تحت عنوان أميركا تستعين بـ"العصا الإقتصادية" لتطويع إيران، كتبت البروفسورغريتا صعب في صحيفة "الجمهورية": يبدو ان مساعي الدول الاوروبية في اقناع ايران وأميركا بمواصلة احترام الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 لم تلق الصدى المرجو منها سيما بعدما قرّر ترامب هذا العام الانسحاب من الاتفاق متجاهلًا الالتماسات من قوى العالم الاخرى التي ساهمت في انجاح هذا الاتفاق بما في ذلك الحلفاء الاوروبيين الرئيسين لواشنطن مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا وكذلك روسيا والصين.
يبدو أن الأزمة الحقيقية تكمن في مسألة الثقة بين الولايات المتحدة الاميركية وطهران، اذ ان كبير مستشاري الامن القومي حثّ ايران على اجراء محادثات مع الولايات المتحدة والا سوف يعانون من آلام العقوبات الاقتصادية بينما الرئيس الايراني يرى ان على واشنطن اثبات انه يمكن الوثوق بها وهذا ما قاله بالحرف الواحد الرئيس حسن روحاني: "يمكن ان نجري محادثات مع الولايات المتحدة فقط إذا أثبتت واشنطن انها جديرة بالثقة". كذلك اضاف روحاني ان ايران هي دائما مع الدبلوماسية والمحادثات شرط ان تكون محادثات صادقة.
والواقع ان ترامب لا يشكو فقط من البرنامج النووي بل هناك شكوى اميركا من تدخل ايران في صراعات الشرق الأوسط من اليمن الى سوريا، اضف الى التوتر الحاصل بين ايران واسرائيل. والعقوبات الاميركية وان جاءت بنقاط ضعف عدة تهدف الى تعديل سلوك ايران وليس "تغيير النظام" حسبما أكده مسؤولون اميركيون الاثنين الماضي. لكن هذه العقوبات تعاني من نقاط ضعف يتوجّب التوقّف عندها، اهمها تلكؤ اوروبا والصين للحد من العمل مع ايران، وهم على استعداد للعمل معها حسب ما قاله مسؤول طلب عدم ذكر اسمه.
والواجب ذكره ان هذه الجزاءات قد تؤدي الى تداعيات خطيرة على الاقتصاد الايراني سيما بعد تشرين الثاني حيث تود اميركا وقف استيراد النفط الايراني وتهدّد باجراءات مالية اميركية اذا لم يحصل ذلك.