فرضت عملية تحرير جرود عرسال والقلمون ومحيطهما التي اطلقها حزب الله بمؤازرة الجيش السوري نفسها علي كل ما عداها من احداث ليس فقط داخلية، بل ايضا علي المستوي الاقليمي نظرا للنتائج الايجابية التي ستنتج عنها في سياق الحرب علي الارهاب من التي يقودها حزب الله وسوريا ومعه باقي الحلفاء في العراق، الي ايران وروسيا واخرين.
ويبدو واضحاً من اللحظة الاولي لاعلان ساعة الصفر لبدء العملية العسكرية ان هذا الاعلان يؤكد للجميع الاهمية الاستراتيجية لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي أدت في العام ألفين الي تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي وفرض الانسحاب عليه من المناطق التي كان يحتلها، كما أدت في العام 2006 الي هزيمة العدو الاسرائيلي، واليوم تعيد هذه المعادلة الذهبية فرض نفسها حتي ولو ان بعض المراهنين علي المشروع الاميركي - الاسرائيلي وأدواته الارهابية يحاولون ضرب هذه المعادلة واسقاطها لما تشكّله من قوة وحماية للبنان وشعبه.
وقد يكون - بحسب مصدر سياسي متابع - ان الظروف المتعلقة بمراهنات بعض القوي السياسية من المستقبل الي القوات اللبنانية واخرين حالت دون ان يكون الجيش اللبناني مشاركا مباشرة في عملية تحرير الجرود من جهة عرسال وبعض البلدات اللبنانية، الا ان ما يقوم به الجيش منذ احتلال الجرود من الجماعات التكفيرية وخلال الايام الاخيرة يشكل استكمالا ضرورياً لما يقوم به مجاهدو المقاومة ومعهم الجيش السوري من تطهير للمناطق التي كانت تسيطر عليها 'جبهة النصرة' الارهابية ولاحقاً تحرير المناطق التي يحتلها تنظيم 'داعش' الارهابي. كما ان التفاف جميع اللبنانيين حتي ولو حاولت بعض الاصوات المشبوهة ان 'تغرّد' في اتجاه معاكس لعملية تحرير الجرود واهدافها النبيلة واولها استعادة الدولة لسيادتها علي اراض لبنانية محتلة من الارهاب.
لذلك من الواضح، ان هذه الاصوات المشبوهة غير مرتاحة لما يقوم به ابطال المقاومة بدعم من الجيش السوري لتطهير الجرود من الارهابيين، وهو ما يمكن ملاحظته في مواقف بعض بقايا 14 أذار، من حيث محاولة المساواة بين الارهابي وبين من يحرر الارض، وايضاً من خلال الامتعاض او ما يسرّب من اجواء عن مدي انزعاج هؤلاء من العملية العسكرية لانهاء هذا 'السرطان' الذي نخر الجرود، ما يشير بوضوح الي ان رهانات البعض علي الجماعات التكفيرية كما هو حال من يدعمها في الرياض وواشنطن وتل ابيب .
يبقي القول - وفق المصدر السياسي - ان الانجاز الاستثنائي الذي يسطره مجاهدو المقاومة والذي يسير بسرعة اكبر مما كان معدا له، ستكون له نتائج ايجابية كبري علي الداخل اللبناني قبل الواقع السوري والاقليمي، ولذلك يؤكد المصدر علي جملة نتائج ايجابية علي لبنان قبل غيره في مقابل تداعيات سلبية مهمة علي قوي الارهاب وداعميه ومن اهمها الاتي:
- اعادة الجرود الي حضن الدولة، بما يمكّن الجيش من فرض السيادة اللبنانية علي هذه المنطقة، في موازاة عودة ابناء عرسال الي حياتهم الطبيعية بعيدا عن تهديدات الجماعات الارهابية، وتحرير الجرود من هذه الجماعات التكفيرية سيؤدي حكما الي اراحة الوضع اللبناني برمته من حيث انهاء ما كان يشكله هذا الارهاب من خطر علي كل اللبنانيين ومن كل الطوائف والتلاوين السياسية، وما كشفته العملية الاستباقية الاخيرة للجيش اللبناني يؤكد ذلك، بالاضافة الي ما سبقها من عمليات ارهابية جري اعدادها من داخل الجرود عبر تنظيمي 'داعش' و'النصرة' الارهابيين.
- ان استعادة الجرود تشكل نقطة تحول اساسية في السعي لاعادة النازحين السوريين الي بلدهم، بالتوازي مع ما يقوم به الجيش السوري وحلفاؤه من تحرير لمناطق واسعة داخل سوريا .
في كل الاحوال، يقول المصدر ان ما نشهده من احتضان لعملية تحرير الجرود التي يقوم بها مجاهدو المقاومة يستعيد نفس الاحتضان الشعبي الذي حصل في عملية تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي عام الفين وايضا خلال مواجهة الحرب الاسرائيلية ضد لبنان في العام 2006، بغض النظر عن بعض الاصوات الشاذة والمراهنة علي الاميركي والاسرائيلي وايضاً علي الارهاب .