ناتاليا كولييفا
أجرت يوميات أوراسيا مقابلة صحفية مع المحلل السياسي ومدير المشروع في مؤسسة فريدريش ناومان في أوكرانيا فلاديمير أولينيك.
- كيف تقيم نتائج الاجتماع بين الرئيس الأوكراني بوروشينكو والرئيس التركي أردوغان؟ ما هي النقاط الرئيسية؟
- من المستحيل اعتبار زيارة أردوغان إلى أوكرانيا على خلفية التقارب الأخير بين تركيا وروسيا حدثا قليل الأهمية. وبالاضافة الى ذلك، شارك أردوغان مع الرئيس بوروشينكو فى الاجتماع السادس للمجلس الاستراتيجى رفيعى المستوى للدولتين. وعقد الاجتماع بين الرئيسين وراء الأبواب المغلقة والذي استمر ثلاث ساعات ، بدلا من 45 دقيقة كما كان مقرراً. كما التقى أردوغان المسؤولين الأوكرانيين الآخرين ولاسيما رئيس الوزراء غروسمان، ورئيس البرلمان الاوكرانى (فيرخوفنا رادا) باروبيي، وكالمعتاد زعيم تتار القرم مسطفى جميليف. وتم التوقيع على عدد من الاتفاقات الثنائية المهمة. وأشار بوروشينكو الى أن التجارة بين البلدين ازدادت بنسبة 20% خلال الاشهر الستة الماضية. وأعرب أردوغان عن تأييده التام لسلامة أراضى اوكرانيا مؤكداً ان تركيا لن تعترف أبداً بضم شبه جزيرة القرم. وبطبيعة الحال، يمكن المزاح عن نعاس أردوغان في المؤتمر الصحفي المشترك مع بوروشينكو، ولكن النتائج الحقيقية لزيارة الرئيس التركي هي أكثر أهمية.
- أثارت تصريحات وزير خارجية المجر بيتر سيارتو التي أدلى بها خلال لقاء ممثلي المجتمع المجري في أوزغورود اهتمامات الجمهور. وكما أشار الوزير إلى أن قانون التعليم الجديد ينتهك مبادئ اتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. هل من المرجح أن المجر ستعيق إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟
- هذه الإمكانية موجودة فقط من الناحية النظرية. بيد أنه من الصعب عملياً منع ما هو غير متوقع في المستقبل القريب. وفي الوقت الحالي، وصلت أوكرانيا إلى أقصى قدر ممكن من التقارب مع الاتحاد الأوروبي. وفيما يتعلق بعضوية في الاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور، لا شك في حدوثه، أي خلال السنوات ال 10-15 القادمة لن تكون أوكرانيا مستعدة لمزيد من التقارب. استمرار النظام الحالي في السلطة في المجر بعد هذا الوقت أمر معقد للغاية. إنها كما في مثل الخوجا نصر الدين والأمير وحماره. ومن الواضح أن موقف صارم بشكل مفرط للقيادة المجرية يشبه بشكل مثير للشك لنمط زعيم الكرملين ويعود سببه إلى الانتخابات في المجر في العام القادم والرغبة في الحصول على تأييد المجريين من أوكرانيا الذين معظمهم يحمل الجنسية المجرية أيضاً، قد تبنوا المشاركة في هذه الانتخابات. وأوكرانيا تدرك تماما هذه الحالة، والهمة الرئيسية لقيادتها هي عدم اللجوء إلى ردود الفعل القاسية.
- بمناسبة الذكرى السنوية ال 20 لتأسيس منظمة جوام عقد الاجتماع الخاص لوزراء خارجية الدول الأعضاء في جوام فى تبليسى يوم 8 اكتوبر. وعقب الاجتماع وقع وزراء خارجية الدول الاربع بياناً مشتركاً اكدوا فيه رغبة الاجماع فى مواصلة التعاون الوثيق. كيف تقيم آفاق هذا التعاون بين الدول الأعضاء في المستقبل؟ هل تعتبر مولدوفا عضواً سلبياً في المنظمة وما يسمى ب "الحلقة الضعيفة" منها؟
- لا ينظر في أوكرانيا إلى جوام باعتبارها الفاعل الحقيقي والعامل المؤثر حتى في السياسة الإقليمية. وبطبيعة الحال، سيكون من المؤسف أن نفقد هذه المنظمة، لأنها نظرياً يمكن أن تكون مفيدة جداً. ولكن أعتقد أنه في مواجهة عربيد هائج في شحص روسيا إمكانيات جوام قريبة من الصفر ويرجع ذلك إلى حقيقة أن اثنين على الأقل من أعضائها وهما أذربيجان وجورجيا حساستان جداً لموقف جارتهما الشمالية التي ليس فيها أي تعاطف مع جوام. ويمزق الصراع الداخلي بين الحكومة والرئيس فيما يتعلق بالاتحاد الروسي مولدوفا الآن. لذلك، في أوكرانيا ينظر إلى جوام كمنظمة يحتمل أن تكون مفيدة. وترغب في عدم السماح لها بالزوال كطفلها الخاص. يمكن أن تكون المنظمة مفيدة في المستقبل، حيث أن الدول الأعضاء هي حلفاء وشركاء طبيعيين. إذن، كيف لا نحتقل بمثل هذه المناسبة؟