أكد مدير جهاز الأمن الاتحادي ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب االفريق الكسندر بورتنيكوف أن تمظيم الدولة الإسلامية ينوي إنشاء الشبكة الإرهابية العالمية الجديدة. وأن المنظمات الإرهابية الدولية تنتقل إلى أفغانستان، من حيث يقوم بمحاولات شن هجمات ضد روسيا.
رد السيد أندري مانويلو، العالم الروسي في مجال العلوم السياسية ودكتوراه في العلوم السياسية وأستاذ جامعة موسكو الحكومية وعضو المجلس العلمي لدى مجلس الأمن للاتحاد الروسي لأسئلة بوابة يوميات أورأسيا عن المصير الذي ينتظره داعش بعد هزيمته في سوريا والعراق، والمخاطر التي يحملها لجنوب القوقاز.
بحسب كلامه، بعد الهزيمة العسكرية في سوريا لن تتوقف الدولة الإسلامية عن الوجود، ولكن وستنتقل إلى الأشكال التخريبية الإرهابية للمواجهة المسلحة التي سوف تنفذها هذه الجماعة، بالاعتماد على شبكة سرية منتشرة وموجودة بالفعل.
ويعني أن الارهابيين سيختفون، لكنهم لن يتوقفوا عن القتال. ويجب أن يؤخذ ذلك في الحسبان عند تخطيط مواصلة الكفاح ضد الإرهاب الدولي.
كان هذا هو الحال مع طالبان قبل غزو الأميركيين لأفغانستان:أطاح طالبان بالمجاهدين من التحالف الشمالي، وقد قرروا أنهم بمثابة الجيش النظامي وانتقلوا الى حرب تقليدية، مع خنادق وخطوط أمامية وملاجئ والجماعات التكتيكية بنظام الكتائب. ولكن بعد ذلك جاء الأميركيون، وفي الحرب التقليدية الحقوا الهزيمة لطالبان خلال شهرين وطردوهم الى الجبال وبعد هذا لم يسمع شيئاً عنهم في أفغانستان لمدة 8 أشهر. وأنهم اختفوا في حفر ولا يتمكنوا من أن يتعافون من الصدمة . ثم أدرك طالبان أن محاولة بناء الجيش كانت خطأ، وعادوا إلى حرب العصابات العادية.
ويقول العالم السياسي: "سيحدث الشيء نفسه الآن مع داعش: سيتم الآن تقليص مشروعهم العسكري لخلق الجيش النظامي وشن الحرب بهذا الجيش وفقا للقواعد وسيتم الاعتماد على مشروع حرب العصابات الإرهابية".
ووفقا للخبير، من المهم أن نفهم أن الدولة الإسلامية بطبيعتها هي منظمة إرهابية شبكية من الجيل الرابع، وأن إدارة أنشطتها مبنية على شبكة مخفية ومبدأ السرية. ستكون الدولة الإسلامية قادرة على إحياء قواتها العسطرية من خلال تجنيد المرتزقة أو الأتباع الجدد، عند النقر على زر، فور مشاجرة الدول التي هزمت داعش لتقسيم سوريا إلى مناطق نقوذها، مغادرتها هذه البلد. هذا ما يمكن أن نتوقعه.
يقول الخبير أيضاً:" لا يتغير داعش ولن يغير تكتيكاته: بعد هزيمة عسكرية في سوريا، كما كان من قبل، سيشن داعش حرباً تخريبية وإرهابية سرية. ومع ذلك، ينبغي أن نتوقع أيضا أن تنسحب الدولة الإسلامية بعد الهزيمة في سوريا إلى بلد آخر، على الأرجح إلى ليبيا. بالفعل سوف تبدأ مرحلة جديدة من الحرب المفتوحة لداعش ضد العالم كله. إذا هزم داعش في ليبيا، سينتقل إلى تونس وإلخ"
وقال اندري مانويلو إن التهديدات للسلام من جانب داعش بشكل عام والقوقاز على وجه الخصوص لا تزال هي نفسها: الشبكة الارهابية السرية التابعة لهذه الجماعة سوف تتوسع وتصل الى جنوب القوقاز.
"أينما تنشأ هذه الشبكة، يقوم المتطرفون المحليون برفع رؤوسهم على الفور ويبحثون عن حماية داعش، ويقومون" بتمثيل الهجمات الإرهابية من أجل إثارة الاهتمام".
قال الخبير في الختام: في البلدان التي ترسحت فيها جذور داعش، يشكل مبعوثوه عصابات منتظمة من الكوادر المحليين: لا ينقل داعش مقاتليه إلى مناطق أخرى باستثناء أوروبا. يتحول المتطرفون المحليون تلقاء أنفسهم عن طيب خاطر إلى اللون الأسود ويأخذون رموز داعش وإيديولوجيته. تقاتل في أفغانستان وحدات داعش المؤلفة من طالبان المحليين الذين غيروا انتماءهم ضد طالبان والقوات الحكومية.