أدلى الناخبون في المالديف بأصواتهم، في انتخابات تشريعية بدت اختباراً لسياسة التقارب التي ينتهجها الرئيس محمد مويزو مع الصين، على حساب الهند التي ظلت لفترة طويلة القوة المهيمنة على الأرخبيل السياحي في المحيط الهندي.
وأصبحت جزر المالديف التي تحتل موقعاً استراتيجياً على الطرق البحرية الدولية الرئيسية بين الشرق والغرب، معقلاً للتنافس الجيوسياسي بين الهند والصين.
وكان مويزو (45 عاماً) من أوائل الذين أدلوا بأصواتهم في مدرسة تاج الدين في العاصمة ماليه. وحث المسؤول عن الانتخابات فؤاد توفيق الناخبين البالغ عددهم نحو 285 ألفاً على عدم التأخر في التصويت. ومن المرتقب أن تعلن النتائج في وقت مبكر الاثنين.
ومنذ أن تولى محمد مويزو منصبه في نهاية 2023، منع النواب 3 من تعييناته الحكومية، ورفضوا عدداً من مقترحاته المتعلقة بالميزانية. وسعى البرلمان الحالي الذي يهيمن عليه الحزب الديمقراطي المالديفي المؤيد للهند ويتزعمه سلفه إبراهيم محمد صليح، إلى إحباط جهوده لإعادة توجيه السياسة الدبلوماسية للأرخبيل.
ويقول مراقبون إنهم يتوقعون أن تمنع الانقسامات داخل الأحزاب السياسية الرئيسية، بما في ذلك «المؤتمر الشعبي الوطني» الذي يتزعمه مويزو، الأحزاب من الحصول على أغلبية واضحة، ما سيحتم تشكيل ائتلاف.
ويُفترض أن يؤدي إطلاق سراح الرئيس السابق عبد الله يمين، راعي مويزو، الخميس، بعد إلغاء المحكمة حكم السجن لمدة 11 عاماً الصادر بحقه بتهمة الفساد وغسل الأموال، إلى تعزيز موقع الرئيس.
وأمرت المحكمة العليا في جزر المالديف بإعادة محاكمته، معتبرة أن محاكمته التي جرت في 2022 لم تكن عادلة. ووعد يمين بمواصلة الحملة المناهضة للهند التي سمحت لحليفه بالفوز في الانتخابات الرئاسية.
وفاز مويزو بالانتخابات في سبتمبر الماضي خلفاً لعبد الله يمين. ومنح في أبريل عقوداً للبنية التحتية لشركات حكومية صينية، في قرار مثير للجدل في خضم حملة الانتخابات التشريعية. وتعهد مويزو بطرد العسكريين الهنود الـ89 المتمركزين في الأرخبيل، ليقودوا 3 طائرات أهدتها نيودلهي للمالديف للقيام بدوريات فوق مناطقها البحرية الشاسعة. وبدأ الانسحاب في مارس برحيل 25 جندياً هندياً متمركزين في جزيرة أدو أتول، أقصى جنوب الأرخبيل.
وتعد الهند الأرخبيل ضمن دائرة نفوذها؛ لكن مع انتخاب مويزو أصبحت جزر المالديف تدور في فلك الصين، أكبر دائن أجنبي لها. ووقعت ماليه في مارس الماضي اتفاقية مساعدة عسكرية مع بكين، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، كما ذكرت وزارة الدفاع المالديفية.