أجرت يوميات الأورأسيا الحوار الحصري مع الباحث السياسي من بطرسبورغ والخبير في الشئون القوقازية والشرق الأوسطية ودكتور الفلسفة في العلوم التارخية آنار صديقوف حول المأساة الرهيبة الواقعة في مترو سانكت بطرسبورغ يوم 3 أبريل. ومن الجدير بالذكر أن الانفجار أودى بحياة 14 شخصاً وجرح أكثر من 50 شحص.
يوميات الأورأسيا: السؤال الأول الذي يخطر على البال بذاته، من هو يجب اتهامه في العمل الإرهابي الواقع في بطرسبورغ؟
آنار صديقوف: بالدرجة الأولى هي المنظمات الإرهابية ولاسيما داعش وجماعات مربطة بها. وإن هذه الجهات ذاتها واقفة وراء العمل الإرهابي. واختيار بطرسبورغ ليس من باب الصدفة وكل شيء بدأ في أكتوبر عام 2015 بتفجير الطائرة القادمة من مصر بالسياح البطرسبورغيين. وأخذت الدولة الإسلامية المسئولية على عاتقها وقتل في الكارثة 224 سخص وأغلبيتهم سكان بطرسبورغ.
ثم في أغسطس 2016 تم القضاء على مجموعة المقاتلين القادمين من القوقاز الشمالية والمكونة من 5 أشخاص مرتبطين ارتباطاً مباشراً بداعش. وبعد 3 أشهر فقط ألقي القبض على 11 شخصاً من سكان آسيا الوسطى وأنهم اعترفوا بصلاتهم بهذه المنظمة الإرهابية وأفادوا أنهم كانوا يخططون القيام بالتفجير في المركز التجاري "غاليريا" القريب من محطة مترو "بلوشاد قوستانيا" وتم العثور على 10 كلو تروتيل في حوزتهم. وبالتالي بعد توجيه الضربة الأولى على سكان بطرسبورغ تم القيام استعدادات متواصلة لتنفيذ العمل الإرهابي في المدينة بالذات وتم إنجازه، للأسف الشديد.
يوميات الأورأسيا: هل هناك أي صلة للتفجير بزيارة الرئيس بوتين إلى المدينة؟
آنار صديقوف: هكذا بالضبط إن كان الارتباط رمزياً. وهذا هو التحدى للرئيس بالضبط وهو من أبناء بطرسبورغ يحب جداً مدينته. وأصدر فلاديمير بوتين بكونه القائد العام للقوات المسلحة أوامره لمشاركتها وقبل كل شيء سلاح الطيرات في الحملة السورية وبهذا تمكن من تغيير الوضع بصورة تامة ميدنياً وعلى الصعيد السياسي وشغل عملية آستانا التي كانت دافعة للمفاوضات في جنيف بالرغم من أنها لم تكن مثيرة في الواقعة.
بالمناسبة بعد وقت قليل قدم محافظ سانكت بطرسبورغ غيورغي يولتافشينكو إلى محطة المترو. كان الرئيس بوتين يرغب أيضاً في زيارة مكان الحادث ولكن رجال الأمن الفيدرالي حالوا دونها وقدم الرئيس محطة المترو مساءاً ليضع الزهور ورفض الحديث مع الصحافيين.
يوميات الأورأسيا: هل كان لديهم أي معلومات؟
آنار صديقوف: كانت هذه الإجراءات تدابير الأمن الروتينية. تم وضع الحصار على جزء من المترو وأساساً في مكان الانفجار. فيما بعد عثر على جهاز التفجير في محطة مترو "بلوشاد فوستانيا". من الجدير بالذكر أن "بلوشاد فوسطانيا" هو قلب المدينة. تقع محطة قطارت موسكو فوق هذه المحطة. وإذا نظرنا في الفوق إلى جادة نيفا فنرى أن "بلوشاد فوستانيا" تقع في أوسط المدينة.
عندما عثر على مادة متفجرة واحدة كان من الطبيعي أن يتوقعوا وجودها في المحطات الأخرى أيضاً. لذلك أغلقت جميع المحطات وتم تفتيشها كلياً.
يوميات الأورأسيا: في شبكة التواصل الاجتماعي طرحت مسألة "إشارات سرية" قبل الانفجار قيد النقاش...
آنار صديقوف: في الحقيقة وردت من الصباح المعلومات وتم إغلاق بعض المحطات لمدة 40-50 دقيقة تقريباً بسبب أملاك لا صاحب لها.
يوميات الأورأسيا: هل نسوا هذا الأملاك في الحقيقة وتركوها تعمداً لزعزعة أمن المدينية؟
آنار صديقوف: على الخط الأزرق نسى شخص ظرفاً خاصاً له وعيد له. يعتقد البعض أنه هنك اللذين كانوا يخبطون الآثار. ولكني أشك في هذه الرواية. بالعكس، إذا ظهرت الأملاك التي لا صاحب لها، كل شيء يوقف ويغلق ويبدأ التحقيق فيه. هكذا لم يكن منطقياً من جانب الإرهابيين نصب مثل هذه الفخاخ لأن هذا بالعكس، سيلفت اهتمامات الخدمات الأمنية ووكالات إنفاذ القانون ويزيد استنفارها.
يوميات الأورأسيا: كيف تقدر نتائج عمل الخدمات الأمنية في بطرسبورغ؟ هل يمكن توجيه الاتهامات لها في انعدام الاحتراف لديهم آخذاً بالاعتبار أنه وردت الأنباء عن الأملاك لا صاحب لها؟
آنار صديقوف: هناك ازدواجية الوضع. في الواقعة في المدينة يركب قطارات الأنفاق يومياً مليونان من الناس. من المستحيل الإشراف على كلهم وهذا غير واقعي. ويمكن اجتياز ممر فحص الحديد إذا فيه رغبة. ويجب أن تقام بالأعمال الوقائية قبل كل شيء، يجب العمل قبل وقوع الحادث وبإدخال العيون في هذه المنظمات أو تجنيد أعضائها لمكافحة الإرهاب للحصول على معلومات عملية والقيام برد الفعل المناسب.
هناك المعلومات أن الجهات الأمنية كانت على علم بعمل إرهابي وأكثر من ذلك تمكن من تجند المقاتل القادم من سوريا الذي زودها بمعلومات مطلوبة. ولكن ومع ذلك، خرج الوضع عن السيطرة، ولماذا حدث كذلك يجب تحليل الأسباب بدقة وعناية. في أي حال، فإن مهمة وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات هو ضمان سلامة المواطنين، وإذا لم تتمكن من هذا يعني لها الأخطاء والمسئولية.
أريد أن أشيد بصورة خاصة بعمل مرافق المدينة التي عملت بشكل سريع وعملي جدا. وكذلك إلى صمود سكان سانت بطرسبرغ، لم يكن هناك أي ذعر وضجيج، وسرع الناس على الفور لتقديم المساعدات، للتبرع بالدم. في ذلك اليوم، في الواقع، بدأت الاختناقات في المرور، وذلك لأن المترو كان مغلقاً تماما، على الرغم من هذا، العديد من السائقين نقلوا الركاب مجاناً بشعورهم بالوحدة والدعم المتبادل. وهذا ما يعني أن الهدف الأساسي للإرهابيين لترويع المواطنين، وإثارة الذعر فيهم فشل وهذا أهم شيء!
أجرت الحوار الصحفية ناتالي كولييفا
الترجمو من الروسية: د. ذاكر قاسموف