قالد سفير الولايات المتحدة في أذربيجان السيد روبرت سيكوتا في تصريحاته الحصرية التي أدلى بها لوكالة Trend الإخبارية بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إن العلاقة بين أذربيجان والولايات المتحدة قد تتحسن أكثر ويعمل الطرفان معا في العديد من المجالات.
وأكد السفير سيكوتا أنه " في مصلحة الولايات المتحدة أن تكون أذربيجان بلداً قوياً ومستقراً ومستقلاً ومزدهراً وديمقراطياً. لقد عملنا معا في ثلاثة مجالات ذات أهمية مماثلة بغية تحقيق هذه الأهداف وهي الأمن، والطاقة والاقتصاد، والديمقراطية وحقوق الإنسان". وأضاف السفير سيكوتا قائلاً "إن هذه المجالت الثلاثة ذات صلة ما بينها، واعتقد أنها جميعاً لها نفس قدر من الاهمية فى جعل أذربيجان بلداً تريد أن تكون ".
واشار السفير الى انه هناك قضايا عديدة يمكن ان تتعامل اذربيجان والولايات المتحدة فيها ولكن التعاون فى مجالي أمن الطاقة ومكافحة الارهاب لهما اهمية استراتيجية كبيرة ليست للبلدين فقط. وقال: "إن أذربيجان بلد يتمتع بموارد كبيرة للطاقة وأنها قد لعبت ولا يزال تلعب، وأعتقد أنه سيلعب بدورها الهام في ضمان أمن الطاقة في أوروبا والحفاظ على إمكانينها في تنويع مصادرإمداداتها بموارد الطاقة. يزيد هذا من إمكانية تلك البلدان للصمود أمام الضغوط الخارجية على نحو أفضل. وهذا هو الدور الهام الذي تلعبه اذربيجان ".
وأكد السفير أن أذربيجان بلد مهم أيضا في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وأن الولايات المتحدة وأذربيجان عملتا ولايزال تعملان معاً في أفغانستان، حيث لعبت أذربيجان دورا هاما كممر الترانزيت بين الغرب وأفغانستان.
وأشار السفير سيكوتا أيضا إلى وجود آفاق واسعة للتعاون في قطاع النقل: "إن الموقف الجعراقي لأذربيجان يكتسب أهمية كبيرة وستواصل زيادة دورها كممر بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. وأقصد أهمية ذلك الدور من ناحية التجارة بين شرق آسيا وأوروبا، وكذلك بين جنوب آسيا وبقية أوروبا ".
في رأي السفير سيكوتا، هناك أيضا إمكانيات للتعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة وأذربيجان، بما في ذلك إنجاز المشاريع الجديدة والأنشطة الاقتصادية الجديدة في أذربيجان.
وقال "اننا ننظر بنظرة إجابة إلى مساعي اذربيجان فى النمو وتنويع اقتصادها لتصبح لاعبا اقوى فى المنطقة".
التعاون في مشروع ممر الغاز الجنوبي
وقال السفيرروبرت سيكوتا إن الولايات المتحدة تواصل دعمها بقوة لممر الغاز الجنوبى بسبب الدور الايجابى الذى يمكن أن يلعبه فى ضمان أمن الطاقة لأوروبا. وفيما يخص لامكانية تمويل المشروع من قبل المؤسسات المالية الامريكية، اشار السفير الى ان هذا من قبيل قرارات تجارية، أن البنوك نفسها تقرها. بيد ان الولايات المتحدة تتعامل بهذه القضية كجزء من تعاملها مع اذربيجان
في رأي السفير، فإن ما يمكن أن تعمله الولايات المتحدة في هذه الحالة هو مساعدة أذربيجان على أن تكون أكثر قدرة على المنافسة، وأن تواصل التعامل في هذا المجال على نطاق واسع من الناحية الاقتصادية: "هناك منافسة قوية للغاية للحصول على وسائط مالية، لذلك نتعامل مع أذربيجان لنجعل هذا البلد ملائماً لجزب اهتمامات الجهات المالية الدولية ولخلق الظروف التي تجعلها شريكاً تجارياً أكثر جاذبية ".
وأكد السفير الأمريكي أن هذه الظروف تشمل مكافحة الفساد وزيادة الشفافية، وضمان سيادة القانون. وقال:" إن هذه الشروط هي التي تصر عليها البنوك. نريد العمل مع أذربيجان في هذه المسائل. ونحن نعمل مع أذربيجان لجعلها أكثر جزابة من ناحية التعامل مع المؤسسات المالية الدولية ".
تسوية النزاع في قاراباغ الجبلية
وقال روبرت سيكوتا إن المفاوضات السلمية ضرورية لتسوية النزاع بين أرمينيا واذربيجان في قارابغ الجبلية. واضاف: "لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع. ومن الضروري أن يجتمع الطرفان ويعملان من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لهذا الصراع. لقد استمر هذا الصراع لفترة طويلة جدا "
وأشار السفير إلى أن الولايات المتحدة تعمل من خلال مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وانها نشيطة جدا في هذا العمل، مما يساعد للطرفين في التوصل إلى التسوية. وقال "علينا ان نساعد الطرفين على المضي قدما".
وفي حديثه عن الوسيط الأمركي الجديد في مجموعة منسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ريتشارد هوغلاند، أوضح السفير سيكوتا أن الوسيط الأمريكي الجديد لمجموعة مينسك له خبرة العمل الكبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية، وأنه يعرف هذا الجزء من العالم معرفة جيدة، وقد عمل في هذه المنطقة من قبل. وبحسب كلمة السفير، فقد يتعاون ريتشارد هوغلاند بالفعل مع الوسيطين الآخرين الفرنسي والروسي للاطلاع على الوضع القائم حول قاراباغ الجبلية، والتحدث مع الناس والمساهمة في جمع الأطراف معا لتحقيق التسوية السلمية. وأضاف السفير سيكوتا قائلاً "إنه رجل نشيط وقوي جدا، واعتقد انه يتمكن من ان يساعد حقا فى تحريك هذه العملية إلى الأمام"
وردا على السؤال بحصوص استفزازات أرمينيا المتكررة ضد أذربيجان على طول خط التماس والحدود شدد السفير مرة أخرى على أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع. وأن "العنف لا يساعد أي أحداً. ومن المهم حقا أن تتضافر الأطراف لإيجاد سبيل للمضي قدما من أجل التوصل إلى تسوية سلمية. وهذا أمر مهم لجميع الناس في المنطقة ". وأشار سيكوتا إلى أنه أثناء زياراته إلى أنحاء البلاد يلتقي مع النازحين ويرى آثار الصراع في الناس. وفي الوقت نفسه يرى زملاؤه على الجانب الآخر من خط المواجهة نفس المنظر.
وتواصل السفير الأمريكي حديثه قائلاً إنه "ينبغي علينا ان نبذل كل ما في وسعنا للمساهمة في تحريك الامور ومساعدة الاطراف في التوصل الى التسوية"، مضيفا ان اطراف النزاع بحاجة الى الارادة السياسية للمضي قدما، ويمكن للوسطاء أن يساعدوهما في هذه العملية.
التعددية الثقافية في أذربيجان
وقال سيكوتا ان اذربيجان تعد قدوة جيد لتعاش المنتمين إلى الديانات المختلفة. كما قال إنه من الأمور التي على الأمريكيين أن يغرفوا عن أذربيجان هو تقاليد البلاد ليس في التسامح الديني فقط، بل في الاعتراف بالأديان الأخرى أيضاً. وأضاف أن أذربيجان هي الدولة الشيعية الإسلامية العلمانية، هي مثال جيد على التسامح وتعاش الناس من مختلف الديانات.
وقال السفير سيكوتا "انه يمكن ان تكون أذربيجان قدوة تقدتدى بها فى مجال إبعاد الناس عن الارهاب والتطرف".
ضرب السفير مثال أذربيجاني هاجر إلى الولايات المتحدة في أيلول / سبتمبر الماضي وأهدى توراة جديدة للمعبد اليهودي في باكو، وقدم الوفد من بروكلين لحضور في مراسم تقديم التوراة. وأنهم تأثروا كثيراً في الحقيقة عند رؤيتهم تقدميم التوراة في بلد إسلامي. استغرب العديد من الأملايكيين. وهذا قدوة لجميع البلدان في العالم.
وأشار السفير سيكوتا أيضا إلى أن الولايات المتحدة لديها 500 متطوع من "فيلق السلام" في أذربيجان على مر السنين، الذين عملوا في تدريس اللغة الإنجليزية وتنمية المجتمع المدني. واكد ان هؤلاء المتطوعين هم افضل رسل اذربيجان فى الولايات المتحدة: "عندما كنت في واشنطن في مارس / آذار التقيت مجموعة من هؤلاء المتطوعين. وأنهم ما زالوا يتابعون التطورات في أذربيجان، وأنهم مهتمون بأذربيجان، ويتحدثون لأصدقائهم وعائلاتهم عن أذربيجان، ويعودون إلى أذربيجان لمشاركة في حفلات الزفاف الأذربيجانية. وهذا يوفر حقاً الظروف لإقامة العلاقات".
وشدد السفير على أنه مثل هذه العلاقات بين الناس مهمة حقا لبناء علاقات قوية بين الدول أيضاً. واضاف "اعتقد انه هناك الكثير من الامور التي يمكن ان يتعلمها الاميركيون حول اذربيجان، اذ ان اذربيجان تستطيع ان تعلمهم".
وأفاد السفير أيضاً أن أذربيجان بلد سياحي مثير للاهتمام، وأنه يزور كثيرا الأقاليم المختلفة في البلاد قائلاً إنه تعجبني زيارة أقاليم البلاد ومشاهدة الجبال والطبيعة، وتنوع جمال هذا البلد. وهذا ممتع جداً أن ترى الأماكن التاريخية والتأمل في الطبيعة، وزيارة المزارع، وتناول الأطعمة المختلفة.
كما اشار السفير سيكوتا الى ان عائلته زارت اذربيجان كل عيد الميلاد في غضون العامين لعمله فى باكو وتمتعوا ايضا بعطلاتهم هنا. حتى ابنه الأصغر أحضر أصدقاءه الجامعيين إلى أذربيجان في عيد الميلاد الماضي.