"نجيب" و"براني" بمصر.. قاعدتان عسكريتين بثلاث دوافع

دعم خليفة حفتر في الشرق الليبي، ردع الجماعات المسلحة القادمة من الغرب، الترويج لقوة مصر العسكرية وحماية حقول الغاز في البحر المتوسط، بحسب خبراء

تحليلات 19:00 03.08.2017

بقاعدتين عسكريتين، برز في مصر مؤخرًا اهتمام عسكري كبير في تدعيم الجبهة الغربية المصرية، المتاخمة لحدود ليبيا، التي تشهد صراعًا مسلحًا منذ عام 2011. 
وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت مصر، بحضور مسؤولين عرب بارزين، افتتاح قاعدتين عسكريتين، إحداهما بمدينة الحمام التابعة لمحافظة مطروح (شمال غرب)، تحمل اسم الرئيس المصري الأسبق "محمد نجيب" (1901- 1984)، والأخرى "براني"، التابعة لذات المحافظة، بمحاذاة الحدود الليبية. 

وفي أحاديث منفصلة للأناضول، يرى 3 خبراء عسكريين بجانب محلل سياسي مصري، أن هناك 3 دوافع وراء تعزيز الثقل العسكري المصري غربًا، هي: رسالة ردع للجماعات المسلحة وخاصة ناحية الجبهة الغربية، والترويج بأن مصر قوة عسكرية مؤثرة قادرة على حل الخلافات الإقليمية وحماية حقول الغاز في مياه البحر المتوسط وحقول النفط في الصحراء الغربية لمصر ومحطة الضبعة النووية المزمع انشاؤها في المنطقة، فضلا عن دعم قوات خليفة حفتر، قائد القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد في طبرق (شرقي ليبيا). 

عادل سليمان، اللواء المتقاعد في الجيش المصري، يرى في حديث للأناضول أن "القاعدتين لهما أثر من قبل، وشهدتا تطويرًا عسكريًا". 

ويوضح سليمان، وهو رئيس منتدى الحوار الاستراتيجي لدراسات الدفاع والعلاقات المدنية العسكرية (غير حكومي/ مقره القاهرة)، للأناضول، أن "قاعدة نجيب، كانت مدينة عسكرية في مدينة الحمام (شمال غرب) وتم تطويرها، أما براني فكانت تمركز لقيادة المنطقة الغربية العسكرية مع تشكيلها في أواخر السبعينيات من القرن الميلادي الماضي، وليس صحيحًا أنها تعود للحرب العالمية الثانية في الأربعينيات". 

ويتابع: "الحرب العالمية الثانية شهدتها براني كمنطقة صحراوية تابعة لمصر، ولم تكن هناك قاعدة عسكرية مصرية آنذاك، وكذلك لم تخصص بعد إنشاءها للروس كما يتردد في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات (تولى الرئاسة من 1970 حتى 1981)". 

وبيان الجيش المصري في 21 يوليو/ تموز الماضي، رغم أنه يتحدث عن القاعدتين بلفظ "إنشاء"، إلا أنه تحدث صراحة أن قاعدة نجيب حلت المدينة العسكرية لمدينة الحمام التي أنشأت عام 1993، وأنها تحولت لقاعدة عسكرية في عامين، لم يحددهما على وجه الدقة، وتستوعب فوج نقل دبابات تسع 451 ناقلة حديثة بخلاف 72 ميدانًا تدريبيًا، و1155 منشأة حيوية. 

وقاعدة محمد نجيب، وصفتها وكالة الأنباء المصرية الرسمية "أ ش أ"، في تقرير سابق، أنها "أكبر قاعدة برية في الشرق الأوسط وإفريقيا". 

وعن قاعدة براني، ذكر البيان لفظ "تطوير" عند الحديث عنها قائلا إن "القوات المسلحة أنشأت قاعدة براني العسكرية من خلال إنشاء مئات المنشآت الجديدة، وتطوير المنشآت الإدارية وميادين التدريب، ومخازن للأسلحة والذخائر، ومناطق تمركز العربات والمعدات داخل القاعدة"، دون تفاصيل أكثر. 

وعن استخدامات القاعدتين، أوضح بيان الجيش عن قاعدة نجيب، أنها "تأمين للمناطق الحيوية بنطاق مسؤوليتها غرب مدينة الإسكندرية (شمال)، والتي من بينها محطة الضبعة النووية (بمحافظة مطروح/ شمال غرب)، وحقول البترول وميناء مرسى الحمراء ومدينة العلمين الجديدة (غرب)". 

أما قاعدة "براني" العسكرية، فهي من أجل "ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن"، مشيرا إلى أن القوات "تعزز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية (..) لمنع تسرب العناصر الإرهابية عبر الحدود الغربية لمصر، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة، والمواد المخدرة، والهجرة غير الشرعية". 

وفي مارس/آذار الماضي صعدت "براني" إلى واجهة الأحداث، بعدما قالت تقارير صحفية غربية، إن روسيا تسعى لاستخدامها، وأنها تجري محادثات مع القاهرة لاستئجارها، وهو ما نفته مصر تماما أكثر من مرة. 

ومنذ ما يزيد عن سنتين وتشهد مصر، بشكل متزايد، عمليات تفجير تستهدف مواقع عسكرية وشرطية ومسؤولين أمنيين؛ ما أسفر عن مقتل المئات، فيما أعلنت السلطات أكثر من مرة إحباط محاولات اختراق للجبهة الغربية على حدود ليبيا، وهو ما يفسر التوجه العسكري المتزايد ناحية الغرب، في "ردع ومواجهة أي تحديات في الداخل المصري". 

ومتحدثًا عن هذا الطرح، يقول الأكاديمي المصري، طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة ، إن "الدافع الأول من هذا التعزيز العسكري غربًا، هو "رسالة ردع مفادها أن مصر لديها قدرات قوية رادعة، تنطلق من مسرح عمليات المناطق الغربية، قادرة على مواجهة أي تحديات تواجه الداخل المصري، لا تقل خطورة عن تلك الواردة من سيناء (تشهد مواجهات عسكرية لعناصر تقول إنها تتبع داعش)". 

ويوضح للأناضول، أن ذلك الطرح مرتبط بقدرة بلاده على "تأمين الحدود المصرية الغربية، إلى أن تهدأ الأمور في ليبيا، ويكون هناك سلطة ليبية مسؤولة". 

ويرى مراقبون أن مصر تسعى من خلال تحديث وتدعيم قواتها العسكرية، إلى الترويج لفكرة كونها قوة عسكرية مؤثرة في المنطقة والعالم، قادرة على حل الخلافات الإقليمية. 

ومنذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى الحكم، صيف 2014، وتمثل صفقات التسليح العسكري "رأس الحربة" في علاقاته الخارجية، خاصة مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وألمانيا. 

ويفسر هذا الطرح، المحلل السياسي المصري طارق فهمي، مشددًا على أن القاعدتين تريد بهما مصر، نقل رسائل لدول في الإقليم وخارجه عن دورها وثقلها وقوة جيشها. 

وبحسب موقع "غلوبال فاير باور" المتخصص في رصد قوة الجيوش حول العالم، بحسب ما تعلنه كل دولة عن إمكانياتها العسكرية، دخلت مصر ضمن قائمة أقوى 10 جيوش في العالم، كانت الولايات المتحدة الأمريكية على المرتبة الأولى في القائمة. 

وهو ما يتفق معه، اللواء الأردني المتقاعد، قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، في حديث للأناضول، قائلًا إن هناك تناميًا في التوجه العسكري المصري، في عهد السيسي. 

ويضيف قاصد، وهو محلل استراتيجي عسكري ضمن فريق الأزمات العربي في مركز دراسات الشرق الأوسط (غير حكومي أردني)، أن النظام المصري يضع أمام عينيه، منطقة مليئة بالصراعات العسكرية والأزمات. 

وتشهد المنطقة العربية، عدة أزمات بارزها، وصلت لحد الصراع العسكري، خاصة في سوريا وليبيا واليمن. 

ويرى قاصد، أن مشاركة قادة بالخليج بحفل افتتاح قاعدة "نجيب"، دلالة على أن تحالف الرباعي العربي المقاطع لقطر، يستغل من افتتاح قاعدة عسكرية مصرية مناسبة كي يطرح نفسه إعلاميًا وعلى المستوى الدولي وذلك عن طريق مصر وثقلها في المنطقة. 

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/حزيران المنصرم، علاقاتها مع قطر بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب. 

ويربط العميد المصري المتقاعد بالجيش المصري، صفوت الزيات، في حديث للأناضول، بين "تدشين قاعدتين ذواتي ثقل عسكري"، و"دعم وتثبيت النظام المصري لحفتر الذي حضر الاحتفال". 

ويعدَّ الزيات، الخبير العسكري والاستراتيجي، قاعدة نجيب "ذات خلفية لوجستية ثابتة، تشمل الإمداد اللوجستي للتقسيمات العسكرية العاملة في المنطقة الغربية المصرية، فيما تأتي "براني في إطار قاعدة العمليات المتقدمة، التي تستخدم في الضربات الجوية، التي ينفذها سلاح الجوي المصري في العمق الليبي". 

ويتابع "داعش حاليًا يتعرض لانتكاسات شديدة، ويعيد تمركزه في المناطق الوسطى والجنوبية في ليبيا، وبالتالي الثقل العسكري المصري ناحية الغرب، مرتبط أكثر بالصراع الأهلي في المناطق الليبية الغربية والشرقية أكثر منه ضد تنظيمات الإرهاب وعلى رأسها داعش". 

وعلى مسافة متقاربة، يقول اللواء الأردني قاصد محمود، إن "مصر تدخلت سابقًا عسكريًا في ليبيا بدعم مباشر، وقاعدتا نجيب وبراني، تدلان على أن مصر من الممكن أن تذهب إلى ما هو أبعد من دورها الحالي في ليبيا". 

وسبق أن وجهت مصر ضربات جوية في العمق الليبي، قالت إنها تستهدف "إرهابيين" متهمين في استهداف مصريين بمصر وليبيا، في فبراير/ شباط 2015، ومايو/ أيار الماضي.

ويشير قاصد إلى أنه "من الواضح أن الاستراتيجية المصرية في الثلاث سنوات الماضية، فيما يتعلق بالشأن الليبي قائمة على دعم حفتر وبعض الميليشيات المسلحة الموالية له، وهو موقف قائم على تحالف عربي، أساسه مصر والإمارات، بجانب دعم دول أخرى (لم يسمها) بشكل غير مباشر". 

فيما يشدد العميد الزيات على أنه "يظل التدخل المصري والإماراتي لصالح حفتر، له محاذير عديدة، وهو تحت ضغط ومحددات من قبل حلف الناتو ودول أوروبا الغربية خاصة فرنسا وإيطاليا".

 
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على تهديدات غربية
10:15 07.05.2024
إندونيسيا: ثوران بركان جبل سيميرو من جديد
10:00 07.05.2024
أمير الكويت يبدأ زيارة إلى تركيا
09:45 07.05.2024
جميع الأخبار