول الحليفة والشريكة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن وإسرائيل أيضا.

إلا أن ذلك لا يمنع تقبّل الإدارة الأمريكية إجراءات داخلية يتبناها الملك سلمان بن عبد العزيز، تفضي إما إلى الحد من صلاحيات ولي العهد وتقليص سلطاته في مركز القرار، أو استبداله دون أن يؤدي هذا إلى تدهور العلاقات بين البلدين، أو زعزعة الأوضاع الداخلية في المملكة.

سيؤدي أي تراجع محتمل الفترة المقبلة في علاقات المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، إلى تحجيم الدور الإقليمي والدولي الذي ظلت المملكة تلعبه من واقع الثقل الذي تشكله في سوق النفط العالمية، ومكانتها الدينية لدى مسلمي العالم، والشراكة مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، ومواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة.

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
جميع الأخبار