علي هامش زيارة العمل التي قام بها رئيس أذربيجان إلهام علييف، إلي دولة الإمارات العربية، للمشاركة في فعاليات أسبوع أبو ظبي للاستدامة، المنصة العالمية المعنية بتسريع التنمية المستدامة، والتي تستضيفها شركة "مصدر" في العاصمة أبوظبي. وقعت كل من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، عدد من اتفاقيات التعاون مع شركة النفط الوطنية الأذربيجانية "سوكار" لتطوير عدة مشاريع في مجالات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية، ومشاريع متكاملة لطاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر، بقدرة إجمالية تبلغ 4 جيجاواط. وذلك بحضور سلطان بن أحمد الجابر، وزيرالصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيّن لمؤتمر COP28، ورئيس مجلس إدارة شركة "مصدر"، وميكائيل جباروف، وزير الاقتصاد الأذربيجاني، حيث قام بتوقيع الاتفاقيات كل من محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، وروفشان نجف رئيس شركة النفط الوطنية الأذربيجانية "سوكار".
قال الباحث في شئون آسيا والعالم التركي أحمد طرابيك في تصريحاته الحصرية لموقع Ednews إن "توقيع هذه الاتفاقيات للتعاون في مجال الطاقة النظيفة، يأتي بعد شهور قليلة من توقيع أذربيجان والإمارات مذكرة تعاون في مجال تبادل الخبرات الحكومية بين أذربيجان والإمارات، والتي تمثل محطة جديدة ومهمة لبرنامج التبادل المعرفي الحكومي، حيث تركز الاتفاقية على 8 محاور تشمل، "التميز الحكومي، الخدمات الحكومية، بناء القدرات الحكومية، التنافسية والإحصاء، السياسات والاستراتيجيات، الأداء الحكومي، المسرعات الحكومية". حيث يهدف التعاون الثنائي إلى مشاركة وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة لحكومتي البلدين في مجالات تطوير العمل الحكومي وتحديث منهجياته، بما يسهم في تعزيز كفاءة منظومة العمل الحكومي، والارتقاء بمستويات الجاهزية للمستقبل وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات.
تعد أذربيجان شريكاً استراتيجياً بالنسبة لدولة الإمارات، وتشكل شركة "مصدر" جسراً هاماً للعلاقات بين البلدين، نظراً لحجم الأعمال والاستثمارات التي تقوم بها في أذربيجان، ومن ثم فإن هذا التعاون من شأنه أن يجذب المزيد من الاستثمارات الإماراتية إلي أذبيجان في مختلف المجالات وقطاعات التعاون خاصة في إقليم قراباغ الذي يشهد طفرة كبيرة في عملية إعادة الإعمار والتأهيل بعد حرب التحرير. ولذلك فإن هذه الاتفاقيات تمثل خطوة مهمة على طريق تعزيز هذا التعاون المثمر بين البلدين، والذي من شأنه دعم تحقيق أهداف أذربيجان الخاصة بالطاقة المتجددة ومسيرتها المتواصلة لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
كانت شركة "مصدر" الإماراتية، التي تعد واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال الطاقة النظيفة قد وقعت في شهر يونيو 2022، اتفاقيات تنفيذ مع وزارة الطاقة في جمهورية أذربيجان لتطوير برنامج مشترك للطاقة المتجددة بتقنيات متعددة وبقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 10 جيجاواط، فيما يعد البرنامج الأكبر من نوعه في تاريخ أذربيجان. وحددت اتفاقيات التطوير المشتركة مبادئ التعاون والشراكة بين الطرفين لتطوير المرحلة الأولى من البرنامج، بقدرة إجمالية تبلغ 4 جيجاواط. كما تعد شركة "سوكار" الوطنية المتكاملة للنفط ذراعاً هاماً للاقتصاد الوطني في أذربيجان، حيث تعمل علي دعم أمن الطاقة في البلاد. خاصة وأن أذربيجان تستهدف زيادة حصة الطاقة المولّدة من مصادر متجددة إلى 30% بحلول عام 2030، وتتطلع البلاد إلى تنويع اقتصادها وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
كما تقوم شركة "مصدر" أيضاً بتطوير محطة "قراباغ" للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 230 ميجاواط في أذربيجان. وستساهم المحطة في توليد نصف مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء سنوياً، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 110 آلاف منزل، كما ستساهم في تفادي أكثر من 200 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، فضلاً عن توفير العديد من فرص العمل القيمة.
تهدف أذربيجان إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مجال انتاج الكهرباء الى 30 % بحلول عام 2030. ومن شأن هذه الاتفاقيات أن تسهم في المزيد من تعزيز علاقات التعاون بين أذربيجان والامارات، وكذلك انخفاض انبعاثات الكربون في أذربيجان وتطوير مصادر الطاقة المتجددة فيها وتنميتها المستدامة. حيث تنفذ شركة "مصدر" أكبر شركة إماراتية في مجال الطاقة المتجددة مشروع محطة الطاقة الشمسية "قراباغ" بقوة 230 ميجاوات في أذربيجان. يتوقع ان تنتج المحطة بعد تدشينها نصف مليار كيلوات/ ساعة من الطاقة كل عام، وتساهم في انخفاض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون أكثر من 200 ألف طن سنوياً.
تعمل الحكومتان الأذربيجانية والإماراتية خلال المرحلة المقبلة على تشكيل فرق عمل مشتركة، بهدف تعزيز التكامل والتنسيق الحكومي، خاصة مع وجود علاقات متميزة بين البلدين، في المجالات الاقتصادية والتجارية، وفي قطاعات الطاقة والاستدامة وغيرها، حيث تعد الإمارات الشريك التجاري الرئيس لأذربيجان، إذ بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين نحو مليار دولار عام 2021، مقارنة بنحو 375 مليون دولار عام 2020، فيما يرتبط البلدان بعلاقات نشطة من خلال الاستثمارات في مشاريع مختلفة. وهو ما جعل الحكومتان إلي توقيع شراكات استراتيجية ومذكرات تعاون في التحديث الحكومي مع عدد من الدول في مختلف القارات حول العالم.
تمثل الشراكة بين أذربيجان والإمارات، امتداداً للعلاقات الوثيقة بين البلدين، وخطوة هادفة لتعزيز نموذج التعاون الإيجابي في تحديث العمل الحكومي، وتبادل المعارف والخبرات ومشاركة منهجيات العمل المرنة والاستباقية التي طورتها حكومتا البلدين، ضمن نموذج متكامل للشراكة الهادفة لتحسين حياة المجتمع.
كما تلقي تلك الاتفاقيات بثقل كبير علي مستقبل علاقات التعاون بين أذربيجان والإمارات، ومن ثم فإن من شأنها أن يكون لها دور فعّال في تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة في ظل العلاقات الراسخة بين البلدين، من خلال مجالات التحديث والخدمات الحكومية وتطبيق الابتكارات الاجتماعية في العمل الحكومي، والتي من شأنها أن تضع أسساً راسخة لتطور العلاقات المشتركة والنجاح في المستقبل".