أجاب الباحث الروسي في العلوم السياسة، دكتور الفلسفة في التاريخ أوليغ كوزنيتسوف على أسئلة يوميات أوراسيا حول الاستفتاء الذي أجري أمس في تركيا. وتحدث عن الانقسام الواقع في المجتمع التركي وعن عواقب الإصلاح الجديد.
من الجدير بالذكر أنه يوم أمس أجرت تركيا الاستفتاء الشعبي الذي أيدت من خلاله غالبية السكان توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية. وتمنح التعديلات في الدستور الرئيس أردوغان صلاحيات لم يسبق لها مثيل.
يوميات أوراسيا: السيد كوزنتسوف، إذن، لماذا أيد الشعب التركي الإصلاح ؟
أوليغ كوزنيتسوف: دعونا نكون صادقين، وتعتبرالغالبية ب 52 ٪ من الأصوات المؤيدة مقابل 48٪ المعارضة الحد الأدنى تقريبا، لذلك أنا لا أقول إن الشعب التركي بأكمله دعم ابتكارات أردوغان. يمكننا أن نتحدث عن الأغلبية إذا كان هناك الجزء البين من المجتمع، أو كما يقول الحقوقيون، "الجزء المؤهل" الذي يشكل ثلثين أو ثلاثة أرباع من الأصوات. وإذا كانت نتائج الاستفتاء في تركيا كهذه، فكان من الممكن الحديث عن تأييد الأغلبية. لا أستطيع أن أكون متفائلا جدا مع هذه النتائج للتصويت. يجب الا نتحدث عن نصر أردوغن، بل عن الانقسام في المجتمع التركي.
يركز جميع من المحللين الدوليين على الاطلاق إلى ان سكان اسطنبول وانقرة وازمير اي المدن الكبى كما تقال المدن المليونية التي تجمع فيها الرأس المال البزنيس لم يؤيدوا فكرة الانتقال النهائي من الجمهورية البرلمانية الى الرئاسية. وبعد الاستفتاء، فإن المواجهة بين أردوغان والنخب لن تضعف فحسب بل، على العكس، ستزيد شدة. وإذا كانت المعارضة لأردوغان، حتى هذه اللحظة، من الجيش والبيروقراطية، المخلصين لأفكار الغازي مصطفى كمال أتاترك، قد ينتقل البزنيس الكبير من الآن إلى المعارضة وبعد ذلك قد يظل مستقبله السياسي مشكوكاً فيه.
يوميات أوراسيا: ما هو موقف الجانب الروسي من مثل هذا النوع للإصلاحات في تركيا؟
أوليغ كوزنيتسوف: نموذج النظام الإدارة للدولة الذي اختارته تركيا لنفسها في الاستفتاء الأخير لا يختلف تماماً عن شكل الإدارة القائمة حاليا في روسيا أو في أذربيجان. ولذلك، هذه التعديلات مفهومة ومألوفة بالنسبة للمجتمع السياسي الروسي، على الأقل بالنسبة للجزء الذي لا يكسب لقمة العيش عن طريق الشعبوية والتعليقات على الأحداث في مصالح سياسية. بناء على نتائج الاستفتاء، يتحول أردوغان إلى بوتين التركي مع جميع مؤشرات"الإدارة اليدوية" لآليات الدولة وأدواتها. اليوم يمكننا أن نقول بكل تأكيد شيئاً واحداً فقط: جمهورية مصطفى كمال أتاترك أصبحت صفحة من التاريخ الماضي.
يوميات أوراسيا: ما هي المجالات سيؤثر الإصلاح عليها فعلا؟ كيف سيتغير الوضع في المنطقة وفي العلاقات مع الاتحاد الأوروبي؟
أوليغ كوزنيتسوف: يؤثر أي استفتاء كان، أولا وقبل كل شيء، على التطورات السياسية الداخلية في البلد، وليس على سياسته الخارجية. هناك العديد من الدول في العالم مع مختلف أشكال الحكم، التي ليس لها أدنى تأثير على موقفها على الساحة الدولية. وبوجه عام، فإنني لن أربط بين الجوانب القانونية للدولة والسياسية الخارجية. وعادة ما تظهر أي دولة الإرادة المنسقة للنخب الحاكمة في سياستها الخارجية، وقد أدى الاستفتاء في تركيا حتى الآن إلى الانقسام في المجتمع بما فيه في الطبقات العليا. وسيستغرق الأمر وقتا طويلا لكي تستعيد الطبقات العليا من المجتمع التوافق في البنية الإدارية لنفسها، وإلى حين حدوث إيجاد هذا التوافق، سيكون من المتهور للغاية الحديث عن أي تأثير محدد لنتائج الاستفتاء في تركيا على السياسة الخارجية لهذا البلد.
أجرت الحديث الصحفية ناتاليا كولييفا