تحيي أذربيجان يوم 12ديسمبر الذكرى الخامسة عشر لوفاة زعيمها القومي ومؤسس دولتها الحديثة حيدر علييف، وبهذهالمناسبة الهامة نود أن نلقي الضوء على أبرز جوانب حياة هذا الرجل الرجل العظيم والذيقاد الشعب الأذربيجاني على مدى عقود واصبح بذلك الزعيم التاريخي والشخصية الخالدة فيالذاكرة الشعب الأذربيجاني.
لقد قاد الرئيس خالد الذكر حيدر علييف أذربيجان من التفكك والتشرذم إلى الوحدة والاستقرار ومن الفقر والتخلف إلى التقدم والازدهار في كل مناحي الحياة، إنه بحق الزعيم التاريخي الخالد وباني نهضة أذربيجان الحديثة. لقد شكل صمام الأمان للوحدة الوطنية، وحال دون قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني.
كما ذكرنا آنفاً نريد أن نقدم للشعب العربي بعضا من جوانب شخصية حيدر علييف وحياته الحافلة بالعطاء والانجازات وإننا مهما أسهبنا في هذا المقام بالحديث عن شخصية هذا الرمز وإنجازاته فلن نغطي سوى النذر اليسير، فحياة هذا الزعيم تحتاج الى موسوعة كاملة لتوثيقها، فكل جانب من سيرته الحافلة بالعطاء بمثابة أرث وطني ومفخرة للشعب الأذربيجاني. فقد صنع التاريخ المعاصر لأذربيجان.
ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 مايو 1923 في مدينة نخجيوان العريقة في أذربيجان التي تعتبر بحق الحاضنة التي انجبت لأذربيجان الأدباء والمفكرين والمعماريين الذين أثروا التاريخ الأذربيجاني بالعلم والمعرفة ومعطيات الحضارة، وقد تخرج من دار المعلمين الابتدائية وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره قدم إلى باكو والتحق بمعهد الصناعة الأذربيجاني ليصبح معماريا لكن الحرب العالمية الثانية أبعدته عن المعهد لفترة زمنية من 1941-1964، حيث مثلت هذه الفترة مرحلة صعبة من حياته. تخرج حيدر علييف من كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية إلى جانب حصوله على شهادة التخصص في مجال عمله في جهاز أمن الدولة الأذربيجانية. تم تعيينه في عام 1964 بمنصب نائب رئيس لجنة أمن الدولة ومنذ عام 1967 شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة لدى رئاسة الوزراء في جمهورية أذربيجان.
وقد منح رتبة لواء، وشكل ذلك حدثا تاريخيا لكافة أبناء الشعب الأذربيجاني فلم يسبق ان تم تعيين شخصية أذربيجانية في مثل هذا المنصب إبان حكم الاتحاد السوفياتي.
في يوليو1969 تم انتخابحيدر علييف سكرتير أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني ومنذ تلك الفترة أصبح قائدا لجمهورية أذربيجان بموجب الأنظمة والقوانين المتبعة في ظل الحكم السوفياتي، وقداستمر في قيادة الجمهورية حتى عام 1982.
لن ينسى الشعب الأذربيجاني انجازاته في مجال العمران وبناء المراكز الصناعية العملاقة الحديثة والتي لا مثيل لهافي دول الاتحاد السوفياتي السابق، عدى عن افتتاح المراكز العلمية والثقافية وانشاءالمدن والقرى والحواضر الجديدة. لقد أدرك حيدر علييف أن الاستثمار الحقيقي يكمن فيفئات الشباب، فهم قادة المستقبل والثروة الحقيقية لأي أمة، ومن هنا كانت من أهم أولوياتهتأمين التعليم للشبات وتمثل ذلك لهم في إنشاء المعاهد والجامعات المتقدمة في الاتحادالسوفياتي السابق. وقد أصبحوا الان علماء واساتذه يساهمون في نهضة بلادهم.
في ديسمبر من عام1982 انتخب حيدر علييف عضوا للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي وعين في منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفياتي.
وقد شكل ذلك نقلة نوعية كبيرة في تدرجه السياسي وأصبح يشغل منصبا كبيرا ومهما في الحزب الذي لا يقل عدد أعضاءه عن 22 مليون شخص وبعد ذلك تم انتخابه عضوا للقيادة العليا للحزب من بين 21 عضوا. لقد شكل انتخاب أول أذربيجاني للمكتب السياسي حدثا هاما في تاريخ الشعب الأذربيجاني.
في 15 يونيو من عام 1993 تم انتخاب حيدر علييف رئيسا لبرلمان أذربيجان وفي 24 من نفس الشهر وبدأ بقرار من البرلمان بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، وتم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام في أكتوبر من نفس العام، وتم إعادة انتخابه لفترة رئاسية الثانية في عام 1998.
توفي الرئيس حيدر علييف في عام 2003 عن عمر يناهز 80 عاما وعلى الرغم من مرور 15 عام على رحيل الزعيم القوميحيدر علييف إلا أنه مازال وسيبقى بكل أعماله وانجازاته في ذاكرة ووعي الشعب الأذربيجاني،إن تمسك الشعب الأذربيجاني بتخليد ذكرى وفاته نابع من تعلق هذا الشعب به.
لقد عمل الرئيس حيدر علييف طوال فترة حياته على تعزيز سيادة واستقلال ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان وقد كان عهدهيمثل بحق فترة التغيرات والتحولات الجذرية على طريق بناء الدولة الحديثة وما تم فيهامن احداث جذرية على السياسة الداخلية والخارجية ضمن أسس واضحة ومحددة، وبذلك دخلت أذربيجان بقيادة حيدر علييف مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر وأصبحت دولة فاعلة في المجتمع الدولي ولفتت أنظار العالم إلى هذه الدولة الصاعدة في منطقة القوقاز والمطلة على بحر قزوين.
وأذربيجان اليوم، اعتماداعلى رؤية وإرث حيدر علييف، وتحت قيادة إلهام علييف، بلد ينمو بديناميكية، مع معدلاتنمو اقتصادي غير مسبوقة، وقد حولت الاصلاحات الديموقراطية والاقتصادية الثابتة للرئيس إلهام علييف، وقيادته الحكيمة وحكمه الرشيد للبلاد وسياسته الخارجية النشطة، أذربيجانإلى دولة رائدة على الصعيد الإقليمي وشريك يعتمد عليه في العلاقات الدولية، وتلعب أذربيجاناليوم دورا محوريا في كافة القضايا الإقليمية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدانالمنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون.
حيدر علييف رجل عظيم فيتاريخ بلده.. وحياة هذا الزعيم تحتاج إلى موسوعة كاملة لتوثيقها، فكل جانب من سيرتهالحافلة بالعطاء بمثابة أرث وطني ومفخرة للشعب الأذربيجاني، فقد صنع التاريخ المعاصر لأذربيجان، وقاد الشعب الأذربيجاني على مدى عقود وأصبح بذلك الزعيم التاريخي والشخصية الخالدة في ذاكرة شعبه، لقد قاد الرئيس الراحل حيدر علييف أذربيجان من التفكك والتشرذم إلى الوحدة والاستقرار، ومن الفقر والتخلف إلى التقدم والازدهار في كل مناحي الحياة، فأصبح الزعيم التاريخي الخالد ومؤسس نهضة أذربيجان الحديثة، وشكَّل صمام الأمان للوحدة الوطنية، ومنع قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني.
الصحفي المصري محمود سعد دياب